سيدي بوزيد: مشاكل مادية ونقص تجهيزات ب"مركز الحمائم"الخاص بالأطفال الذين يعانون التوحّد

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5f67819d273269.62961056_kplgeinjhofmq.jpg width=100 align=left border=0>


وات - يشكو مركز "الحمائم" للنهوض بالصحة النفسية في سيدي بوزيد وهو مركز خاص بالأطفال الذين يعانون مرض التوحّد من مشاكل مادية ونقائص في التجهيزات حالت دون تقديم تربية مختصة ناجعة لفائدة لهؤلاء الأطفال ومثلت هاجسا كبيرا للمشرفين على المركز ولأولياء الأطفال المرضى.

وذكرت رئيسة الجمعية التونسية للنهوض بالصحة النفسية جميلة نصيري في تصريح لــ(وات)، أن الفرع الجهوي بسيدي بوزيد أسّس من طرف أمهات عدد من الأطفال الذين يعانون من مرض التوحّد وقد تم التكفّل بهذا المركز منذ سنة وانتداب عدد من الأعوان ولم يتم توفير التمويل العمومي الذي من المنتظر تخصيصه لشراء التجهيزات ودفع معاليم الكراء وهو ما جعل "مركز الحمائم" يعاني من إشكاليات مالية كبيرة من حيث عدم القدرة على استخلاص معاليم الكراء وعدم توفر التجهيزات اللازمة التي من شأنها أن تساعد على تقديم تربية مختصة للأطفال.





وتوجّهت جميلة نصيري بنداء الى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وكل السلط الجهوية والمحلية لمساعدة "مركز الحمائم" لترتقي خدماته الى المستوى المطلوب لفائدة هذه الفئة من الأطفال، وطالبت بصرف التمويل العمومي الذي تمت الموافقة عليه منذ نوفمبر 2019.
وأشارت الى أن "مركز الحمائم" لا يستوعب كل الذين يعانون من التوحد في ولاية سيدي بوزيد ولا تبلغ طاقة استيعابه الا 25 طفلا وطفلة منذ سنتين في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الأطفال الذين يعانون التوحد 70 طفلا وطفلة في الجهة وفق احصائية جزئية أعدتها الجمعية.
كما أكّدت أنه رغم توفير المجلس الجهوي لتمويل مادي في السنة الماضية الا أن هذه السنة تفاقمت المشاكل المادية ولا بد من توفير المعدّات الخاصة بالتربية المختصّة والرياضة وتقويم النطق وتقويم الأعضاء.
ودعت جميلة نصيري الاباء والأمهات الى مزيد العناية باطفالهم وابعادهم على ادمان مشاهدة التلفاز واستعمال الهاتف الجوال وتدارك كل الأطفال في السنوات الأولى لظهور علامات التوحد.
وقالت إن "طفل التوحّد هو طفل قادر على أن يصبح عادي وهو طفل فائق الذكاء فقط يحتاج الى توفير مركز مختص يستجيب للمواصفات اللازمة للتكفل بهؤلاء الأطفال".
وأضافت المربية في "مركز الحمائم" سهير شعيبي أن المركز تمكن من إدماج 5 أطفال وعدد آخر منهم سيتمّ إدماجهم هذه السنة.


وذكر أحمد السعيدي من معتمدية سوق الجديد(والد طفل يعاني التوحد) أن معاناة كبيرة يعيشها أمهات وآباء الأطفال المتوحّدين، مضيفا "ابني يعاني منذ سنوات، كنت اتنقّل الى ولاية صفاقس أربع مرات في الاسبوع من أجل علاجه، وكان فتح "مركز الحمائم" للصحة النفسية بشرى كبيرة الا أن النقائص الموجودة في المركز تمثل هاجسا كبيرا لكل الاباء والامهات".
وأفاد أحمد السعيدي أنه ينقل يوميا ابنه من معتمدية سوق الجديد الى مدينة سيدي بوزيد وقد ازداد حرصه اثر ظهور علامات التحسن في وضعية ابنه وطالب الدولة بالعناية بهذه الفئة من الاطفال ومساعدتهم ماديا وتوفير حافلة تنقلهم الى المركز.

