المنستير: منطقة القلالات بالمكنين تنتظر توفير الغاز الطبيعي لتطوير صناعة الفخار وضمان ديمومته

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5ff701c53336e3.57800052_fgkjqpneiomhl.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - أميمة العرفاوي- صناعة الفخار، حرفة توارثها الأهالي منذ القدم واشتهرت بها عبر العصور مدينة المكنين الساحلية التابعة لولاية المنستير والقرى الريفية المجاورة لها، تنتشر بمنطقة "القلالات" ورشات فخار، تنتج انواعا مختلفة من الاواني من حيث الشكل والزركشة والالوان، ومن حيث الاختصاص، فمنها الاواني المخصصة للطبخ والشرب واخرى للزينة، منتوجات تتزود بها الأسواق الداخلية والخارجية



حافظت مدينة المكنين "عاصمة صناعة الفخار"، على طابعها القديم، حيث يمتاز فخار المكنين، باستعمال مواد أولية محلية (الطين) أو كما يسمى "بالطفل"، ابيض اللون، والذي تقبل عليه الأسواق الاوروبية على غرار السوق الإيطالية والفرنسية والألمانية، ومن المنتظر أن تشمل الأسواق الكندية والأمريكية والجزائرية.




واشتهرت منطقة القلالات، بتواجد مئات الحرفيين بها ، فرغم عزوف الكثيرين من فئة الشباب على العمل في المجال بسبب صعوبة ومشقة مراحل الانتاج، الا انهم واصلوا التفكير في طريقة تطويره من حيث الشكل والزخرف والالوان، وخاصة طريقة الاعداد، التي تستوجب استخدام الافران بالغاز الطبيعي بما من شانه ان يسهل العملية ويحد من ساعات الانتاج ويرفع من كمية المنتوج.

سيف الدين ساسي (19 سنة)، حرفي وتلميذ أصيل منطقة القلالات تحدث لصحفية"وات" عن رغبته في الحفاظ على حرفة الاجداد، الا انه اعرب عن الرغبة الملحة في استعمال افران الغاز الطبيعي في ورشة عمله، بسبب صعوبة اعتماد الطريقة التقليدية التى لها انعكاسات كبيرة على الصحة وعلى التلوث البيئي.

من جهته، اكد منسق برنامج "تونس الإبداعية" الممول من الاتحاد الأوروبي ووكالة التعاون الايطالية سفيان عبد السلام، إن الحرفة ملوثة للبيئة، لذلك أحدثت بلدية المكنين منطقة صناعية تعنى بالحرفيين بعيدا عن مناطق العمران لحماية المتساكنين والحفاظ على صحتهم، غير أن المنطقة تفتقر إلى الغاز الطبيعي، فبقي المنتوج غير مثمن وزاد من عزوف الشباب على امتهان حرفة الفخار.

بين عبد السلام، ان المنظمة تعمل بالتنسيق مع الديوان الوطني للسياحة في إطار برنامج تونس الإبداعية، على إيصال الغاز الطبيعي إلى المنطقة الصناعية، باعتباره سيمكن من خلق مواطن شغل جديدة سيما مع إقبال عدد من الطلبة الحرفيين على تطوير المهنة وادخال لمسات ابداعية حديثة عليها ، بما يجعلهم يطمحون إلى تطوير المنتوج والانفتاح أكثر على الأسواق العالمية، خاصة وان عددا من الأجانب عبروا عن رغبتهم في إمضاء عقود بعد الاطلاع عن المنتوج خلال المشاركة في معرض بألمانيا .

من جهته اكد المندوب الجهوي للصناعات التقليدية كاظم المصمودي اهمية استعمال الغاز الطبيعي في عملية الحرق بدلا من استعمال الطريقة التقليدية في الفرن التقليدي، مبينا بهذا الخصوص ان دراسات بصدد الإنجاز من قبل الفرع الجهوي للشركة التونسية للكهرباء والغاز وبدعم من البلدية ومشروع تونس الإبداعية في إطار التعاون الدولي مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية، لدعم مجمع الفخار الخارجي، ومنه ربط منطقة القلالات بالغاز الطبيعي، فضلا عن إنجاز قرية حرفية بالمكنين باعتمادات تتجاوز 5 ملايين دينار في نطاق المخطط التنموي 2023 / 2025، بهدف تطوير الأنشطة التقليدية في معتمدية المكنين واستقطاب أكبر عدد من الشباب خريجي التعليم العالي ومراكز التكوين المهني

واكد المصمودي عراقة قطاع الصناعات التقليدية الذي يضم حاليا أكثر من 15 ألف حرفي، 11 ألف منهم يمارسون الحرف التقليدية بصفة مسترسلة ودائمة بما في ذلك اللباس التقليدي والنسيج اليدوي وخاصة صناعة الفخار التي تشتهر بها مدينة المكنين، حيث يزاول ما يقارب 400 حرفي هذا النشاط بأكثر من 50 ورشة، وقد شهد في السنوات الأخيرة نهضة خاصة في مجال التصدير الموجه للتزويق الخارجي بأحجام كبيرة.

كما شهدت قيمة الصادرات تطورا في السنوات الأخيرة وبلغت سنة 2022 أكثر من 8 ملايين دينار كصادرات مباشرة من مدينة المكنين، مرجحا تطورها بعد سنة في ظل توفر مواد أولية محلية كالطين وتنوع البرامج لتنمية كفاءات الحرفيين وتطوير الأنشطة الحرفية وبعث مجمع لصناعة الفخار والتزويق الخارجي بالمكنين (أحدث سنة 2020)، وتحتضن ولاية المنستير سنويا أكثر من 12 تظاهرة على المستوى الدولي في صناعة الفخار والنسيج.

واعتبر المصمودي أن أبرز إشكاليات القطاع تكمن في نقص اليد العاملة المختصة لاسيما وأن أغلب اعمار الحرفيين تتراوح بين 45 و50 سنة، لذلك تسعى المصالح المعنية الى اعادة إحياء اختصاص صناعة الفخار بالمدرسة الإعدادية بالمكنين

من جانبه، أفاد رئيس بلدية المكنين منجي الشريف بأن بلدية المكنين تعمل بالتعاون مع المنظمة الأممية لدعم الصناعة، على تزويد المنطقة بالغاز الطبيعي بإعتبارها مصدرا طاقيا نظيفا بقيمة اعتمادات جملية قدرت ب610 ألاف دينار، ستساهم البلدية بما يقارب 310 ألاف دينار منها، واضاف أن البلدية خصصت قطعة أرض تمسح حوالي 3 ألاف متر مربع للديوان الوطني للسياحة لاقامة قرية حرفية، بالاضافة الى العمل على بعث مسلك سياحي في المكنين يضم عدة مكونات بما في ذلك سوق الصاغة والمعبد اليهودي والقلالات لمزيد تنشيط المدينة ودفع الاقتصاد


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 261854


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female