الاعلام التونسي.. خلفيات التشكيك في وثائق بنما؟

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/marzoukpanama.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

لئن اختصت بنما وعديد الجنان الجبائية في تبييض الاموال الفاسدة والقذرة، فان عديد وسائل الاعلام التونسية التي احتل ريادتها برنامج ميدي شو ليوم الثلاثاء تمترست واستماتت في تبييض من لصقت به من تونس شبهة الفساد في الوثائق المسربة من مكتب المحاماة فوشيسكا في اطار التحقيق الاستقصائي الذي تولاه الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين .





عندما يتحوّل الاعلام الى ذراع دعائي لخدمة شبكات سياسية او مواقع نفوذ مالية، تُغتال الحقيقة بكل ابعادها وتداس وظيفة الإخبار والانارة بكل مستوجباتها، وتنطلق ماكينات التضليل والمغالطة وتشغّل اجهزة التعتيم والانتقاء على الاحداث، وعندما يستلزم الامر يذوب من يقدمون انفسهم كونهم عتاة الدفاع عن الحقيقة وقد ينسحقون تماما لما تتطلب الوضعية اخفاء جملة من الوقائع والتستر عنها او طمسها.

والتقنية صارت معلومة والاحتراف فيها اصبح عاليا، فلما يستدعي الامر اخراج شخصية او حزب من مأزق او فضيحة او حتى جريمة يتم التطرق للموضوع ولكن بشكل انتقائي ويتم اخفاء العناوين والمحاور الاساسية لحساب المسائل الجانبية ويقع اغراق القضية في الحواشي ويتم بالتالي تهميشها بعد تسطيحها وقد يقع الالتجاء لشيطنة المصادر وتشويهها والتشكيك في مصداقيتها، ويتم ذلك عبر مشاركين من نفس الجبهة يقومون بالامر في شكل متناسق ومترابط ومعد سلفا.

وما لاحظناه يوم الثلاثاء في برنامج ميدي شو لم يحد عن هذا الاخراج ، وان كنا لا ندري حقيقة هل تم الامر بشكل مبرمج ومخطط ام كان بشكل مرتجل فان الثابت انه على امتداد البرنامج تم تخصيص المساحة لمحسن مرزوق وخبير محاسب معروفة ارتباطاته بمكتب احد الخبراء الذين اشتغلوا مع الطرابلسية لنفي والتشكيك فيما تم عرضه في موقع انكفادا دون تخصيص مساحة لمن يتول الرد من الموقع الذي تولى نشر الوثائق فيما عرف بـ بنما بايبرز .

واذ لا تخفى ارتباطات معينة لمقدم وكرونيكارات البرنامج المساهمين في النقاش، بمحسن مرزوق، فالامر زاد اتضاحا بالمواقف المتقهقرة للمنشطين الذي تهربوا من الموضوع وعدم الغوص في خفاياه الذي احتل بامتياز العناوين الاولى في اغلب نشرات العالم الاخبارية والتحليلية، وزاد الامر في اثارة الشكوك بفسح المجال كاملا لمرزوق للكلام دون محاججة ومقارعة في امر خطير يستوجب التقصي والتحقيق والغوص، ولم يُسأل صاحب المشروع على حقيقة ثروته وممتلكاته وهو الشخصية العامة المثيرة للجدل حول مصادر ثروته، ولم يخصص لاعتبارات الشفافية والنفاذ للمعلومة وصحافة الاستقصاء والتبليغ على الفساد التي تصل الى مستوى الواجب الوطني وترفع الى اعتبار اسس الديمقراطية اي اهمية، بل تم دوسها.

وانبرى منشط البرنامج في تبرير ارسالية مرزوق لمكتب المحاماة فرانشيسكا بانه قد كون من باب الاستفسار فقط قبل ان يجد له عذرا اخر بانه قد يكون تم اختراق حسابه ، وتم اختتام البرنامج مع احد الخبراء الذي لم يهتم سوى بابراز خلفيات التسريب و توقيتها و غياب اسماء امريكية وان المعلومات لازالت غير مثبتة وان هذه المواضيع مدعاة لابتزاز الاموال وهناك كثير من المزايدات السياسية ، وكما لاحظتم فقد تم اغفال القضية الحقيقية المرتبطة بالفساد المالي والسياسي وتم اغراقها بالكامل في الهوامش والحواشي.

كنا نتمنى مواكبة محترفة تسلط الضوء على كل الجوانب بما فيها براءة المتهمين ولكن ايضا التركيز على الشبهات العالية في القضية ودعوة خبراء حقيقين غير محكومين باعتبارات مصلحية وعرض الافكار المتعارضة واحضار مختلف المتدخلين وضمان تعددية الاراء والافكار وتوازن الطرح، ولكن مع الاسف يتم تهميش موضوع اعلامي من درجة ممتازة ويتم تصفيته وتحصين المجرمين المفترضين من المحاسبة وطمس الجرائم المحتملة والتصدي لتفكيك منظومات الجريمة المنظمة.

وان كان الامر دون قصد فتلك مصيبة وان كان بقصد فتلك مصيبة اعظم ، وفي كل الحالات فاصرار السوشيال ميديا سيقود بالمحتم الى الدفع نحو الحقيقة والمحاسبة، ولن تقدر في النهاية عمليات التضليل (مهما كانت خلفياتها) ان تخفي الوقائع الثابتة!!

