بشارة الجويني.. السوداء

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/jouini720.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

لم تمر أكثر من 48 ساعة على تصريحات الصحبي الجويني على قناة الحوار التونسي التي ساقها في شكل بشرى للتونسيين حتى جاء الرد صاعقا بعملتين دمويتين فاجعتين، ذهب ضحية الأولى ثلاث أمنيين وضحية الثانية أمني، نحتسبهم شهداء، كالعادة من الجهات المهمشة، مع جرحى منهم مدنيين في حالات حرجة.





الجويني بشّر بأنه تم دسّ داخل التنظيمات الإرهابية أفراد من الاستخبارات، بما يعني حسب وزير الأمن القومي ان ساعات هؤلاء الإرهابيين باتت معدودة، وانهم صاروا في كماشة ولا ينتظر سوى الضغط على الزناد لقطع الرؤوس.

عملية دموية في الجنوب وثانية في الشمال، واحدة في الصباح وأخرى في العشية، بما يعني ان الرد كان موجها ضد التصريحات الاستعراضية الهوجاء، على الأغلب.

في المجال الأمني والعسكري، اول المبادىء، عندما لا تكون لك الغلبة والتحكم في مجريات الأمور فالتصريحات يجب ان يصبغها الحذر الكامل، وحتى التكتم التام، الجويني فعلا بان بالكاشف بانه يستدرج الإرهاب للضرب، تصريح مستهتر إجرامي وضع تونسيين أبرياء في مرمى النيران، والبلد تحت القصف.

فوضى في التصريحات باسم الدولة من بلطجية بصفة نقابيين امنيين، ومن جهة أخرى أمين عام حزب النداء الذي لم يعقد لحد اللحظة مؤتمر انتخابي لإضفاء الشرعية القانونية والديمقراطية على قياداته، ويعتبر بذلك غير شرعي، يصرّح بان الدولة مستعدة لمنح كل تونسي بيوش (فأسا) للتنقيب عن البترول!

فعلا استباحة لدولة عاجزة من قراصنة السياسة والنقابة، دولة تعيش فراغا في السلطة، وخرسا من وزرائها، وحتى وزير الداخلية لما تكلم هذا الصباح سقط في الاستعراض الأجوف، وبالحين جاءت عملية جندوبة الدموية لتكذيب تصريحاته بان الأمن صار يرد ولا يسمح للمنفذين بالفرار.

ربما من الصدفة ان الهجمات الدموية لم تحصل في الأماكن التي فيها تحركات احتجاجية على خلفية حملة وينو البترول وإلا لتم إلصاق الإخفاق على هذه التحركات، وربما إعادة خطاب الاتهام بالتواطؤ مع الإرهاب، ومع ذلك المتحدث باسم النقابات البوليسية اليوم (غير المتسيّس تماماً..) لم يجد من تفسير لما حدث إلا باستدعاء الديسك المشروخ ذاته، ورمي التهمة على التحركات الشعبية، مثلما فعلت بعض الإذاعات التي وجهت التهمة للمعلمين والممرضين وإدانتهم بما حصل.

لأول مرة يقع إلقاء القبض على احد منفذي العمليات الدموية حيا، ولا ندري هل سيكشف حقيقة هذه العمليات الدموية وارتباطها سواء بأطراف داخلية أو أخرى دولية، وهل هناك ارتباط سياسي لهذه العمليات الدموية، والأرجح ان المقبوض عليه سيلقى حتفه لدفن الأسرار معه، فالعصابة اجنحتها في كل مكان، والتوقيت سيكون قريبا.

في كل مرة تقع أخطاء جسيمة وتعاد العمليات تقريبا بنفس الطريقة، ودائما لا تعترف الداخلية ولا تحاسب احد، وهو ما يفسح المجال لمزيد الإخفاقات في المستقبل، ولا ندري هل سيقع محاسبة الجويني على تصريحاته الفوضوية الاجرامية التي تستبيح الدولة.

ارتباط هذه الهجمات الدموية باضرابات التعليم والصحة وحملة وينو البترول يبقى مثيرا للتساؤلات الحارقة وهل ان الأمر تم في اتجاه شيطنتها وتأثيمها أم ماذا!؟

كما ان ارتباطها بعجز الدولة عن بسط وجودها، مع تصاعد الفشل في الملفات الاقتصادية التنموية والاجتماعية النقابية والسياسية الحقوقية وأيضاً الأمنية وتصاعد شعارات المصالحة الوطنية التي ما انفك يرفعها السبسي وشركائه في الحكم، خاصة بعد حكم المحكمة الإدارية بإلغاء مرسوم المصادرة، يبقى مثيرا للتساؤلات، وهل ان الأمر مرتبط بكل هذا لتمرير المصالحة المفروضة من رموز الفساد وأركان الدولة العميقة، الذي يبدو أنهم يشكلون المشهد على طريقتهم، وبكل الأدوات المتاحة!؟

