يوم دراسي حول الدمج التربوي للأطفال ذوي اضطرابات التوحد الواقع والآفاق

نظمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" بالتعاون مع المنظمة التونسية للتربية والأسرة يوما دراسيا بعنوان الدمج التربوي للأطفال ذوي اضطرابات التوحد الواقع والآفاق بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمربي الموافق للخامس من أكتوبر من كل عام.
وشدد رئيس المنظمة التونسية للتربية والأسرة محمود مفتاح بالمناسبة على أهمية التشخيص المبكر للأطفال داعيا إلى ضرورة دعم الدولة لجهود الأولياء ومساعدتهم في رعاية أبنائهم وتأهيلهم بما يضمن إدماجهم في المجتمع.
وشدد رئيس المنظمة التونسية للتربية والأسرة محمود مفتاح بالمناسبة على أهمية التشخيص المبكر للأطفال داعيا إلى ضرورة دعم الدولة لجهود الأولياء ومساعدتهم في رعاية أبنائهم وتأهيلهم بما يضمن إدماجهم في المجتمع.
ومن جهته أوضح الخبير في التربية والتعليم بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الهاشمي العرضاوي أن موضوع الدمج التربوي للأطفال ذوي اضطرابات التوحد يتجدد سنويا لما له من أهمية متزايدة.
وأكد الهاشمي العرضاوي في تصريح ل(وات) أن اختيار هذا المحور يهدف إلى تقييم واقع الدمج التربوي ورصد الصعوبات التي تواجه الأسر والمربين في التعامل مع هذه الفئة واقتراح سبل تحسين الوضع لافتا إلى وجود صعوبات حقيقية في مرحلة التشخيص الأولي عند ملاحظة الأعراض، لكنه لاحظ في المقابل ارتفاعا في وعي الأسر التي باتت تبحث عن حلول وتطرح تساؤلات حول أسباب اضطراب أطفالها.
وأضاف العرضاوي أن ارتفاع عدد الحالات المسجلة لا يعود إلى زيادة فعلية في الإصابة بل إلى تحسن الوعي المجتمعي والرغبة في التشخيص والمتابعة.
وأفاد أن الاهتمام الأكاديمي باضطرابات التوحد في الجامعات ومراكز البحث العلمي في تصاعد، إلا أن الجهود البحثية ما زالت غير كافية مقارنة بحجم الظاهرة وتداعياتها الاجتماعية والتربوية.
من جانبها أبرزت ممثلة وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن عليسة خواجة أن الوزارة أطلقت تجربة نموذجية للعناية بالأطفال الذين يواجهون اضطرابات طيف التوحد في سن مبكرة مبرزة أن البرنامج متواصل للسنة الثالثة على التوالي ويشمل إدماج هؤلاء الأطفال برياض الأطفال مع تغطية جزئية لتكاليف الرعاية الخاصة بهم.
ولفتت الى ان الوزارة تتحمل نحو 200 دينارعن كل طفل من عائلة معوزة أو محدودة الدخل، يوجه جزء منها لمصاريف التسجيل والجزء الآخر لتغطية حصص تقويم النطق والحركة والمتابعة النفسية مؤكدة ان عدد المنتفعين من هذا البرنامج ارتفع من 300 طفل سنة 2023 إلى 600 طفل سنة 2024، ومن المنتظر أن يبلغ ألف طفل في سنة 2025.
وأشارت خواجة إلى تكامل أدوار الوزارات المعنية بدءا من وزارة الصحة للكشف المبكر ثم وزارة الأسرة للتعهد بالأطفال في رياض الأطفال فوزارة التربية لدمجهم في التعليم
الأساسي وصولا إلى وزارة الشؤون الاجتماعية التي تقدم المنح والمساعدات للعائلات.
من جهتها تحدثت إيمان العويشاوي الأخصائية بوزارة التربية عن التحديات التي تواجه الدمج المدرسي للأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد مشددة على أن أبرزها نقص التشخيص المبكر خاصة في المناطق الداخلية، وضعف تكوين المعلمين، ونقص الوسائل البيداغوجية والموارد البشرية المتخصصة، إضافة إلى غياب الإحصائيات الدقيقة حول هذه الفئة.
أما الخبير عبد الله المجيدل من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فقد تطرق إلى المتطلبات التربوية لضمان دمج ناجح للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد داخل المؤسسات التعليمية مؤكدا على ضرورة تهيئة المحيط المدرسي وتأهيل التلاميذ والمعلمين لاستقبال هؤلاء الأطفال في أجواء من الاحترام والتقبل، لأن غياب التهيئة قد يؤدي إلى نتائج عكسية مثل التنمر والعزلة النفسية.
ولفت الى أن عملية الدمج لا يمكن أن تقتصر على البنية التحتية فقط، بل تتطلب تغييرا في العقليات وتربية على التنوع والاختلاف في المدارس.
وللاشارة تضمن اليوم الدراسي عرض تجارب عربية ناجحة في مجال التعهد بالأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد من ليبيا ومصر والمغرب وسوريا، إلى جانب نقاشات حول آليات التشخيص المبكر والدمج في مؤسسات الطفولة المبكرة والتعليم الأساسي والتعهد النفسي المستمر لهؤلاء الأطفال.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 316200