أباطرة اضرابات التعليم

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/troisabatriaaax1.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــازن

لعل من مقدرات الثورة ان انطلقت جملة من الاحتجاجات والاضرابات تجوب كافة القطاعات العاملة في تونس فأضرب عمال واطارات الصحة والنقل والبلدية و الإدارة للمطالبة بقانون أساسي او لزيادة في الشهرية. كان وقع الاضرابات أول الأمر شديدا على الحياة العامة فتوجس المواطن البسيط خيفة من هذا الأمر و راح يستعد لأسوأ السيناريوات، ولكنه أضحى اليوم مجرد مشمئز قد سئم اضراباتهم فيختصر حديثه ب ربي يقدر الخير . لكن قصتنا مع اضراب التعليم قصة اخرى لاسيما وأنها تؤرق المواطنين عامة والناشئة خاصة حين يجبرون على عدم التوجه للمدرسة أو المعهد و يطردون الى ديارهم كلما ارادوا ان يمتحنوا ويحصّلوا علامات النجاح والتفوق في ميادين تعلمهم.





اضرابات تشنّ كلما اقتربت الامتحانات التي أصبحت أرض المعركة ففيها يتمترس المدرس عامة بأوراق امتحانه واعداده التي يمنحها للتلميذ و تتمترس الوزارة وراء أجندتها السياسية فتشغل الاعلام كيفما تريد ويضيع التلميذ و من وراءه الولي الذي لا يرى أملا ولا مستقبلا غير نجاح أبنائه و تحصيلهم المعرفي فيطمئن قلبه و لو لحين. هنا قد يطرح سؤال هام يبين وقائع الامور، لماذا لم ينتفض المدرّسون أول الثورة لما هاجت وماجت القطاعات الأخرى فتعددت مطالبها و صرنا قوما يشتغل ثمان دقائق في اليوم؟ قد يجيبك منتسبو النقابات أن ذلك المنحى يعبّر عن وعي وادراك للمدرسين بواقع البلاد و بزخم الثورة ولكنهم اليوم باتوا عاجزين عن مواكبة الواقع المعيشي الذي طارت فيه الأسعار و ضعفت فيه المقدرة الشرائية. هذا رأي قد يحتمل قدرا من الصواب ولكن حالة اقتصادنا زادت سوءا و الواقع المعيشي المشار اليه في انحدار نتيجة تعطيل العمل وشن الاضرابات واثقال كاهل الدولة بالزيادات و المنح فهل ترانا عالجنا الاشكال ام زدناه عمقا و غورا فلا ندرك له آخرا.

ان انتفاض قطاع التعليم و تصعيده النضالي لم ينطلق قبل تعيين أباطرة الاضراب على رأس النقابات الثلاث الذين تفننوا في ارهاق أبنائنا و تضييع تحصيلهم العلمي والذين كلما ظهروا في الاعلام يحدثونك عن اصلاح التعليم. لنبدأ بالتعليم العالي الذي يعتبر نسبيا خارج دائرة الضغط النقابي والذي لا تمثل جامعته العامة النقابية سوى هيكلا يظهر في الاعلام و يتمترس في بعض كليات العاصمة تحديدا. هذه النقابة وعلى رأسها بوجرة تقرر الاضراب بعد دعوة منتقاة لمن يساندها من المجلس القطاعي و تظهر على شاشة الوطنية او غيرها من القنوات كصاحب الربط والحل في القضية فتنمق الكلمات حتى يضلّنا ورعها وخشيتها على البلاد وعلى التعليم العالي. ويوم الاضراب تفبرك نسبة المشاركة فيه وتعلن أرقام بعيدة كل البعد عن الواقع فهم ليسوا بالقادرين على اغلاق المعاهد والكليات عنوة وليسوا بالمقتدرين أيضا على صرف الطلبة والاساتذة المعارضين لتمشيهم عن الدرس.
اما التعليم الثانوي فالأمر مختلف لا سيما و أن أغلب المعاهد الثانوية والاعدادية اوكل أمر ادارتها لنقابيين أيام كان البكوش وزيرا للتربية. هنا يقرر اليعقوبي و مجلسه القطاعي ما يريد و تنساق جل المعاهد والمدارس الاعدادية وراء ذلك القرار باللين أو بالسوط فتوصد المؤسسات ولا يقدر التلاميذ على ولوجها ولو حضر الاستاذ. زد على ذلك سكوت الاغلبية الصامتة من الاساتذة على هذا الصنيع الذي يتعارض مع أبسط مبادئ الحرية و حق الاضراب وحق العمل الذي يدرس الى الناشئة وتعاملهم السلبي مع ظاهرة غلق الابواب فيعجلون بالانصراف وهم يهمهمون ربي يقدر الخير . ان وقع اضراب التعليم الثانوي يزلزل الحياة العامة لاسيما وأنه يشمل كل بيت وكل عائلة و ينجرّ عنه تبعات عديدة أبرزها ارتياد الناشئة للمقاهي و منح الفرصة لمضللي الشباب لاستدراجهم لعديد المخالفات كالمخدرات و التكفير و ما يتبعها من الشوائب الاخلاقية.
و يحذو التعليم الابتدائي حذو التعليم الثانوي لما يمثله من ثقل في المجتمع ولارتباطه الوثيق بكل بيت لها من الأطفال ما منحها الله وهي التي ترتجيه صبحا ومساء ان يحفظهم و يوفقهم في دراستهم. يتربع على عرش هذه النقابة صديقنا المستوري الذي لا يختلف كثيرا عن اليعقوبي لما انطلق الى التهديد بعدم القيام بالامتحانات و مقاطعة المناظرات المزمع اقامتها في قادم الأيام. هنا ينطلق في الصباح الباكر ابن بضع السنوات وكله أمل في الاجابة الصحيحة ونيل العدد الممتاز و لكن باب مدرسته موصد و معلمه ينتظر كغيره فتح هذا الباب ولكن لا سبيل الى الداخل فيعود الى بيته يجر اذيال الخيبة. هذا التلميذ لم يفهم ما حدث فالمعلم الذي يعتبره أبا روحيا يصرفه عن الامتحان و المدير الذي يظل الاب الحنون العادل و المنصف له كلما توجه اليه يوصد باب المدرسة.

