جديد الملف الليبي : الغنوشي مرة اخرى ..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/gannouchimilaflibiii.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

بات من الواضح ان راشد الغنوشي اصبح كبير الوسطاء في الملف الليبي ولعله اصبح االفاعل الوحيد ، بما انه تقدم بأشواط في اقناع احد اطراف الازمة وتمكن من الحصول على ضمانات من قوى طرابلس بالجلوس الى طاولة المفاوضات للبحث عن مصالحة جدية تنهي الازمة الخانقة التي تكاد تعصف بليبيا ونسيجها ، مقابل ذلك ظل المشير عبد الفتاح السيسي يراوح مكانه في اقناع طبرق بجدوى المصالحة، لكن الكثير من القوى في ليبيا وبعض المنابر في الجزائر تؤكد ان السيسي غير جاد في تنفيذ المطالب الجزائرية التي تقضي بضغوط او وساطته لدى قوى الشرق الليبي للجلوس مع غربها على طاولة واحدة ومن ثم طرح مخرجات الازمة بمساعدة بعض القوى الاقليمية ، أطراف ليبية مقربة من عقيلة صالح رئيس برلمان طبرق اكدت ان المعادلة المعقدة والاتفاق الاكثر تعقيدا بين الثلاثي حفتر والسيسي والامارات يصعّب حلحلة الامر باتجاه الانفراج ، هذا الوضع المعقد هو الكفيل بالإجابة عن السؤال المحير ، لماذا تقود الجزائر جهود الوساطة ويكتفي النظام العسكري في مصر بالمراقبة او المجاملة الباردة ، والامر ليس في حاجة الى اجتهادات كبيرة ، فالجزائر وبعد سلسلة من اللقاءات بين الغنوشي وبوتفليقة من جهة والغنوشي والعديد من الشخصيات الفاعلة في الدولة الجزائرية من جهة اخرى ، وصلت الى قناعة بتبني سياسة الابواب المفتوحة ، واصبحت مستعدة لاستقبال كل الاطراف من بقايا النظام السابق الى الاسلاميين وصولا الى دعاة عودة الملكية ، لا شيئ يحول دون الجلوس فوق طاولة الحوار والتباحث في المخرج الذي يجنب تدويل الازمة وما ينتجه عنه من عسكرة المنطقة ومن ثم تدفق الجيوش الاجنبية لتصبح على بعد امتار من الحدود الجزائرية ، في حين يصعب على النظام المصري انتهاج سياسة الابواب المفتوحة لان ذلك يعني قناعته بمشاركة اسلاميي ليبيا كطرف في المصالحة وفي صناعة القرار، الشيء الذي يرفضه بل ويحاربه السيسي بما انه وصل الى السلطة عن طريق انقلاب اطاح بشرعية الاسلاميين ، اذا كان ذلك داب النظام المصري الذي تكفل بتدريب قوات حفتر وتقديم بعض المساعدات اللوجستية لجماعة طبرق ، فان الامر اكثر اهمية بالنسبة للإمارات التي مولت الجيش الليبي تمويلا كاملا وتكفلت بمصاريف كل من يعمل تحت لواء حكومة طبرق ، اضافة الى الهاجس الكبير الذي يعانيه امراء ابو ظبي ودبي من الاسلاميين .





وكانت جريدة الخبر الجزائري اكدت ان القيادة الجزائرية سلمت الملف الليبي الى أحمد اويحي ، الذي ووفق نفس الصحيفة سيلتقي في تونس برئيس حزب العدالة والبناء الليبي محمد صوان بوساطة من زعيم النهضة راشد الغنوشي ، كما شارت الى ان الغنوشي التقى صوان للتباحث حول مبادرة دول الجوار ،واشارت الخبر ان الصوان اخبر الغنوشي باستعداده القبول بتعديلات على اتفاق الصخيرات لتحقيق قدر اكبر من التوافق بين الاطراف الليبية ، كما شارت الصحيفة الى ان هذا اللقاء الثاني بين مسؤول جزائري وقيادات ليبية يلعب فيه الغنوشي دورا بارزا ، واكدت ان الجزائر تراهن على الغنوشي لإقناع اسلاميي ليبيا بقبول أي خطوات اقليمية لحل الازمة ، فيما تتكفل الجزائر بالضغط على النظام المصري للقبول بموقع للإسلاميين في أي حل للازمة الليبية.

