الاعلام ''البندير'' و الافراط في التفكير؟

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/hatemgarmaziii.jpg width=100 align=left border=0>



أبو مـــازن



الافراط في التفكير .. ! ! أضحت تهمة العصر التي يدان بها شباب او كهول لمجرد صناعة أو اختراع لم تحصل مسبقا على تراخيص ولم تأوها مؤسسات بحثية أو تعليمية. هي صفعة للموديل النمطي للهندسة والبحث حسب ما يروجه الاعلام والمواقع الاجتماعية لاسيما وهم يؤكدون على غياب الشهائد و التكوين على المفرطين في التفكير رغم براعتهم و حذقهم لما يقومون به. هنا يتساءل المواطن البسيط، ماذا عسانا فاعلون بكليات الهندسة و جموع التلامذة المهندسين والمتخرجين الجدد وهم لا يصنعون شيئا يذكر ولا يرتقون لمستوى الابداع؟




تخدعك الكاميرا لتنقل ايك صورة اختراع ... صاروخ ، طيارة، ...أي شيء وهو لم يتجاوز مستواه الاعدادي أو الثانوي. يعلمك الموقع الفولاني أنه حصل على المعلومات عبر الانترنات فاستخرج التصميم و المقاسات وانطلق في الانجاز، بينما يكتفي مهندسونا المتخرجون ببعض الحسابات أو الآلات البسيطة ليتحصلوا على ديبلوم الهندسة. هذه مغالطة يبرع الاعلام في تمريرها لنشر اليأس والفشل في جيل أهلكته سنين العهد الجديد الذي منحهم الامتياز في كل شيء وهم في الواقع لا شيء. ارتفعت الاعداد المسندة و كثرت الدروس الخصوصية جدا و ضاعت برامج التعليم بعد أن فعلت فيها الأيادي الآثمة فعلتها.

قد يكون مخترعك المزعوم أيها الاعلام المغرض مقلدا يتّبع وصفة تصميم بحذافيرها وقد يكون مجرد هاو للتجارب تفشل مرات وتنجح مرة واحدة، ولكن هذا الأمر لا يبني حضارات الدول والمجتمعات اذ انصرفت جلها الى التكوين الأكاديمي الصحيح و الجاد حتى تنهض و ترتقي الى مستويات مرموقة بين الدول المصنعة. كذلك كان الحال للعديد من دول آسيا الشرقية، بعضها كان تائها في الحروب والمجازر الأثنية وبعضها حديث عهد بالاستقلال كحال بلادنا ولكنهم آمنوا بقدرة الشعوب في تقرير مصيرها. ذاك المصير الاجتماعي والاقتصادي و التكنولوجي و البيئي و غيرها من المرادفات التي جعلت اليابان وكوريا وماليزيا وسنغافورة و اندونيسيا و الفيتنام من الدول المصنعة والمصدرة للتكنولوجيات الحديثة.
الافراط في التفكير قد تجر في تونس الى ادانة قضائية و بضع أيام في المرناقية و قد يقتات منها الاعلام الفارغ الذي يهرع لمثل هذه الحوادث ليصب الزيت على النار فيدعو زيدا بالتفكيري التكفيري و يسمي عمرو بالمخترع الهمام ثم يربط ضعف انتاجنا العلمي بالتخاذل و شهرية المسمار في حيط و غيرها من المرادفات التي تزيد من حدّة تأخرنا عن الحضارات و تنقلنا الى هوة الحمقى المستهلكين للغث والسمين دون علم و حسن تكوين.
لعل مراجعة جذرية لبرامج التكوين العلمي والبحثي في مؤسساتنا التعليمية و الجامعية و تأطير هواية الابداع و الاختراع في برامج حقيقية بتمويل من المجموعة الوطنية وفق أهداف و مخرجات محددة. فلا يراها الجامعي سرابا بل تكون فعلا واحة يرتادها أهل النبوغ العلمي والبحثي فتصقل المواهب و يؤطّر التقليد فتتطور الصناعات وفق الاحتياجات و تلبى عديد الطلبات بآلات تونسية صنعها أبناء هذا الوطن.




Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 117009

Hamedmeg  (Tunisia)  |Lundi 14 Decembre 2015 à 12:30           
إلى صاحب فكرة التصويت لصالح سامية عبو كشخصية سنة 2015 : كنا نعتقد أن زمن المناشدة قد ولى و انتهى و مع ذلك سننتظر نهاية السنة لنرى نتائج مجهوداتك و من ثم سنجاوبك، أما رأيي في هذه المرأة كرأيي في الطبل الذي يحدث ضجيجا كيبرا لكنه فارغ من الداخل و للحديث بقية

Mandhouj  (France)  |Lundi 14 Decembre 2015 à 11:35           
حملة إستمرار التصويت لسامية عبو :
لا ديمقراطية بدون متابعة و مراقبة ديمقراطية .
خلال هذ السنة النيابية 2015 سامية لعبت دور إيجابي جدا .
فهي تستحق أن تكون شخصية هذا العام 2015 .
إنتصر للديمقراطية و صوت لسامية عبو .

Swigiill  (Tunisia)  |Lundi 14 Decembre 2015 à 10:24           

المقال يلقي الضوء على جانب صغير من الحقيقة ... كالشجرة التي تخفي الغابة ...

مؤسساتنا التعليمية ... و اخص بالذكر الجامعات و المدارس العليا مهمتها الاساسية اختبار طلبتها في مدى استيعابهم للعلوم ... تحليلها ... و سياغة الحلول ... علميا ...نظريا و قليل من الاحيان تطبيقيا ...

و في الاخير تمنح شهاداتها لمن يمتلك الحد الادنى من الاستيعاب و البرهنة عبر الامتحانات و الاختبارات الدورية ...

و هذا دور المؤسسات التعليمية في كافة اصقاع العالم ... فهي بالاساس تخرج موظفين ... و ليس مخترعين ... او اصحاب مشاريع ...

لهذا تجد ان كل صاحب فكرة مشروع جديد ... اول عراقيل تقف امامه ... هي البيروقراطية المقيتة ... التي تكبح جماح حماسه ...

محاولة باقصى ما تملك من "بلادة" و روتينية ان تثنيه عن طموحه المشروع ...

و من الطرائف: ان البنوك التونسية مثلا تطلب من صاحب المشروع حتى لو كانت له خبرة 20 سنة في ميدانه ... تطلب منه ضمان كفيل اجير بمؤسسة ... للموافقة على طلب قرضه اذا لا يملك ما يرهن ...

يعني اجير يضمن في صاحب مشروع ... هههه

و ربما يكون صاحب هذا المشروع ... في الاصل اجير و لمدة طويلة ... و اراد ان ينتصب لحسابه الخاص بعد الخبرة التي اكتسبها ...

و لكن "السيستام" لا يريد ذلك او بالاحرى غير مؤهل لقبول الفكرة البديهية ... هههه


Adnen Housseini  (Tunisia)  |Lundi 14 Decembre 2015 à 10:21 | Par           
في الدول المتحضرة أعطيهم واحد عندو ربع فكرة ..... يحطوه على رؤوسهم

Celtia  (France)  |Lundi 14 Decembre 2015 à 10:14           
@@@Mandhouj (France)
Combien te paie la sorcière Samia Abou pour lui faire de la pub sur babnet. Malla chlaka !!!

Mandhouj  (France)  |Samedi 12 Decembre 2015 à 21:17           

التصويت لسامية عبو ، هو دفاع على المراقبة الديمقراطية في مجلس الشعب .
سامية عبو تستحق أن تكون السيدة شخصية 2015.
صوت سامية عبو

Chebbonatome  (Tunisia)  |Samedi 12 Decembre 2015 à 19:20 | Par           
العامة في الشارع كلهم يباركون هذه القضية. أمسى العلم و المعرفة مصدر ازدراء عند العوام. مازالوا يحقدونن على اترابهم المتميزون منذ سنوات الدراسة. و ها هم اليوم يشمتون في المتعلمين

Mandhouj  (France)  |Samedi 12 Decembre 2015 à 18:10           
@ MOUSALIM (Tunisia)
و هل يحمي الإختراع غير الأسود؟
و انها اللبوة بحق .
صوتوا لسامية عبو .

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 12 Decembre 2015 à 16:53           
Mandhouj (France) بل التصويت للاختراع العام -1-الصاروخ -2- الهيليكوبتر -3- تهمة الإفراط في التفكير .

Mandhouj  (France)  |Samedi 12 Decembre 2015 à 15:30           
حملة تصويت على موقع باب نات ، لسامية عبو ، حتى تكون سيدة هذا العام . انها تستحق ذلك .

Mandhouj  (France)  |Samedi 12 Decembre 2015 à 15:21           
تلك هي شيم الدكتاتوريات الشمولية عبر العصور.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female