ان الاضراب في قطاع التعليم بأصنافه يتكرر لعديد الاسباب فتقف السلطة العاجزة عن تلبية المطالب وقفة اللامبالي و يقف التلاميذ والطلبة و أولياؤهم مشدوهين لواقع مر يتهدد مستقبل جيل بأسره تلغى فيه الثلاثيات بأكملها و تشرع لأنصاف الحلول دون اهتمام بما يتنظر هذا البلد جراء ذلك التدني في المستوى. فهل تحدث احد من المختصين النفسيين على أثر هذه الاضرابات في نفوس الناشئة؟ و هل نحن واعون بمستقبل ابنائنا ونرغب حقا في تجنيبهم كافة التجاذبات لينطلقوا الى التحصيل المعرفي؟ ولأختم بسؤال النقابات عن أي اصلاح تتحدثون و انتم أصل الخور و الدافع الاقوى لسقوط صورة المعلم الذي كاد أن يكون رسولا.





Comments


19 de 19 commentaires pour l'article 106251

Nasnous  (Tunisia)  |Mercredi 3 Juin 2015 à 11:34           
Ya hasra alik ya zine
ils étaient comme des femelles

RABAA  (Tunisia)  |Mardi 2 Juin 2015 à 22:22           
Dans un pays qui se respecte ses terroristes doivent être exécuter dans une place publique pour prise de milliers de gamins comme otages afin de gagner de l'argent.

HAKIM_TOUNSI  (Tunisia)  |Mardi 2 Juin 2015 à 21:16           
نتمنى من رجال ألدين في بلادنا (مفتي الجمهورية، وزارة الشؤون الدينية، مشايخ الزيتونة، أيمة المساجد، ...) أن يبينوا للناس موقف ديننا الحنيف من الإضرابات التي أصبحت تهدد اقتصادنا وتنقص من مستوى شهائد ابنائنا مما قد يقلص من فرص تشغلهيم من طرف المستثمرين الأجانب بالمقارنة مع نظرائهم في المغرب والجزائر ومصر والسنغال والهند وغيرهم.

"وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (آل عمران:104)

Zouze2004  ()  |Mardi 2 Juin 2015 à 16:33           
مسكنة بلادي اليخدم مضرب ولي قاعد يضرب الله يفرج علينا وبرا

MaGellaN  ()  |Mardi 2 Juin 2015 à 15:55           
اعوذ بالله من هالمناظر
النفس تشمئز من رؤيتهم
اعوذ بالله
وجوه الخراب

Addel  (Tunisia)  |Mardi 2 Juin 2015 à 15:33           
Il faut unث loi pour régler ses gréves

MedTunisie  ()  |Mardi 2 Juin 2015 à 15:22           
ركن من اركان الخراب و معاول الهدم و تدمير الثورة و الانتهازية بغلاف الشرعية النقابية الخسيسة التي حولت وجهة الثورة الى ثورة الذل و المهانة و الانانية

Langdevip  (France)  |Mardi 2 Juin 2015 à 15:00           

أبو مازن يا معلم

احسن مقال لهذا الاسبوع و يعطيك الصحة و جبتها ميتة

مقال من الحقيقة و العنوان يسطع المخ,, موضوع وطني إهم كل

الشعب التونسي من سكان المنار إلى سكان الروابخ

مشكور سي أبو مازن يعطيك الصحة والعافية

excellent article bravo


LEDOYEN  (Tunisia)  |Mardi 2 Juin 2015 à 14:48           
Comment qualifier leur crime? abject et plus, honte à eux ces criminels!

