مدنين: من أرض عطشى شابة تقطر زيوت الأعشاب لتروي بشرة الإنسان

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6857d284a4e405.56288632_nehiqfmogklpj.jpg width=100 align=left border=0>


(نعيمة خليصة ـ وات)ـ بعمق الجنوب التونسي، حيث تسكب الشمس حرارة لهيبها، تنكبّ الشابة رشا بن عبد الله (29 عاماً) على مشروعها بعزم وكدّ لا ينضبان. هنا، في منطقة الفجاء على بعد 25 كم عن مدينة مدنين، بأرض عطشى اختارت رشا أن تقطف مما تنبته هذه الأرض من أعشاب طبيعية أزكاها لتقطر منه زيوتا قد تصلح بعض ما أفسده الزمن والطبيعة ببشرة الإنسان.

"مشروع تقطير الزيوت كان محور تخرجي في الماجستير عام 2021، واخترت التخصص في صنع مواد التجميل الطبيعية"، تقول رشا لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، مضيفة بابتسامة: "ابتعدت عن المسار التقليدي لنحت مورد رزق، وقررت أن أحيل حلمي واقعاً". فاليوم، أصبحت العودة إلى المنتجات الطبيعية اهتماماً عالمياً، وباتت جزء لا يتجزأ من الروتين اليومي للعناية بالجمال، لا سيّما لدى النساء.





تتحدث رشا، وهي تضع بين يديها وعاءً وتحرك ما بداخله من مواد طبيعية، عن رحلتها الشاقة: "تنقلت كثيراً وبحثت مطولاً عن كيفية افتتاح المشروع ومصادر التمويل والتسويق، بعد رحلة استمرت أربع سنوات مع أستاذتي المختصة في المجال. لم يكن الأمر سهلاً"

المشروع وجد ضالته في محضنة المؤسسات بالفجاء التابعة لمعهد المناطق القاحلة، التي تضم 80 مشروعاً رائداً. هذه المحضنة مكّنت رشا من الحصول على فضاء بـ"إيجار رمزي" ومن احاطة وتوجيه لإنتاج مختلف المواد الطبيعية ذات الجودة الصحية المطلوبة في سوق العمل. كما استغلت الامتيازات التي توفرها الدولة للشباب لاقتناء الآلات اللازمة للتصنيع وإنشاء علامتها التجارية.

لا يقتصر عمل بن عبد الله على الإنتاج فحسب، بل هي ترتحل بين فصول السنة في جولات لجمع الأعشاب الملائمة مع كل موسم. تدرس نجاعة كل عشبة ونسبة فعاليتها "حرصاً على سلامة المستعمل". وتضيف: "التوجه نحو تثمين الأعشاب ليس هينا ويتطلب مجهوداً مضاعفاً ومسؤولية كبيرة". لكن رؤية الزيوت المنبعثة منها روائح جذابة تنسيها الإرهاق، كما وصفت.

يقدم مشروع رشا مجموعة متنوعة من الزيوت النقية والمركبة، مثل زيت إكليل الجبل وجوز الهند، والشيا. إضافة إلى ذلك، تشمل منتجاتها الأخرى واقيات الشمس الطبيعية وغسول الوجه، وكريمات الترطيب... تُعرض هذه المواد للبيع سواء عبر الإنترنت أو من خلال جهود رشا لإقناع أصحاب المحلات باقتناء مواد التجميل والزيوت، مؤكدة أنها "بأمان وفي متناول كل الفئات".

تطمح رشا بن عبد الله إلى توسيع مشروعها ليشمل مجموعة أوسع من المنتجات الطبيعية، والحصول على حصة أكبر في سوق تزدحم فيه العروض أمام ارتفاع الطلب على المواد الطبيعية، بالإضافة إلى تأسيس علامة تجارية رائدة ومعترف بها.

تبرز قصة رشا كواحدة من بين عشرات الشابات في مدنين اللاتي اخترن مسار الاعتماد على الذات لتحقيق مكانة اجتماعية وضمان استقلالية اقتصادية.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 310366


babnet
*.*.*
All Radio in One