محافظ البنك المركزي: إمكانات الجالية التونسية بالخارج غير مستغلة كليًا ويجب إدماجها فعليًا في التنمية

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/687fbf9f292d12.69893540_lghiqomfpkejn.jpg width=100 align=left border=0>


أكد محافظ البنك المركزي التونسي، فتحي زهير النوري، أن الجالية التونسية بالخارج تمثّل رأسمال بشري واستثماري ثمين، لا يزال قسم كبير من طاقاته غير مستغل على النحو المطلوب، رغم التقدم المُحرز في السنوات الأخيرة. جاء ذلك خلال مداخلته في الدورة الثانية لمنتدى "تونس العالمية"، الذي انتظم الثلاثاء 22 جويلية 2025، في إطار "شهر الجالية" الممتد من 15 جويلية إلى 15 أوت.

الجالية: من تحويلات مالية إلى شريك في رسم السياسات


أوضح النوري أن عدد التونسيين المقيمين بالخارج يُقدّر بـ1.8 مليون مواطن، أغلبهم في أوروبا ودول الخليج، وهم يشكلون أحد أكبر مصادر العملة الصعبة، حيث تمثل تحويلاتهم حوالي 30% من احتياطي العملة الأجنبية، و6.5% من الناتج المحلي الإجمالي، فضلًا عن مساهمتهم في دعم الاستهلاك والنمو الاقتصادي، والمساهمة المباشرة بنسبة 2% في الإيرادات الجبائية للدولة.




ورغم هذه الأرقام، شدد المحافظ على أن الرصيد الحقيقي لإمكانات الجالية لا يزال غير مفعّل بالكامل، داعيًا إلى تغيير جذري في الرؤية الرسمية من خلال إدماجها بصفة فعلية في صنع السياسات الاقتصادية العمومية، وتعزيز دورها في تمويل التنمية المستدامة.

مقترحات جديدة: "سندات الجالية" ومنصات رقمية

ومن بين أبرز الاقتراحات التي تقدم بها النوري:

* إطلاق "سندات الجالية" (Diaspora Bonds) لتمويل مشاريع البنية التحتية والمؤسسات الصغرى والمتوسطة.
* تصميم منتجات ادخار جديدة موجهة خصيصًا للجالية، تلبي تطلعاتهم المالية وتتماشى مع أفضل الممارسات الدولية.
* تحسين النفاذ إلى المعلومة عبر منصات شفافة ومركزة.
* دعم الشبكات الجمعياتية والمنظمات المهنية لتسهيل الربط بين الجالية والمؤسسات المحلية.

وأشار النوري إلى أن البنك المركزي يعمل حاليًا على:

* إطلاق منصة رقمية جديدة باسم "إكسبو"، تمكّن من إيداع الملفات إلكترونيًا ومعالجتها ومتابعتها.
* تحديث منصة الاستثمار بالعملة الصعبة لفائدة غير المقيمين، والمتوفرة على:
invest.bct.gov.tn/Fichinvest

الجمعية المنظمة: نحو ربط الجالية بالتنمية الجهوية

من جهته، أكد رئيس الجمعية التونسية لخرّيجي المدارس العليا، أمين علولو، أن المنتدى يندرج ضمن جولة جهوية تشمل صفاقس، سليانة، سوسة، الحمامات، الكاف، جربة وباجة، وتهدف إلى:

* إعادة ربط الكفاءات التونسية بالخارج بتحديات التنمية في تونس.
* خلق فضاء لتبادل الخبرات بين الجالية والمنظومات الريادية المحلية.
* إبراز المشاريع المبتكرة وفرص الاستثمار الجهوية.
* تسهيل الاندماج الاقتصادي عبر تعزيز الروابط بين المستثمرين والمؤسسات والإدارة.

ولفت علولو إلى أنّ بيئة الأعمال، والخدمات الإدارية والبنكية، والنقل الجوي تمثل أوراشًا استراتيجية يجب تطويرها لاستقطاب مزيد من المستثمرين من أبناء الجالية، وتحقيق انفتاح فعلي للاقتصاد التونسي.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 312177


babnet
*.*.*
All Radio in One