(*) قانوني وناشط حقوقي



Comments


14 de 14 commentaires pour l'article 123046

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 13:43           
تم البحث ودراسة "أوراق بنما" شارك فيها 376 صحافيا من 76 دولة، وهذه قائمة صغيرة الاعلام الذي شارك في هذا البحث

Allemagne: Süddeutsche Zeitung, WDR, NDR (Rechercheverbund NDR, WDR und Süddeutsche Zeitung)
Autriche: Falter, ORF
Suisse: SonntagsZeitung
Argentine: La Nación, Canal 13
Belgique: Le Soir
Danemark: Politiken
France: Le Monde, Premières Lignes
Grande-Bretagne: The Guardian, Panorama, BBC
Inde: The Indian Express
Irlande: The Irish Times
Italien: Espresso
Japan: Asahi Shimbun
Canada: CBC Radio One, Toronto Star
Hollande: Trouw, Het Financieele Dagblad
Norége: Aftenposten
Pologne: Gazeta Wyborcza
Russie: Nowaja Gaseta[11], Wedomosti[12]
Senegal: Ouestaf News
USA: The Miami Herald

Karimyousef  (France)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 12:39 | Par           
Marzoug doit s'expliquer sur l'origine de sa fortune. Lui qui n'a jamais travaillé.

Karimyousef  (France)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 12:37 | Par           
Ce sont plus de deux cents journalistes classés à gauche qui ont mis au jour ce scandale d'évasion fiscale. Marzoug peut continuer à nier, mais la vérité est là.

عبد المجيد الأحمر  (Tunisia)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 12:25           
رئيس حكومة اسلندا استقال مباشرة لمجرّد ذكر اسمه في قائمة المتعاملين مع هذا البنك ومكتب المحاماة التّابع له ، دون تلكّؤ وتحذلق . أمّا سياسيّونا فلا حياء لهم ولا خجل ولا وجل . خرّبوا البلاد وكانوا دون وعي الشّعب

TunisienneA  (Tunisia)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 11:04           
Alem al a3r si c'était Dr Marzouki ou une personnalité d'Ennahda, ca sera le vrai scandale ils ne vont pas s'arrêter de parler nuit et jour, alem al aaaaaaaaaaaaaar

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 09:32           
احسن ما قرأته اليوم:

م م سيدافع عن النقاب منذ اليوم لانه الوسيلة الوحيدة كي يخرج بين الناس من دون ان يعرفه احد

Addel  (Tunisia)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 09:29           
الانتهازية و المراوغة في كل شيء
القانون

Adel22  (Tunisia)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 09:25           
Si c'était Marzougui, le discours serait totalement opposé. I3lem 3ar

Nourammar  (Tunisia)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 08:24           
السنا مثال نا الغرب في كل شيئ في الصالح والطالح لما لم يشكك الغرب في الوثائقومر مباشرة الى التحقيق حتى ان رئيس نيوزلاندا قدم استقالته فهل نحن في تونس اذكى منهم بمجرد ان ذكر اسم المرزوق اصبحنا نشكك ونكذب مذا لو ذكر اسم المرزوقي او احد النهضاويين كانت ستكون اكبر فضيحة شهدها التاريخ التونسي وسيتجند كل الاعلاميين و تسخر كل البلاتوات للحديث عن اوراق بناما..

Mandhouj  (France)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 08:16           
محاولة التبيض ، هي نفسها جريمة .. المشكل أن الشخصيات العربية المورطة أو الشبه مورطة لم تعي إلى حد اليوم أنهم فضيحة لشعوبهم .. همهم التحيل ، كيف يهربون من الإدانة .. و كيف يسرقوا الشعوب باكثر ذكاء و دهاء .. ارحلوا ، بن علي هرب .
لنا ماكينات إعلامية مورطة في التغطية على الفساد و على التحيل ، غريب أمرها .. يسبحون بحمد من ؟

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 08:09           
في الغرب لم يشككوا في هذه الوثائق بل ابعد من ذلك هناك رئيس وزراء نيوزيلاند الذي قدم استقالته من اجل تورطه في هذه الوثائق وهنالك المزيد من الاستقالات والتغييرات عن قريب حتى عند بنوك عالمية لكن في تونس السارق هو القوي والتقي هو الضعيف وهذه ظاهرة التخلف والانحطاط الاخلاقي ويا رب استر هذا البلد من غضبك

Lazaro  (Tunisia)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 07:54 | Par           
Par de l'argent sale on défend l'argent sale ...

LEDOYEN  (Tunisia)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 07:03           
Appelons un chat un chat: tous ceux qui seront cités dans cette affaire, doivent rendre compte à la Nation, car sujet à malversation, vol, blanchiment etc... etc.... etc......point barre.

Moulahidh  (France)  |Mercredi 6 Avril 2016 à 06:32           
C'est normal de voir une grande partie des journalistes tunisiens remettre en question les révélations autour des "Panama Papers"..
Nos journalistes ont grandi et sont élevé, comme tout Tunisien, dans l'amour de Soi, la défense de ses intérêts et le travail pour sa propre personne.. Et surtout à faire le moindre effort.. Le Tunisien aime bien avoir du travail tout en passant son temps à table, sur une terrasse avenue Bourguiba... Le journaliste Tunisien va chercher l'information en discutant avec les citoyens au bord de la route, en allant discuter avec la voisine du dessus
ou du dessous... Et quand il a une information, il ne prend meme pas la peine de la vérifier :)
En Islande, deux jours ont suffit pour que le premier ministre démissionne car sa femme détient une société offshore.. Le premier ministre britannique rencontre des difficultés car son père détient une entreprise offshore...
Mais qui ira s'opposer au Roi de l'Arabie Saoudite, au Roi du Maroc, à El Maliki, à Bachar.. etc.. ?
Donc, si on veut faire avancer la Démocratie en Tunisie, il faut que tous les corps constituant de la société travaillent sérieusement et oublient leurs intérêts communautaristes.. Sic pour les juges..
Bonne chance la Tunisie


babnet
*.*.*
All Radio in One