كذلك تعيين السفير الأمريكي القريب من الصهيونية صاحب الصولات في الفوضى والتقسيم الحاصل في العراق وسوريا، والاتجاه صوب إخضاع تونس للتمركز العسكري الامريكي، وهل ان في ما حدث خلق للظروف التي تزيد في الدفع إلى هكذا مربّع، يبدو انه صار حتمية للدولة أمام محاصرة البلاد خارجيا وداخليا من الدواعش المتحركين على الاغلب على وقع السمفونيات الدولية!؟

استمرار الضبابية والغموض حول الهجمات الدموية الدقيقة في توقيتها يشرّع الباب لكل الأسئلة، ولكن ارتباطها بـ بشارة الجويني السوداء هو الذي يعمّق الالغاز، ولا ندري إلى متى سيظل ناطقا رسميا باسم الدولة بأكملها، مستدرجا بكل صلافة سيلان الدماء التونسية البريئة، والفضائيات المتعددة لا تزال مشرّعة البلاتوات امامه!!؟

(*) قانوني وناشط حقوقي



Comments


23 de 23 commentaires pour l'article 107142

MSHben1  (Tunisia)  |Mercredi 17 Juin 2015 à 12:19           
فعلا وجب على الغوغائيين جميعا لجم افواههم من الجويني الى محسن مرزوق . الخراديق و الصعاليك هم سواء أكانوا من الارهابيين الاسلامويين او من النقابيين المجانين او من النداء نداء الدساترة و المخلوعين او من اليسار المنفصمين بقيادة حمة زعيم المجانين . و المنفصمين .

انا mshben1.

LEDOYEN  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 17:28           
رحم الله كلّ شهداء الوطن و رزق أهلهم و ذويهم و الشعب التونسي جميل الصبر و السلوان

Essoltan  (France)  |Mardi 16 Juin 2015 à 16:11           
Comment vous voulez réussir avec des AMATEURS qui n'arrêtent pas de RONRONNER sur les plateaux des télévisions .

Radhiradhouan  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 10:35           
إتحاد الشغل رأس الفساد في تونس وهو من تاجر بحقوق الشغالين ليبقى بن علي في الحكم ولن يتسقيم الوضع ما لم يتم القضاء على أذناب الحكم البائد

Njimabd  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 09:50           
رحم الله كلّ شهداء الوطن و رزق أهلهم و ذويهم و الشعب التونسي جميل الصبر و السلوان
أتسائل أين هيبة الدولة أين الحكومة أين القضاء إلى متى سيبقى هذا المجرم يصول و يجول و يصرح و يهدد و هو المحكوم عليه بالسجن و لا أحد يحرك ساكنا

Mavb2013  ()  |Mardi 16 Juin 2015 à 09:43           
صحبي جويني شهر صحبي " تورنيفيس" حيث إختص على ما يبدو في تخريب سيارات المعارضين لبن علي

Tounsi1982  (Europe)  |Mardi 16 Juin 2015 à 09:24           
Cher Mr le rédacteur,
Je crois que vous ne comprenez même pas c'est quoi une guerre et encore moins une guerre contre le terrorisme.
Explique nous svp le lien entre un intru et une confrontation surprise dans un check point de la police. Et le lien entre la réussite des intrus et la continuation des opérations terroristes. Vous savez combien de groupes terroristes existent sur notre sol grace au gens qui pensent comme vous et qui etaient au pouvoir récemment? malheureusement il y a peu de chance de les infiltrer tous.
Vous étiez où quand il y a des disaines d'articles sur des arrestations de terroristes les derniers mois? je ne crois pas avoir vu passer un article aussi constructive que celui là
Jouini vous l'avez à travers de la gorge depuis qu'il a commencé à balancer votre linge sale à la télé, depuis qu'il a commencé à démasquer les pseudos cadres qui ont amener le pays à cette situation dramatique.
rassurez vous, il est intouchable si vous ne l'avez pas encore compris

Abou57  (France)  |Mardi 16 Juin 2015 à 09:07 | Par           
Une petite précision DORRA fait partie de son équipe la même stratégie

Maximelinoss  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 09:02           
يا ســـــلام
الرجل يعترف على العلن :راني مجرم راني انا اللي نحرك في الارهاب عن طريق امنيين مندسين ولا احد يحرك ساكن....اتساءل هل هناك دولة ؟
هل هناك قضاء؟
الرجل ماش يقول خوذوني للسجن راني انا الارهابي بمعنى انه دسّ بين الارهابيين امنيين وعوض نكشف عمليات الارهاب قبل وقوعها لا بالعكس زاد الارهاب.....اكيد ان الصحبي الجويني يعمل ضمن الدولة العميقة وهو مسنود والدليل انه محكوم ب2عام سجن ولا احد يقدرلو حاجة

Abid_Tounsi  (United States)  |Mardi 16 Juin 2015 à 08:55           
نقابي مهمته الخطط الأمنية و ناطق رسمي باسم القوات المسلحة و التواصل مع وسائل الإعلام و ... إلا المهمة الرئيسية كمدافع عن الحقوق المادية و الاجتماعية للأمنيين.

