الباجي بورقيبي لكنه ليس بورقيبة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/sevssibourguibbbbbbbbbaaa.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الاستاذ بولبابه سالم

يمكن ان تصفه بأي ّ شيء الا بالغباء السياسي ، نعم ، استمعت الى الخطاب مرّتين و استنتجت ان الاستاذ الباجي قايد السبسي داهية ، تزايدت مطالب بعض ناشطات المجتمع المدني و الجمعيات النسائية بالمساواة في الارث فلم يرفض من حيث المبدأ و شكّل لجنة ، و ستعمل هذه اللجنة مثل لجنة تسفير الشباب الى سوريا او لجنة وثائق بنما ، لكن الرئيس حذّر من صدمة المجتمع ، فالدولة و الدستور مدنيان و يجب مراعاة دين الشعب المسلم .





الدين نصوص و مقاصد و السيد الباجي قايد السبسي رجل قانون فركّز على مقاصد الدين التي تواكب تطور المجتمع و قد تجعل المساواة في الارث مسالة طبيعية لانها ليست اصلا من اصول الدين بل هي من فروع الفقه لادارة شؤون الناس لذلك قال ان الميراث مسالة بين البشر و ليست مسالة دينية اصولية .
و في الرخص الشرعية يجوز للمورّث الهبة و التنازل و البيع بعكس تشريعات الميراث المعروفة ، و الحيل الفقهية لا تنتهي .


كان رئيس الدولة في خطاب عيد المراة اليوم شبيها ببورقيبة لكنه لم يكن بورقيبة ، مقترح الاشتراك في الملكية بين الزوجين كان مطروحا منذ عهد بورقيبة لكنه قال لهم " ائتوني بمقترحات اخرى لان مستوى وعي الشعب مازال متدنيا " ، لما تعددت حالات الطلاق احدث صندوق النفقة في وضعية المراة المطلقة حفاظا على كرامتها ، ثم جمع فقهاء القانون و العلماء (منهم الفاضل بن عاشور ) في بداية السبعينات لما طرحت مسالة المساواة في الميراث و اعطاهم مهلة للنظر في امكانية وجود ثغرة في كل المذاهب بما فيها المذهب الجعفري حول المسالة لكنهم لم يجدوا ، فقال :" اذن ، نترك المسالة جانبا حتى لا نثير حفيظة الناس لان نسبة الجهل مرتفعة و من الصعب اقناعهم " ..لو كان بورقيبة اليوم حاضرا لأعلن صراحة المساواة في الارث بين الجنسين لان المجتمع تطور و نسبة النساء المتعلمات مرتفعة بل تفوق الرجال في بعض الاختصاصات .

اليوم ، تحول الجميع الى فقهاء و هناك محاولة لتجييش الناس بطريقة مبتذلة ، لا يناقش القانون الا رجال القانون ، و لا يخوض في الدين الا العلماء الذين لم يواكبوا- بعضهم للاسف -تطور العصر و تركوا رسالة الله غريبة عن الواقع . اما بالنسبة لانصار النهضة الذين بدؤوا حملة فيسبوكية ضد تصريحات الرئيس فاذكرهم (لان الكثير من الجيل الجديد لا يقرا) ان كتاب "المراة بين القران و واقع المسلمين" للاستاذ راشد الغنوشي يقرّ للمراة بالنبوّة و ليس فقط بالمساواة في الارث ، و قد يفاجئهم شيخهم بموقف لا يتوقعونه ، و سنراهم اثر ذلك ينقلبون على اعقابهم .

في الختام رحم الله الشيخ الغزالي صاحب كتاب "الجام العوام عن علم الكلام " ، و لنترك المسالة لتقدير اهل الاختصاص و فقهاء القانون بعيدا عن منطق المؤامرة و الاجندات الخفية ، فصداق اروى القيروانية لم يوجد مثله في الشرق و لم يتزوج عليها ابو جعفر المنصور حتى وهو خليفة المسلمين .

اخيرا ، يجب ان يسود ادب الاختلاف في مناقشة المسائل الخلافية دون اللجوء الى التكفير و التشويه و الشتيمة ، فرايي خطا يحتمل الصواب و راي غيري صواب يحتمل الخطا كما قال الامام الشافعي . و القران كتاب الله صالح لكل العصور و يجب ان افهمه كما لو انه نزل علينا اليوم كما ذكر الفيلسوف محمد اقبال . نحتاج الى فقه الواقع و التفسير وفق مقاصد الدين العظيمة لا تقليد فهم اسلافنا فهم رجال و نحن رجال كما قال ابو حنيفة .

كاتب و محلل سياسي


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 146429

Mah20  (Guadeloupe)  |Lundi 14 Août 2017 à 16:57           
Arrêtez de vous abritez derrière le litteralisme ! Le coran et l islam est un tout,il affiche une dynamique de progrès des la genèse! Nous trouvons à profusion dans le coran les éléments relatifs à encourager le progrès,la justice sociale et l équité....mais dieu dans son infini sagesse et discernement a pris soin de nous livrer sa volonté en tenant compte de l évolution progressive des mentalités et de la maturité fluctuante des esprits!et c
est des gens comme bourguiba et à moindre degré essebsi qui ont le talent,la finesse d esprit et la lucidité pour l interprétation du texte et le retour pédagogique vers les administrés !
Une fois prise en compte le degré d évolution de la société qui impose la norme socio-anthropologique ,les changements interviennent d eux meme ,parfois grâce à des coups d accélérateur de l histoire ou par les hommes,ce qui revient au même!

Jjjcc  (Jamaica)  |Lundi 14 Août 2017 à 11:51 | Par           
Beji zed rmelkom le3ba o5ra bech tetlhou fiha hhhh

Abid_Tounsi  (United States)  |Lundi 14 Août 2017 à 09:32           
علم الفرائض جاء بنص قاطع و لا مجال فيه لـ"الاجتهاد" السبساوي و حثالته.

و من يقول "الساواة في الإرث" فهو جاهل غبي أحمق، إذ لا يعلم هو نفسه عن أي حالة من حالات الميراث يتكلم... فماذا عن الحالات (و هي الأغلبية) التي يكون فيها نصيب الأنثى أوفر من نصيب الذكر؟؟؟

Nouri  (Switzerland)  |Lundi 14 Août 2017 à 07:13           
كلهم عصابة باعوا وطنهم ودينهم وحاربوا الله فخسروا الدنياء والآخرة.
هذه العصابة شعارها منذ 70 سنة التقدم والحداثة والازدهار والنتيجة امام اعينكم لا تحسد عليها فلا نقارن تونس بماليزيا او اندونسيا في اقل من 40 سنة قفزوا من الفقر والتخلف الى احدث الدول دون مراجعة قيمهم وعقيدتهم الاسلامية بل الكارثة هي ان عديد البلدان الافريقية اصبحت المعيشة فيها افضل من تونس.

الدستوريين والتجمعيين وكل من ورثهم، هم الخراب بعينه


MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 13 Août 2017 à 22:39           
فعلا الباجي بورقيبي وهما وجهان لتاريخ واحد ودهاء واحد أحدهما يذكرنا بصالح بن يوسف والآخر يذكرنا بلعيد والبراهمي .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female