صفاقس: مائدة مستديرة حول التعاون التونسي الليبي تحت شعار"من أجل شراكة مستدامة وشاملة" بحضور فاعلين اقتصاديين من البلدين

في إطار فعاليات الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2023"، الذي تنظمه غرفة التجارة والصناعة لصفاقس، من 4 إلى 7 أكتوبر الجاري، انتظمت، اليوم الجمعة، بمدينة صفاقس، مائدة مستديرة حول التعاون التونسي الليبي تحت شعار"من أجل شراكة مستدامة وشاملة" حضرها عدد من الفاعلين الاقتصاديين وأصحاب القرار من البلدين.
وسجلت ضمن هذه التظاهرة المعروفة باسم "يوم ليبيا"، وهي إحدى التظاهرات القارة الموازية للعرض في صالون "ميديبات" منذ عديد السنوات، مشاركة مسؤولي عديد الهياكل المهنية والاقتصادية الليبية والتونسية والمشتركة، على غرار الديوانة التونسية، والبنك التونسي الليبي، ومجلس ادارة هيئة النهوض بالصناعة بليبيا، واتحاد الصناعة الليبية والمكتب العربي التونسي الليبي الاستشاري وغيرها.
وتدارس المشاركون في يوم ليبيا سبل دعم التبادل التجاري والمالي والشراكة بين الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين لانجاز مشاريع الإعمار والاسكان والبنية التحتية بليبيا، ولا سيما في مدينة درنة بعد الكارثة الطبيعية الأخيرة.
وثمّن نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة لصفاقس، الحبيب الحمامي، في افتتاح التظاهرة، الجهود المبذولة من الطرفين لدفع التعاون التونسي الليبي، مشيرا إلى أن هذا المحور احتل منذ سنين طويلة مكانة ثابتة ومميزة في برامج الغرفة ومجالات التعاون وإشراك الفاعلين الاقتصاديين في التظاهرات المشتركة وكذلك مختلف الهياكل.
وأكّد الحمامي أن الغرفة تعمل على دفع الاستثمارات التونسية الليبية والتقريب بين الفاعلين والمستثمرين، وتسهيل إجراءات الصرف بين البلدين، واستثمار الفرص التجارية المتاحة في السوقين التونسية والليبية، وتطوير المعاملات بين البنوك، والمعاملات المالية والنقدية، وتوسيع آفاق تجسيم التكامل الاقتصادي التونسي الليبي المنشود.
واعتبر أن الملتقى يشكل مناسبة لرفع توصيات عملية بغاية تجاوز المعيقات التي تحول دون مزيد تطور المبادلات بين البلدين الشقيقين.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة هيئة النهوض بالصناعة الليبية، مفتاح عقيلة السنوسي، إن ما شهده من حسن تنظيم في الصالون يعكس مدى ما بلغته الغرفة من كفاءة واقتدار في تنظيم التظاهرات والصناعة المحلية.
واستعرض أبرز محاور الاستراتيجية المتبعة من الهيئة لرفع مؤشر التنافسية والصناعية، ومساهمة القطاع الخاص، وتبني الصناعات الذكية والخضراء بما يضمن زيادة مساهمة الصناعة في الناتج المحلي.
وشدّد عقيلة السنوسي على ضرورة أن ترتقي المنتوجات التونسية والليبية إلى مستوى المواصفات المطلوبة في الأسواق العالمية ومنها الأوروبية، مع الاستعانة بما يوجد من موارد طبيعية وطاقية وخامات في ليبيا دون الاكتفاء بها.
ودعا الى تجاوز مذكرات التفاهم التقليدية التي سئم منها الفاعلون الاقتصاديون في البلدين، مع العمل على مزيد تذليل الصعوبات ورفع العراقيل التي تحول دون بلوغ المستوى المطلوب من التعاون والتكامل.
بدوره، اعتبر مدير عام اتحاد الصناعة الليبية، علي نصير، أن رجال الأعمال الليبيين المنضوين ضمن الاتحاد والمتواجدين في مختلف الاتفاقيات والهيئات الاقتصادية المشتركة مع تونس، لا يزالون يتطلّعون إلى تحقيق مستوى أرفع من الشراكة التي يتطلّع إليها الطرفان في ظل" تغوّل الأطراف الأجنبية" وهو ما تعكسه فوارق المبادلات التجارية المسجلة، وفق قوله.
ودعا نصير إلى ضرورة أن يقع العمل الفعلي على تجسيم التكامل بين البلدين وتوظيفه في الذهاب سويا إلى السوق الإفريقية الواعدة، واستغلال الموقع المساعد، كما شدد على ضرورة تنظيم حركة انسياب الأموال بالعملتين التونسية والليبية، مع جعلهما قابلتين للتحويل في البلدين. ودعا المسؤولين الحكومين في ليبيا وتونس ولا سيما في مستوى المصالح الديوانية إلى رفع العراقيل في حركة البضائع والمسافرين في المعابر الحدودية بين تونس وليبيا بما يساعد "المهربين على التحول إلى مصدرين"، بحسب تعبيره.
وأبدى المدير العام المساعد للبنك التونسي الليبي، عبد الباري الأسطى (عن الجانب الليبي)، في مداخلة حول "دور البنك في تطوير المبادلات التجارية والمعاملات المالية والنقدية بين البنوك وطرق تمويل الاستثمارات التونسية الليبية" استعداد البنك التام لمرافقة تطوير المبادلات بما يتيحه مجال تدخله.
واعتبر مدير الاستغلال والشؤون التجارية بهذا البنك المشترك، وليد بن عبد الله (عن الجانب التونسي)، أنه على الرغم من التطور الذي عرفته التجارة البينية مؤخرا، حيث بلغت في 2023 ثلاثة مليار دينار بعد أن كانت في مستوى 2 مليار دينار في 2022، تبقى الإمكانيات تسمح بمزيد التحسين عشر مرات، وفق قوله، داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في قانون الصرف الذي يعد معيقا لتطور المبادلات، حتى باتجاه توحيد العملة، وترسيخ الشفافية، والتقليص من اعتماد التعامل بالدفع النقدي الذي يضطر إليه رجال الأعمال.
وقدّم العقيد بالديوانة التونسية، محيي الدين صابر، في ختام هذه التظاهرة، مداخلة تناول فيها الطرق الكفيلة "بمزيد تسهيل حركة المسافرين بالمعبر الحدودي المشترك برأس جدير وضمان انسياب حركة البضائع والسلع بين الجانبين".
من جهة أخرى، انتقد عدد من رجال الأعمال المشاركين في المائدة المستديرة في تدخلاتهم غياب ممثل عن وزارة التجهيز التونسية في هذا الملتقى.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 274565