رئيس جامعة وكالات الأسفار أحمد بالطيب: مؤشرات واعدة لموسم سياحي إيجابي.. والسياحة البديلة رافد إستراتيجي للمستقبل

أعرب رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة أحمد بالطيب، في حوار خاص بوكالة تونس إفريقيا للأنباء، عن تفاؤله الكبير بموسم سياحي واعد لسنة 2025، رغم التحديات والصعوبات الجيوسياسية، مؤكّدًا أنّ كل المؤشرات الإحصائية والميدانية تدعو للتفاؤل، خاصة بعد الأداء القياسي الذي حققته السياحة التونسية سنة 2024، والتي تجاوزت فيها أرقام سنة 2019 وسجلت أكثر من 10,25 مليون سائح.
زيادة بـ10,5% في عدد الوافدين منذ بداية السنة
زيادة بـ10,5% في عدد الوافدين منذ بداية السنة
وأوضح بالطيب أن الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2025 شهدت زيادة بنسبة 10,5% في عدد السياح الوافدين مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وهو ما يعزّز مؤشرات موسم إيجابي. وعزا هذا النمو إلى:
* تحسّن عدد الرحلات الجوية نحو مطاري النفيضة وجربة.
* عودة قوية للسوق الإنجليزية التي يُنتظر أن تتجاوز السوق الألمانية.
* نمو السوق الفرنسية بنسبة 15%.
* تطور لافت للسوق البولونية، من 100 ألف سائح في 2023 إلى 300 ألف في 2024، بفضل برمجة رحلات أسبوعية نحو مطار طبرقة.
تأثيرات ظرفية في جوان واستئناف النسق في جويلية
ولم يُخفِ بالطيب تسجيل تراجع نسبي في مؤشرات شهر جوان، مرجّحًا ذلك إلى:* الاضطرابات بالمطارات الفرنسية.
* نشوب حرائق في بعض الدول الأوروبية.
* الزيادة الموسمية في التعريفات الفندقية بين شهري جوان وجويلية (40 إلى 50%).
لكنّه أكّد أن نسق الرحلات والحجوزات عاد إلى التحسّن التدريجي منذ الأسبوع الأول من جويلية.
تظاهرة توزر دعّمت السياحة الواحية والصحراوية
نوّه بالطيب بالنجاح اللافت للدورة الأولى من الصالون الدولي للسياحة الواحية والصحراوية، الذي انتُظم في توزر ديسمبر الماضي، والذي:* رفع نسب الإشغال في النزل إلى مستويات قياسية حتى مارس الماضي.
* ساهم في نمو بنسبة 20% في عدد السياح الأجانب و30% في عدد السياح التونسيين.
* شهد مشاركة من 37 دولة وممثلين عن كبرى وكالات الأسفار العالمية ومؤثرين وصحفيين مختصين.
وأكّد أن الجامعة تعتزم تنظيم الدورة الثانية في ديسمبر 2025، مشيرًا إلى أهمية هذا الصالون في تثمين السياحة المستدامة والمنتوج المحلي.
السياحة الداخلية تمثل 25% من الليالي المقضاة و38% من رقم المعاملات
أبرز بالطيب النمو المتواصل للسياحة الداخلية، التي تشمل التونسيين المقيمين بالداخل والخارج، مشيرًا إلى:* بلوغ 1,25 مليون سائح تونسي سنة 2024.
* استحواذ السياحة الداخلية على 25% من مجموع الليالي المقضاة.
* مساهمتها بـ38% من رقم المعاملات السنوي، منها 50% خلال فصل الصيف و50% لبقية السنة.
وردًا على تشكيات بعض المواطنين من غلاء الأسعار مقارنة بالأجانب، قال بالطيب إن الأسعار موحدة والتعريفات تطبّق على الجميع، ملاحظًا أن الإشكال يكمن في المقارنة الخاطئة بين فئات مختلفة من الإقامة.
وكالات الأسفار تعاني من غياب آليات الدفع بالتقسيط
أشار رئيس الجامعة إلى أن إيقاف التعامل بالشيكات مؤجلة الدفع أدى إلى:* تراجع بيوعات وكالات الأسفار بنسبة تتراوح بين 20 و30%.
* صعوبات في تمكين السائح التونسي من أسعار مرنة وتسهيلات في الدفع.
واقترح العودة إلى العمل بـ"شيكات الرحلات" (Chèques Voyage)، على غرار ما هو معمول به في عديد الدول.
السياحة البديلة والمستدامة.. فرصة استراتيجية واعدة
أكّد أحمد بالطيب أن السياحة التونسية تمتلك فرصًا كبيرة للنمو من خلال تنويع العرض والتركيز على السياحة البديلة والمستدامة، والتي تمثل:* رافدًا تكميليًا للسياحة الشاطئية.
* وسيلة لدعم التنمية المحلية والجهوية.
* أداة لتثمين التراث الطبيعي والثقافي للجهات.
وأشار إلى أن الجامعة:
* أطلقت مشروع "تون إكسبلور" للترويج للسياحة البديلة.
* أنجزت دراسة وطنية متخصصة بالتعاون مع الشركاء الألمان (DRV).
* قدّمت مشروع قانون لتنظيم القطاع في انتظار المصادقة عليه.
وكشف أن نحو 80 وكالة أسفار تونسية تنشط حاليًا في السياحة البديلة، منها 3 وكالات حصلت على شهادة "Travel Life" الدولية.
وختم حديثه بالتأكيد على أن التعجيل بإصدار القوانين المنظمة للسياحة البديلة والمستدامة بات ضروريًا، معتبرا أن هذا المسار يمثّل "حجر الزاوية" لبناء منظومة سياحية متكاملة وقادرة على جذب العملة الصعبة ودعم موارد الدولة.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 311770