فقلتُ استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارًا

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/astaghfirrr.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي بــاكير

إنّ الحــال الذي آل إليه وضع المجتمع التونسي ، حال قد يسرّ العدوّ لكنّه حتما لا يسرّ أيّ صديق و لا أيّ حامل لذرّة من عقل نيّر و صفاء بصيرة ...

مجتمع ببُنية إجتماعيّة تنزع إلى التفكّك قوامها المصلحة الشخصيّة في العلاقات العامّة و الخاصّة ، تملّصت من كثير من القيم و الضوابط لتتّخذ من البوهيميّة مرجعيّة ، مجتمع غابت عنده بوصلة الحقيقة و اختلطت عليه السّبل ، سبُل الغواية و التجاذبات و الإغراءات و أثقلته تفاصيل الحياة المملّة و متطلّباتها المجحفة حتّى أصبح يعيش ليومه – يشطح على طار بوفلسْ- وأينما مالت الرّيح مال ، مجتمع في أغلب مكوّناته أصبح لا يفرّق بين الصحّ و الخطأ ، بين الحقيقة والخيال ،لا يفْرٍقُ بين الحقّ و الباطل و لا يميز أيضا بين الحلال و الحرام حتّى سهُل عليه الوقوع في كثير من الشّبهات التي تُؤدّي إلى معاندة شرائع الله و انتهاك محارمه والوقوع في المحظور جهلا أو دفعا أوبإفتاءات شخصية خاطئة .




مجتمع غواغائيّ الملامح إعتباطي السلوكات و التصرّفات ضائع بين حراك ثقافي عام أجوف لا يرتقي بالفكر و لا يهذّب الذوق و لا يرسّخ مقوّمات الحياة الإجتماعيّة السّليمة ، و بين سياسة تعليميّة فاشلة اجتثّت كل معالم الهويّة من مراجعها و لم تفلح أبدا في إعداد طاقات مؤهّلة للتوظيف المطلوب و لدخول غمار الحياة بطريقة سليمة تساهم في الإصلاح و البناء . أيضا – يتولاّه – إعلام فاسد مفسِدٌ ، موجِّه و موجَّه نحو صناعة الغباء و الإستبلاه و نشر الرّذائل و التطبيع مع الشّذوذات الجسديّة و الفكريّة .
زدْ عليه إقتصاد رَبوي مهتريء ترقيعيّ يقوم في كلّ تفاصيله على القروض الربويّة الفاحشة من رأس الدّولة إلى المواطن البسيط ، إقتصاد تحكمه مافيات برعت في التهريب و التهرّب و اللّعب بأقوات العباد و إغراق المجتمع بالموبقات و المفسدات ، لا وازع عندها و لا ضمير .
مجتمع غاب فيه علماء الإجتماع من ذوي الخبرة و الإختصاص و أُقصي منه العلماء و الدعاة و الأئمّة و المصلحين و أخيرا ضاع فيه الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و اغتربت فيه النّصيحة مقابل اختلال حادّ في الأخلاق و رواج للإنحلال و التبرّج و المعاصي علنا على رؤوس الأشهاد بتعلّة الحقوق والحريّات .
أمام هذا الحال ألا نخشى أن يحلّ علينا غضب من الله ؟ ألم يكن هذا مصير كثير من الأقوام قبلنا ؟ ألا نعتبر من انحباس الغيث النّافع عنّا و رفع البركة في الرّزق و تكاثر البلايا و الأمراض ؟
هذا الحال لن يصلحه البنك الدّولي ولا كلّ بنوك الإقراض العالميّة مجتمعة و لا تقوّمه كلّ التنظيرات و السّياسات مهما بلغت من العلم و الحذق ،،، فقط يصلحه الرّجوع إلى الله الخالق المدبّر الرزّاق ، تصلحه التوبة و الإستغفار و أنْ نَفيء إلى أمر الله و مُراده و أن نجتنب أن نعصيه .
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه .



Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 129768

Mandhouj  (France)  |Vendredi 19 Août 2016 à 09:49           
يجب أن نفهم أن المنظومة القيمية التي يبنى على اساسها الطفل التونسي، التلميذ التونسي، البنت التونسية ، هي منظومة فاسدة لكن ألوانها خلابة .. و هذا البناء الأخلاقي والتربوي و الثقافي هو يصان و يمول بالمليارات .. و كل فرد أو مجموعة أو جمعية أو حزب يخالف عن ذلك يعاقب .. كيف بداية ربح التحدي ؟ العائلة يمكن أن تلعب دور كبير في مقاومة ضعف الفرد ... عبر المشروع التربوي و المشروع الثقافي ، عبر ثقافة مجتمع الإستهلاك ، يؤسس ، و بسلاسة لثقافة الضعف
، لثقافة التبعية ، لثقافة و آليات قمع الابداع و الخلق ، منع ثقافة الذوق السليم ...

Mandhouj  (France)  |Vendredi 19 Août 2016 à 09:22           
@Elwatane (France)

هذا ما جناه علينا الضعف .. قل هو من عند أنفسكم .. و شوية من الموازي ...

Elwatane  (France)  |Vendredi 19 Août 2016 à 06:17 | Par           
هذا ما جناه علينا عدو الله بورقيبة

Mandhouj  (France)  |Jeudi 18 Août 2016 à 23:01           
ما ذا حصل في تونس يا رسول الله .. الشفع لك يا ربي .. الله يقدر الخير .. اطلبوا اللطف ياناس .. اللطف يا صاحب اللطف - اللطف يا صاحب اللطف - اللطف يا صاحب اللطف - اللطف يا صاحب اللطف . يا حزنا كان يجي الزلزال قبل العيد ، باش نتحرمو من علوش بالطاعون ..
الله لا تحرمنا من خير تونس يا ربي .

الله غالب غولن خلها وجلها ، الله يهلكوا ها المهبول . شره دخل لكل الدول .. زعما يطلعش الوطد من جماعة غولن ؟ يا إرحوي برحمة والديك قول الحق ...

عيدكم مبروك

Mandhouj  (France)  |Jeudi 18 Août 2016 à 22:50           
استغفر الله العظيم . الطف اشبيه إطفل هذا !!!!

Kamelnet  (Tunisia)  |Jeudi 18 Août 2016 à 22:21 | Par           
استغفر الله و اتوب اليه

Tarek Zied  (Tunisia)  |Jeudi 18 Août 2016 à 22:00           
يامنجي انها السنوات الخدعات حيث يكذذب الصادق ويصدق الكاذب ويؤتمن الخاءن ويخون الامين وينطق التافه كما قال عليه الصلاةوالسلام


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female