بينما تعرضت مواقع مصرية باقتضاب الى الدور المتنامي الذي يلعبه الغنوشي في الملف الليبي ، واكدت ان السلطة المصرية فشلت في اقناع الجزائر بالتخلي عن وساطة الغنوشي واكدت ان القاهرة نقلت غضب الامارات من هذه الوساطة كما تواترت التلميحات الوضاحة الى قصر المرادية في هذا الشان ، وامام اصرار الجزائر نقل السيسي جهوده الى السبسي اين حاولت السلطات المصرية عبر سفارتها في تونس اقناع الرئيس بفرملة الغنوشي الشيء الذي تجاهله السبسي وقدم فيه اجوبة عائمة ، ما جعل الطرف المصري على قناعة بان السبسي لن يدخل في خلاف مع الجار القريب لإرضاء الجار البعيد ، بعد الفشل في اقناع السبسي سعت السلطات المصرية مدعومة بوكالة اماراتية الى تحريك الاعلام التونسي ضد الغنوشي ، كما حاولت العبث من داخل قصر قرطاج عبر تحريك احد مستشاري الرئيس ، لكن المحاولة فشلت بعد تدخل السبسي ما جعل المستشار يعدّل من تصريحاته السابقة والتي شككت في نوايا ونوعية تحركات الغنوشي .
في نفس السياق تحدث رئيس الوزراء الليبي الاسبق محمود جبريل بسلبية عن مبادرة راشد الغنوشي واشار الى ان الغنوشي في الاصل مفكر اسلامي ، وكانه ينفي عنه الصفة السياسية ، ثم انتقد استطراد الغنوشي في استدعاء الحالة التونسية لإحداث مقارنة تحفيزية مع الوضع في ليبيا ، ولم يستسغ جبريل ثناء زعيم النهضة على التجربة التونسية والتسويق لها ما دفعه للقول على فضائية العربية "الحالة الليبية غير متماهية مع الحالة التونسي، فرق في التركيبة الاجتماعية وفي انتشار السلاح وفي انعدام سلطة الدولة ، وانا لا ادري ماذا ستكون عليه الحالة التونسية لو نفس هذه الظروف كانت موجودة في تونس " ، كما طلب جبريل بان تشمل المصالحة اتباع النظام السابق الذين يدعون الى ليبيا القادمة وليست ليبيا التي ولت ، واعتبر ان غياب أي من الاطراف الفاعلة بما فيهم بقايا نظام القذافي سيحكم على أي خطوة بالفشل ، كما اعتبر ان الفراغ الموجود في ليبيا يُعد فرصة لأبناء النظام السابق من اجل تلافي السلبيات وتقديم الايجابيات للمشاركة في خلق النظام الجديد والاستفادة من مزايا النظام السابق لبناء ليبيا المستقبل .


Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 138202

Langdevip  (France)  |Vendredi 10 Février 2017 à 22:07           
النهضة طيحت السروال والانصار فرحانين

مشكور سي محمد

لخوانجية يملكوا مفتاح الصندوق الاسود , بكل احترام للغنوشي يخدم في خدمة باهية و يحسب له

ممكن إخلد فالتاريخ مثل برشة من رجال تونس

بورقيبة نقظ موريطانيا من سلطان المروك إلي حب إرجعها مقاطعة مغربية , والشعب الموريطاني

لم ينسى الحبيب و بورقية فعلا في قلوبهم مثل بورقيبة في قلوب الشعب التونسي

زعمة يعملها الغنوشي للتاريخ

Mah20  (Guadeloupe)  |Vendredi 10 Février 2017 à 17:08           
Vaut mieux passer directement par le bon dieu que par ses saints!mais la qui est le bon dieuet quels sont les fameux saints?plutot vaut mieux parler de diable plutôt!!!!

Mhg_BN  (Tunisia)  |Vendredi 10 Février 2017 à 10:58           
Prise de Position honorable de notre Président malgré mes griefs à son encontre.

Matouchi  (Tunisia)  |Vendredi 10 Février 2017 à 09:26           
مقال ممتاز وواضح نكتشف من خلاله سطح اللعبة
ولكن لنا أن نفخر بما أصبحت عليه تونس من تأثير في إقليمها لم تكن تلعبه سابقا الا بالاصطفاف
ثم إننا نكتشف نضجا كبيرا في مواقف الغنوشي....وله على النهضة وعلى تونس أكبر الفضل
مع تطرق المقال الى القنابل التي تزرع هنا و هناك من محمود جبريل و غيره على شاكلة بن نتيشة
من مشاركة المخاليع
لا أوافق الغنوشي في رؤيته لتونس- ساب الماء على البطيخ-.....ولكنني أدعو له بالتوفيق في حقنه لدماء المسلمين بليبيا


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female