مهرجان فرحات يامون للمسرح يصافح جمهورا غفيرا كان في الموعد

باب نات -
توافد مساء أمس على قاعة العرض بدار الثقافة "فريد غازي" بجربة حومة السوق، جمهور غفير جدد الموعد مع الدورة السادسة والعشرين لمهرجان "فرحات يامون" للمسرح، ليثبت مدى تعطشه الى العمل الفني الممتع والمبدع من ناحية، وشوقه لتظاهرة أصبحت علامة مضيئة ما فتئ اشعاعها يتزايد من دورة الى دورة بالجزيرة، من جهة أخرى.

صافح مهرجان "فرحات يامون" جمهوره الوفي بعرض مسرحي يحمل عنوان "أو لا تكون" للمخرج أنور الشعافي (أصيل مدينة مدنين)، وانتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين.

صافح مهرجان "فرحات يامون" جمهوره الوفي بعرض مسرحي يحمل عنوان "أو لا تكون" للمخرج أنور الشعافي (أصيل مدينة مدنين)، وانتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين.
وحرص المخرج في هذه المسرحية الشيكسبيري، أن لا يقدم شكسبير في صورته التقليدية بل حاول مزج أربع مسرحيات وهي: هملت وعطيل وروميو وجوليات وملك لير لينتج منها نصا واحدا، استغرق ساعة وهو تحدي أول لأنور الشافعي الذي اعتمد طريقة جمعت بين تقنيات القماش الهوائي، باعتبارها احدى اختصاصات السرك الفني وبين التقنية المسرحية.
وأراد المخرج من خلال هذا المزج أن يضيف فضاء التجريب على الفضاء الركحي المسرحي ليجعل من هذه التقنية (القماش الهوائي) "وسيلة لخلق اداء هوائي جعل من المسرحية هوائية في كل أطوارها التي تدور في الهواء، في محاولة لمقترح جديد ينوع المشهد المسرحي التونسي المتشابه"، حسب قول الشعافي.
وأعطت هذه المسرحية إشارة انطلاق سلسلة من عروض أخرى ستتواصل لمدة أسبوع، منها ما هو مخصص للكبار إلى جانب عروض اخرى للصغار تزامنا مع العطلة المدرسية.
وتشمل هذه العروض "نهير خريف" لخديجة للانتاج و"كوما" لكواليس من المغرب و"المجنون" للتياتر و"أرض الفراشات" لمركز الفنون الدرامية بالكاف الى جانب "من حكايات الزمن" لفرقة تعابير للمسرح و"برزخ" لجمعية مدي للمسرح بتطاوين ومن فلسطين مسرحية "الرحلة" لمركز غزة على ان يكون عرض الاختتام بمسرحية "الكواسر" لدار السندباد.
وسبق أولى العروض المسرحية برنامج متنوع، افتتح دورة "فرحات يامون للمسرح"، ليتضمن تنشيطا للشوارع بالماجورات والفرق الشعبية وافتتاح معرض للملابس المسرحية التاريخية، ما أضفى أجواء متميزة وحركية كبرى وسط مدينة حومة السوق .
وواكب فقرات الافتتاح وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين الذي اعتبر أن هذا المهرجان، يعد احتفالا بعلم هام في المسرح التونسي، شارك في صياغة المسرح المدرسي والجامعي والتجريبي وكانت له اسهامات كبرى مع اعلام المسرح مضيفا ان جربة تستعيد من خلاله علما من أعلامها، ردا للاعتبار واعترافا بالجميل لفرحات يامون الذي امتد اشعاعه وطنيا واقليميا وعالميا .
وأوضح ان الاحتفاء بهذا الرجل كعلم من اعلام الثقافة التونسية هو احتفاء بالابداع الفكري والمسرحي وبكل من ينحو منحى الحياة على ان يتم العمل على توثيق مذكرات فرحات يامون.
وقال إن دعم الوزارة للمهرجان هو تفاعل مع مبدأ الاعتراف بالجميل لكل من يساهم في الفكر الانساني ونحت الجمال في ربوع اوطاننا دفاعا عن الحياة مشيرا الى ان اتخاذ هذه الدورة من المسرح والتراث يترجم أهمية علاقة المسرح بالتراث وخاصة في هذه الجزيرة ذات التنوع الثقافي والتراثي الكبيرين، ويدل في نفس الوقت، على تفاعل الوزارة مع المجتمع المدني الذي نادى بادراج جربة في التراث العالمي.
واستقبلت هذه الدورة ضيوفا كثيرين من مصر والمغرب والجزائر والاردن ومن غزة وذلك "حرصا من هيئة المهرجان على أن يكون مناسبة لتبادل التجارب والخبرات من البلدان العربية"، وفق زهير بن تردايت، مدير المهرجان الذي اعتبر ان يوم الافتتاح يؤشر الى بداية موفقة للتظاهرة والى انطلاقة واعدة نحو الدولية بعد أن وفق في تأسيس قاعدة جماهيرية صلبة.
وتنطلق اليوم السبت، في اطار فعاليات المهرجان، أولى التربصات التكوينية التي ستهتم بالبسيكودراما فضلا عن تواصل عروض قطار الحكايات، فيما سيتم عرض مسرحية للكبار بعنوان "نهير خريف".
وتنطلق العروض المسرحية المخصصة للصغار بداية من يوم الأحد مع عرض "الدمية والبخيل" لجمعية النهوض المسرحي بجربة و"وردة المحبة" لمسرح الشباب والطفل من الجزائر.
كما تنتظم ندوة فكرية حول المسرح والتراث، سيؤثثها أساتذة من دول عربية.
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 138936