اختتام المعرض الوطني للكتاب التونسي في دورته الثالثة : ارتياح لتثبيت التظاهرة رغم الصعوبات والنقائص

وات -
تحرير ريم قاسم - أسدل الستار يوم أمس الأحد على فعاليات الدورة الثالثة للمعرض الوطني للكتاب التونسي التي أقيمت من 17 إلى 27 جوان، وحملت اسم المفكر والمؤرخ الكبير الراحل هشام جعيط.
دورة كان برنامجها ثريا ومتنوعا، راوح بين الندوات والملتقيات والمعارض الفنية وحفلات توقيع الإصدارات، كما تميزت بتكريم عدد كبير من المبدعين من مختلف المجالات الأدبية الثقافية والفنية، إلا أنها لم تخل من نقائص مثلت محل انتقادات وتشكيات عدد ممن تحدثوا إلى وكالة تونس افريقيا للأنباء على امتداد أيام الدورة.
دورة كان برنامجها ثريا ومتنوعا، راوح بين الندوات والملتقيات والمعارض الفنية وحفلات توقيع الإصدارات، كما تميزت بتكريم عدد كبير من المبدعين من مختلف المجالات الأدبية الثقافية والفنية، إلا أنها لم تخل من نقائص مثلت محل انتقادات وتشكيات عدد ممن تحدثوا إلى وكالة تونس افريقيا للأنباء على امتداد أيام الدورة.
منذ الإعلان عن تركيبة الهيئة المديرة للدورة الثالثة برئاسة الإعلامي والكاتب محمد المي كانت محل انتقادات لغياب المرأة عنها، وقد استغرب البعض هذا التغييب للمرأة وعدم الاعتراف بكفاءتها كمبدعة وكاتبة وقادرة على التسيير وتحمل المسؤوليات، وهو ما ينبغي على وزارة الشؤون الثقافية، والمشرفين على التظاهرات الثقافية والفنية والإبداعية عموما تلافيه مستقبلا لأنه يحط من قيمة المرأة ويجعل التشدق بمكاسب المرأة في تونس ومساواتها مع الرجل مجرد نظريات لا أساس لها في الواقع.
ومع انطلاق فعاليات الدورة الثالثة لاحظ كثيرون سواء من الناشطين في المجال الثقافي أو الإعلامي أو مجال النشر أو المواطنين العاديين غياب أي إشارة إلى تنظيم هذا المعرض الهام سواء في الشوارع الرئيسية للعاصمة أو غيرها من المدن في مختلف جهات الجمهورية، وهو ما اعتبر تقصيرا من المنظمين تأسف له الناشرون أنفسهم لعدم الإقبال بالشكل المنتظر على هذا المعرض الذي احتضنته على مدى 10 أيام مدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة، وتراوحت نسب التخفيض على أسعار المبيعات فيه بين 20 و50 بالمائة.
كما أبدى عدد من الناشرين في لقاءاتهم مع "وات" على امتداد أيام المعرض، امتعاضهم من ممارسات إدارة المعرض التي اعتبروا أنها اختارت "طريقة المهرجان والبهرج على سلوك تقدير المهنة وأهلها" في إشارة إلى تكريم كتّاب والحال أن ناشريهم لا علم لهم، فضلا عن إصدار إدارة المعرض لكتيب يتضمن البرنامج ولمحة عن "الناشر العريق" في تونس متسائلين عن معنى العراقة وعن هذا "التصنيف الغريب" في تقديرهم حيث تم إهمال ذكر عديد الناشرين الذين ساهموا في تأسيس اتحاد الناشرين التونسيين سنة 1986 على غرار مؤسسي "سيريس" (48 سنة) ودار بن عبد الله (45 سنة) ودار محمد علي الحامي (37 سنة) وغيرهم.
كما عبر عدد من أصحاب دور النشر في صفاقس ومن بينهم الناشر النوري عبيد عن استغرابهم من عدم إعلامهم بأن صفاقس ضيف شرف المعرض واكتشاف ذلك عن طريق الصدفة من خلال ملاحظة بعض الإصدارات داخل الخيمة المخصصة للندوات ولتكريم المبدعين بمدينة الثقافة.