وتحدث الطاهر بوخشيم من مدينة سيدي بوزيد (والد طفل يعاني التوحد) أنه تفطن لوضعية ابنه في عمر السنتين ونصف وهو يبلغ من العمر حاليا 8 سنوات وقال انه لم يترك بابا الى طرقه ولا طبيبا الا زاره في ولايات صفاقس وتونس وسوسة الى ان فتح المركز وقلص جانبا من معاناة التنقل وقد ساهم وجود المركز في ظهور علامات تحسن وأصبح ابنه يقوم بحاجياته الخاصة ويتكلم ويدرس وتمّ إدماجه في المدرسة وتحصل على معدّل مقبول ونجح الى السنة الثانية من التعليم الاساسي.
وطالب بوخشيم الدولة بالتكفل بهؤلاء الأطفال في مراكز مختصة واحداث مركز في ولاية سيدي بوزيد على غرار بقية الولايات للعناية بهم.
وقال عبد العزيز براهمي (عامل يومي من منطقة الهيشرية) "وضعية ابنتي اضطرتني للكراء في مدينة سيدي بوزيد (ابنته 6 سنوات) واكتشفت وضعيتها في عمر السنتين وقد تحسن وضعها بعد دخولها للمركز وأصبحت تستجيب ببطء لعدد من المحيطين بها"، واعتبر المركز "رحمة" و"بصيص أمل في العناية بهؤلاء الاطفال الذين تنقصهم احاطة اجتماعية"، وطالب بمساعدة "مركز الحمائم" والعمل على احداث مركز مختص يسع كل الاطفال ويساعدهم على الاندماج وسط المجتمع.
وبيّن المدير الجهوي للشؤون الاجتماعية بسيدي بوزيد جمال قرمازي في تصريح لــ(وات) ، أن "مركز الحمائم" هو جمعية محدثة تنشط منذ سنتين تعنى بأطفال التوحد وتم إدماجها في إطار الاتفاقية القطاعية الخاصة بجمعيات ذوي الحاجيات الخصوصية وكانت الجمعية قد قدمت ملفا للحصول على المنحة وتم تحويل ملفها الى الادارة المركزية ومكنتها وزارة الاشراف من 10 انتدابات تتكفل بأجورهم في اطار الاتفاقية القطاعية، مضيفا أنه حصل تأخير في صرف الاعتمادات المالية (منحة التسيير) وهو تأخير يشمل كل الجمعيات وليس حكرا على "مركز الحمائم" الذي يشهد صعوبات كبيرة، حسب قوله.
وأشار قرمازي الى أنه تمت برمجة "مشروع الضيعة الفلاحية الادماجية" في ولاية سيدي بوزظيد وهو مشروع نموذجي اقليمي يتمثّل في إحداث ضيعة فلاحية إدماجية لتكوين وإدماج الاشخاص ذوي الاحتياجات الخصوصية ولتلقي تكوين في المجال الفلاحي وتم تخصيص قطعة أرض للمشروع تمسح حوالي 20 هكتارا وتناهز الكلفة الأولية للمشروع 10 ملايين دينار وانطلقت الدراسات الأولية بعد ان خصصت لها 100 الف دينار في ميزانية 2019 وتم تكليف مكتب دراسات باعداد دراسة "جيو تقنية" للارض وفي شهر اوت الفارط تم تكليف المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية للقيام بدراسة حول التربة ويمكن أن يشمل هذا المشروع الأطفال الذين يعانون التوحّد.
كما تكفل والي سيدي بوزيد محمد صدقي بوعون وفق ما ذكره في تصريح لــ(وات)، بتمكين "مركز الحمائم" من تمويل عمومي من المجلس الجهوي، مشيرا إلى انه تم التدخل سابقا لفائدة المركز مرتين لمساعدة المركز على تجاوز مشاكله المالية ولضمان استمرار تقديم خدماته لفائدة الأطفال الذين يعانون التوحد.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 211271


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female