متى يتم إيقاف هذه المهزلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

BABANETTOO  (France)  |Mardi 16 Juin 2015 à 08:14           
هذا السيد هو رأس المشكل... محكوم بالحبس و مطفي الجيش ... باندي مدعوم من شيرات أخرى

Nouri  (Switzerland)  |Mardi 16 Juin 2015 à 08:11           
على قناة الزينونة رجل أمن يصرح كيف هدده الجويني

https://video-fra3-1.xx.fbcdn.net/hvideo-xat1/v/t42.1790-2/11283642_10204254886634291_1401970089_n.mp4?efg=eyJ2ZW5jb2RlX3RhZyI6InJlc180MjZfY3JmXzIzX21haW5fMy4wX3NkIn0=&oh=41281d2e087af37b294bf90643bd6455&oe=557FF150

Saberj  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 07:57           
Une Déclaration a Double tranchant avec un effet primaire malheureusement négatif mais ça payera chez les terroristes

Nouri  (Switzerland)  |Mardi 16 Juin 2015 à 07:53           
ضعف فادح عند السلطة والمسؤوليين في أعلى الهرم،
الغريب كيف القنوات التلفزية والمكروفونات الاذاعية اصبحت ابواق لبعث رسالات مشففة وغير مشففة من رجال متورطين في الفساد والجرائم والفوضى والشعب كأنه يتفرج في مسرحية او مسلسل تلفزي ونسي بأنه هو المستهدف.

ما يقع في تونس هو غياب كامل للسلطة وكأنها أصبحت دكان لجلب الاموال من الخارج فقط وللعلاقات الخارجية، وممنوع عليها ان تتدخل في المشاكل الداخلية من امن وشغل وتربية ووو،

من يحكم تونس ؟
اقول رجال اعمال، لا يستطيع احد المس حتى بحذاء احد منهم او القرب إليهم.

لا تستطيع تونس الخروج من هذه الحالة إلا بفتح هذا اللغز

Nourammar  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 07:43           
لاحظوا في اخر دقيقة من الحوار ردة فعل لزهر العكرمي ..ههههه

Ahmed Beyoub  (France)  |Mardi 16 Juin 2015 à 06:35           
المتطرفون ما ينتعشو ن إلا في الفوضى لذالك تجدهم دائما يحرضون على الفوضى

leur animal fétiche est le bousier poussant sa boule d'escriment ...

Ahmed Beyoub  (France)  |Mardi 16 Juin 2015 à 06:32           
سي بع بع يبعبع يريد الحل كل الحل
سي الجبالي والخلافه السادسة أو علي ألأقل سي علي وما عرف به من حكمة وتسيير علمى ومدقق للدوله

بعبع يا سي بع بع ما أردت
تونس رغم الداء والأعداء إلى الأمام سائرة

والمتطرفون المجرمون لن يثنوها على العمل والتقدم
والله بحوله معين لنا

لهذ ا البلد الأمين رب حامينا

Agnieszka  (France)  |Mardi 16 Juin 2015 à 06:20 | Par           
Celui qui a écrit cet article à oublié de souligner que tout ce qui arrive à la tunisie, attentat et meurtres est du essentiellement au laisser aller lors du règne d'el ikhwan et la collaboration directe de quelques uns de leurs membres les plus importants à la prolifération du terrorisme ,n'oublions jamais la phrase célèbre :ils sont entrain de faire du sport. Le peuple tunisien déraciner à le terrorisme et avec lui ceux qui l'ont inventé et ont participé à sa ploriferation

Balkees  (United Arab Emirates)  |Mardi 16 Juin 2015 à 04:30           
لعل الخطاب تكتيكي ..هدفه ضرب الارهابيين بعضهم ببعض!!! ليزعزع ثقتهم بمجموعاتهم و يدفعهم الى التفكك

Amor2  (Switzerland)  |Mardi 16 Juin 2015 à 00:45           
كارثة كبرى!!!! كيف لهذا البهيم أو السفيه أو المعتوه التصريح بأن الأمن يخترق هاته العناصر الإرهابية!!!!

3aidin  (Canada)  |Mardi 16 Juin 2015 à 00:30           
لا صحري و لا بحري كلام معقول ناقص تطبيل فقط
الى متى سيبقى هذا الخائن الجويني يصول و يجول بدون عقا

Antar Ben Salah  (France)  |Lundi 15 Juin 2015 à 23:31 | Par           
Les responsables de la sécurité nationales ont choisis l'affrontement direct avec les terroristes , tout ça va faire des victimes . Pourquoi ne faire comme en Algérie , en faisant appel à tout les recherchés ou impliqués , celui qui se rend autorités de l'État sera gracié ou allégé les peines .

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Lundi 15 Juin 2015 à 23:11           
المقال سحري و بحري، وكبوس هذا على راس لاخر.
المفيد تونس لا زالت تتألم و أبناؤها لازالوا يتقدمون للشهادة في سبيل حمايتها وتوفير الأمن لأهلها
.....
اللهم ارحم الشهداء وارزق أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان
اللهم رأفة بهذا البلد الذي تهافت عليه الجناة العصاة


babnet
*.*.*
All Radio in One