وفي المقابل أعرب عدد من الناشرين الآخرين المشاركين في المعرض عن رضاهم على البرمجة ونوهوا بالمساعدة التي لقيتها دور النشر التونسية من قبل الهيئة المديرة وخاصة مديرها محمد المي مؤكدين أنه دائم الإصغاء إليهم والاستعداد للمساعدة وتحسين الظروف التي حتمها الوضع الصحي الراهن رغم صعوبة المهمة. وأعربوا عن ارتياحهم لإقامة هذه الدورة وتثبيت التظاهرة رغم الصعوبات القائمة والتي أثرت سلبا على وضع قطاع الكتاب والنشر في العالم لا فقط في تونس.
وبيّن عدد من الناشرين أن الغاية من مشاركتهم ليست الربح المادي بقدر ما هي تثبيت التظاهرة وترسيخها في أذهان التونسيين والقراء ومحبي الكتاب على وجه الخصوص ولكنهم أعربوا مع ذلك عن أسفهم لغياب الجانب الإعلامي لا فقط على مستوى التعريف بالمعرض خارج أسوار مدينة الثقافة بل غياب الإعلام الداخلي، فمن غير المعقول أن يتم عقد لقاء أو تنظيم ندوة حول مسألة ما تهم أحد الناشرين وهو يقبع في جناحه دون علم بالبرمجة.
وأكد جلّ من استقت "وات" آراءهم على أهمية تثبيت هذا الموعد مع التأكيد على ضرورة الإعداد المسبق والجيد للمساهمة في إنجاح الدورات المقبلة.
وردا على بعض الانتقادات الموجهة لإدارة المعرض أقرّ المسؤول عن الإعلام والاستشهار في المعرض سمير بن علي المسعودي (ناشر وكاتب) بوجود بعض النقائص مؤكدا على أن هذه الدورة الثالثة هي "دورة التحدي" لأنها جاءت في ظرف استثنائي بسبب جائحة كورونا وما فرضته من إجراءات صحية استثنائية، وأشار إلى أنه كان ثمة إصرار كبير من الناشرين على استرجاع المعرض الوطني للكتاب الذي كان من المفترض أن يقام في شهر ماي لكن الوضع الوبائي حتم تأجيله.
ولاحظ أن تنظيم الدورة الثالثة في موعدها الجديد "تزامن للأسف مع امتحانات الباكالوريا وصادف أن تزامن أيضا مع ارتفاع الحرارة وارتفاع الموجة الوبائية مجددا" لكنه اعتبر أن الهيئة كسبت التحدي رغم النقائص.
فعلى المستوى الإعلامي، أشار سمير بن علي المسعودي إلى أن الهيئة المديرة عقدت شراكات مع مؤسستي الإذاعة والتلفزة العموميتين ومع عدد من الإذاعات الخاصة، لكن على مستوى الإعلام الرقمي والتعريف بالتظاهرة في العاصمة ومختلف المدن بالجمهورية لم يقع تعليق اللافتات والقيام بما يلزم كما غابت للأسف الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي موضحا أن المكلف بهذه المهمة تخلى للأسف على دوره كذلك في عملية تعليق اللافتات لم يقم بها الجانب المكلف به داخل الجمهورية وبالعاصمة.
وأضاف قائلا : "ربما على المستوى التجاري لم تكن الدورة في مستوى التطلعات لكن المهم تثبيت التظاهرة"، وذكّر في هذا السياق بأن وزيرة الشؤون الثقافية السابقة كانت ستحذف هذه التظاهرة من برنامج الوزارة، لذلك فإن تثبيتها يعد مكسبا للمثقفين والعاملين في قطاع الكتاب والنشر، معربا عن تطلع المهنيين إلى مزيد دعم وزارة الشؤون الثقافية لهذا المعرض حتى يحقق النتائج المرجوة منه ويستجيب لانتظارات الناشرين والمبدعين والقراء على حد سواء.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 228337