سلوى و انعدام شرف الأخلاق الأكاديميّة

منجي بــــــاكير
أن يُصاب قوم في أحوالهم المادّية ، أن يُبتلوا في الصحّة أو ما شابه فهذا أمر مهما طال فمآله الإصلاح طال الزمان أو قصُر ، و لا شرّ في أن يعايش القوم هذه الإبتلاءات حتّى تزول ،،، أمّا أن يصابوا في النّخبة المحسوبة على استنارة العقل و قويم الفكر و أن تصبح تلك النّخبة نكبة على أصحابها و مواطنيها فهذا هو الدّاء العضال بعينه لا شفاء منه أبدا ...

هــــــــــذا الحال الأعوج و الدّاء العُضال الذي تنامى و استفحل من بعد الثورة ، حيث انفلتت ألسنة بعض من نخبة السّوء و احترفت رمي الشّطحات الرّعناء في هذه البلاد بعد أن أفلست فكريّا و عقائديّا و لم يعد لها ما يجلب الأنظار سوى أن يخبطوا تخبط خبط عشواء و أن تتلفّظ كلاما فارغا ، أرعنا لا يحمل بين طيّاته إلاّ حقدا أسودا على هويّة الشّعب و ديانته و يضرب في قيم و أعراف النّاس ...
بعض من هذه النّخبة – أصبحوا علامات فارقة – لم يبق لهم إلاّ ممارسة الرّعونة الفلسفيّة و التّجارة بسقط التنظيرات التي ورثوها عن هامش الحضارة الغربيّة ، بقايا فرضيّات دحضتها البحوثات الحديثة ( الغربيّة نفسها ) و بيّنت عقمها و بطلانها ، لكنّ هذه الطهمة الفاسدة فكريّا و عقائديّا مازالت متعلّقة بخيوطها المهترئة و مصرّة على اجترارها بمناسبة و غيرها .
من آخر إبداعات هذه النّخبة / النّكبة ما روّجته صفحات التواصل الإجتماعي من كتابات حائطية لسلوى الشرفي ، كتابات فتّقت فيها مواهبها الكامنة لا خدمة لإصلاح اجتماعي و لا مشاركة أكاديميّة في حلحلة واقع مواطنيها و لكنّه هراء خالص يعتدي على معتقدات أهل هذه البلاد و ينتهك خصوصيّاتهم الإيمانيّة التي من المفروض أن يدلّها تكوينها – العلمي – لأن تشاطرهم فيها ، هراء لا يكفي أنّه فاسد مفسد بل هو أيضا لا يدلّ على شرف أخلاقي أكاديمي يلازم كلّ باحث و كلّ عالم ، شرف يتحلّى به أكثر النّخب الفكريّة و العلميّة الغربيّة مهما كانت مشاربهم و توجّهاتهم ، فهم لا يهاجمون عقائد الآخرين و لا يمتهنون إيمانهم .
لكن يظهر أن عُقد الإفلاس الفكري و الجهل المدقع و التخلّف العلمي لبعض النّخبة هو ما يدفع بهم دوما إلى النّبش في ما يسيء و لا ينفع ، غير أنّ هذه الإساءات لن تكون إلا فقاقيع خاوية لا تجد إلاّ إصرار من الشّعب على الإقبال أكثر على دينه و هويّته و التمسّك بهما ، و تكون أيضا كيدا يرجع إلى نحورهم ليبقى حسرة في قلوبهم .
Comments
21 de 21 commentaires pour l'article 118752