Bokbok  (Tunisia)  |Mardi 2 Juin 2015 à 13:03           
ما يفعله النقابيون لا يختلف عما يفعله الدواعش وربما أخطر نظرا لما يتمتعون به من سلطة تمس جميع مراكز القرار وتأثر في الحياة العامة والخاصة فمثلا في قطاع التعليم حيث نجدهم قد ساهموا في تدمير الرصيد الفكري لجيل المستقبل وذلك بأن غرسوا فيه روح التواكل والوصولية وحب المال السهل وذلك من خلال دفاعهم على المدرسين واعتبارهم خطا أحمر فأنتشر الفساد وحب المال وعقلية المتاجرة وأصبح رجل التعليم يرى في التلميذ مصدرا من مصادر الدخل لتحقيق رفاهيته من منزل فاخر
وسيارة فارهة وضاع التلميذ بين حب المعرفة وضعف ما يقدمه له المعلم في القسم

Hsan Mensi  (Tunisia)  |Mardi 2 Juin 2015 à 12:53           
المعلمون المضربون


الله يهلكهم

الله لا تربحهم
الله لا تباركلهم
اللهم اجعلهم مثل تراب الزرزيحة الحافر يهرى و الريح يذرى
اللهم ابتليهم بجلطة ينفقون ما يكسبون فى المصحات
حسبى الله و نعم الوكيل

أباطرة التخريب لربما هم اول من سيخربون و سيهجرون بفعل سنن الحياة و الدين التي هي من عزم الامور بأمر رب العالمين جزاءا لما كنتم تضربون و تخربون و توقفون العمل و المعامل و تسدون الطرق و المنافذ . اعمالكم تنافي الفطرة و العدل و القيم و القانون . انه جنون البشر و ضربة العدل و الموازين قد تأتي بغتة فتصفد الاباطرة و الشياطين .

انا mshben1. اني فقط لكم مذكر و ناصح و أمين .

Nibras  (Sweden)  |Mardi 2 Juin 2015 à 12:26           
نداء تونس سيدوم كان للحمير - وينو_البترول

MSHben1  (Tunisia)  |Mardi 2 Juin 2015 à 12:23           
أباطرة التخريب لربما هم اول من سيخربون و سيهجرون بفعل سنن الحياة و الدين التي هي من عزم الامور بأمر رب العالمين جزاءا لما كنتم تضربون و تخربون و توقفون العمل و المعامل و تسدون الطرق و المنافذ . اعمالكم تنافي الفطرة و العدل و القيم و القانون . انه جنون البشر و ضربة العدل و الموازين قد تأتي بغتة فتصفد الاباطرة و الشياطين .

انا mshben1. اني فقط لكم مذكر و ناصح و أمين .

Seif Ben Mansour  (Tunisia)  |Mardi 2 Juin 2015 à 11:59           
من علمني حرفا صرت له عبدا و من يشتم مدرسه لا خير فيه
و قليل المعروف
رغم بعض الحالات الشاذه يبقى التعليم أنظف قطاع و أشرف مهنة و المدرس أنزه موضف لأنه لا يعمل ثمانية دقاءق رغم الضروف التعيسة التي يعمل فيها و المرتب التعيس الذي يتقضاه

Tfouhrcd  (Europe)  |Mardi 2 Juin 2015 à 11:43           
الله لاتباركلهمtfouuuuuh

Guiboub  (Tunisia)  |Mardi 2 Juin 2015 à 11:41           
صح عليهم ما دام جاتهم حكومة بلهاء و نعجة ...
لكي يتفادوا سنة بيضاء دمروا البلد بأكمله هل رأيتم غباء أكبر من هذا
هذه نكتة يجب أن تروى في كل المحافل الدولية

MedTunisie  ()  |Mardi 2 Juin 2015 à 11:22           
عند ضعف الدولة اصبحت ابطال الخراب في الواجهة لقد دمرو و خربو جميع مفاصل التعليم من 23 جانفي 2011 و معاول الهدم تشتغل و قاعة عمليات الخراب تتفنن في تدمير تونس و شعبها

Mavb2013  ()  |Mardi 2 Juin 2015 à 11:11           
العيب في من يأتمر بأمرهم

Mohamed Yousfi  (Tunisia)  |Mardi 2 Juin 2015 à 10:26           
الله لاتباركلهم


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female