فضاء الأنشطة الاقتصادية ببنزرت: قطب دولي للاستثمارات الأجنبية المباشرة
يمثل فضاء الأنشطة ببنزرت اليوم نموذجا يحتذى، كموقع لاستقبال المؤسسات الموجهة إلى السوق العالمية. أحدث الفضاء سنة 1993 في إطار الخطة الوطنية الهادفة إلى إرساء مسار استثمارات أجنبية مباشرة وتنمية الصادرات فكان في محور منظومة إدماج تونس في الاقتصاد العالمي.
موقع استراتيجي متفرد
موقع استراتيجي متفرد
يمتد الفضاء على 81 هكتارا موزعة على أربعة مواقع بكل من مدينتي بنزرت ومنزل بورقيبة. تتميز هذه المواقع بموضع جغرافي استراتيجي في قلب البحر الأبيض المتوسط على مرمى طرقاته البحرية السيارة ، مع انفتاحها على كل من أوروبا وإفريقيا والمغرب العربي والشرق الأوسط وقربها من العاصمة تونس ومطار تونس قرطاج.
ويستمد الفضاء ميزة تنافسية من وجود حوض تشغيل ثري بالكفاءات والمؤهلات ومن قاعدة صناعية مكتملة وتقاليد صناعية ضاربة في عمق التاريخ.
مقومات خصوصية
وبفضل ما راكمه من تجربة على مدى أكثر من ثلاثين عاما و بحنكته المؤكدة في مجال النهوض بالاستثمارات الأجنبية المباشرة وإدارة الفضاءات الصناعية، انفرد فضاء الأنشطة الاقتصادية ببنزرت بمقاربته التفاعلية المرتكزة على المستثمر. ويتموقع الفضاء كمخاطب وحيد للمستثمرين ويقدم لهم إسنادا دائما ومتعدد الاختصاصات طيلة مراحل حياة المؤسسة: التأسيس والإنشاء والبناء والتراخيص اللازمة ومتابعة ما بعد الاستثمار...ويحوي كل موقع من مواقع الفضاء على مكتب للديوانة مرتبط بالشبكة الوطنية لتميكن الفاعلين من إنجاز كل الإجراءات على عين المكان. كما يسهر الفضاء أيضا على صيانة البنية التحتية والفضاءات المشتركة وتعهدها وضمان محيط استثمار ملائم للمؤسسات.
ولعل التجارب الناجحة للمؤسسات المنتصبة والتوسيعات المنجزة في السنوات الأخيرة تعد خير دليل على جودة خدمات الفضاء ونجاعتها.
بنية تحتية تستجيب للمواصفات الدولية
ويوفر الفضاء إطارا ملائما لتطوير المؤسسات بفضل بنيته التحتية ذات الجودة التي تستجيب للمواصفات العالمية وخدماته المقدمة بما في ذلك التهيئة الكاملة للمقاسم والمحلات المقترحة على المستثمرين وقيادة أشغال البناء.
ويدعم الفضاء مبدأ التآلف بين المؤسسات في إطار منظومة تنمو فيها مجموعات نشطة في قطاعات ذات إمكانات هائلة على غرا ر الصناعات الصيدلانية وصناعة السيارات والصناعات البحرية والترفيهية.
إنجازات تؤكد حركية الفضاء
وتمكن الفضاء اليوم من تخطي كل الأهداف المرسومة له منذ نشأته بفارق شاسع. إذ يحتضن اليوم 73 مؤسسة باعتمادات استثمار تقدر ب1020 مليون دينار وبصادرات بلغت قيمتها 1100 مليون دينار بعنوان سنة 2024 وباكثر من 9000 موطن شغل محدث مع نسبة تأطير قارب 35 بالمائة.ولا تعكس هذه الأرقام ثقة المستثمرين في الفضاء فحسب، إنما تؤكد نجاحا مستداما لنموذج إدماج اقتصادي ناجع.
قطب دولي
يستقطب فضاء الأنشطة الاقتصادية ببنزرت عديد الجنسيات التي تؤكد أنه منطقة جذب دولية. ومن بين المؤسسات المنتصبة به توجد المؤسسات الإيطالية (بنسبة 32 بالمائة) والفرنسية (بنسبة 24 بالمائة) والتونسية (بنسبة 19 بالمائة) إضافة إلى مؤسسات من جنسيات أخرى كالأمريكية والبرتغالية والبلجيكية. هذا التنوع يعكس اعترافا بالمزايا التنافسية التي يوفرها الفضاء.ووعيا بالتحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية والاستدامة اعتمد فضاء الأنشطة الاقتصادية ببنزرت تمشيا ثابتا موجها نحو التحول الإيكولوجي والطاقي. ويعمل الفضاء على تقليص بصمته الكربونية من خلال النهوض بالطاقات المتجدة وتثمين النفايات الصناعية وتوعية المؤسسات بالاقتصاد الدائري.
وبعيدا عن النجاعة الاقتصادية تنصهر هذه المقاربة ضمن مبادئ المسؤولية المجتمعية للمؤسسات لتؤكد أن التنمية الاقتصادية المستدامة تمثل محرك التنافسية في المستقبل.
ويسعى فضاء الأنشطة الاقتصادية إلى أن يجعل من بنزرت قطبا اقتصاديا دائما وتنافسيا ودامجا بالعمل على جذب استثمارات ذات قيمة مضافة عالية. وهو بفضل المرافقة اللصيقة وبالشراكات مع مختلف الفاعلين الاقتصادين على الصعيدين الوطني والدولي يواصل نحت نموذج شراكة ناجح بين القطاع العمومي والقطاع الخاص.






Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 319097