روائيون من تونس والسودان يبحثون ''ما لا يقوله التاريخ وتقوله الرواية''

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/soudaniarafax1.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - اعتبر الروائي التونسي، حسنين بن عمو الذي تفرد في الساحة الأدبية التونسية عبر نهجه درب الرواية التاريخية أن "كتابة التاريخ تتطلب القيام بالبحث والتحقيق عن أزمنة لم يعاصرها الكاتب ولكنه مطالب بوصفها للقارئ وصفا دقيقا ومقنعا يتناسب مع مكتسباته المعرفية حول حقبة معينة من التاريخ".

جاء ذلك في لقاء حواري التأم مساء الجمعة في إطار الدورة 33 لمعرض تونس الدولي للكتاب، أداره الكاتب والمترجم جمال الجلاصي وجمع ثلة من الروائيين في كل من تونس والسودان.

في هذا اللقاء الذي جاء تحت عنوان "ما لا يقوله التاريخ وتقوله الرواية"، أقر حسنين بن عمو بوجود حدود تفصل الخيال السردي الأدبي عن الوقائع التاريخية، معتبرا أن الروائي لا يقوم بدور المؤرخ، إذ لكل منهما أسلوبه ولغته في التعامل مع الواقع والأحداث.



وتحدث بن عمو عن تجربته في كتابة فترات تاريخية هامة من تاريخ تونس مثل العهد الحفصي والعهد العثماني و أجزاء من الفترة الاستعمارية.
وقد أثمرت هذه التجربة روايات عديدة من أشهرها "باب العلوج" و"حجام سوق البلاط" و"باب الفلة" و"الكروسة" و"رحمانة" و"قطار الضاحية" و"فرسان السراب" و"الموريسكية".
فالرواية التاريخية، وفق هذا الكاتب الذي ستصدر له قريبا رواية أخرى بعنوان "عام الفزوع"، تعد ضربا من الرواية يمتزج فيه التاريخ بالخيال.

ومن جهته، اعتبر المخرج حمادي بن عرافة الذي يحمل في رصيده مسلسلين تاريخيين وهما يحيى بن عمر (1983) و"الواثق بالله الحفصي" (1985) أنه يمكن للسيناريست أو المخرج الاعتماد على معطيات تاريخية في أعمال تلفزية أو سينمائية دون التقيد بها كليا، مضيفا أن "أنسنة الرواية وتناولها بصفة درامية ونزع ثوب القداسة عن التاريخ، كثيرا ما يثير ردود فعل لدى المتفرجين الذين يقارنون بين ما كتبه المؤرخون وبين ما يقدم على الشاشتين الصغيرة والكبيرة".

وقال نفس المصدر إنه "لا يمكن الالتزام بما بالوقائع التاريخية لأنه يمكن للمخرج أو لكاتب السيناريو أن يقدم إضافات انطلاقا من رؤية فنية وفلسفية خاصة"، ليقدم عملا دراميا يعرض سواء في التلفزة أو السينما، واصفا ذلك بـ"العمل الموازي للرواية التاريخية".
أما الكاتب السوداني، حمور زيادة صاحب عديد المؤلفات على غرار روايتي "الكونج" و"شوق الدراويش" التي اعتمدت على مساحات واسعة من الوثائق، بالإضافة إلى تضفير أشعار شعبية وعربية كلاسيكية بالنص، بطريقة سردية وتعبيرية نالت إعجاب عديد النقاد في العالم العربي، فقال إن "التاريخ الرسمي يكتبه المؤرخون، في حين يمشي الروائي وراء الجمال الفني ويلاحق فتنة الحكاية".

ويتميز الروائي عن المؤرخ، وفق حمور زيادة، بقدرته على استغلال كم من الوثائق التاريخية والأساطير والأشعار وغيرها من المكونات القصصية قصد صياغة عالم من العجائب والغرائب ليوهم القارئ بأنها حدثت فعلا.
ففي الرواية التاريخية، بحسب رأيه، يصبح اللامعقول والغرائبي ممكنا وتنزع عن التاريخ قداسته.
وشدد على أن "الغرائبية تعد خيارا فنيا ينتهجه الراوي لإضفاء المتعة والتشويق على سرده الأدبي".
وعكس النقاش الذي دار بين المتحاورين اتفاقا في وجهات النظر، مفاده أنه يمكن للكاتب أن يلجأ إلى حيل سردية تجعل الرواية تقول ما لا يقوله التاريخ.
أمد/ريم


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 140766


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female