تواصل ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر أكتوبر يغير من نمط عيش التونسيين

وات -
بدت درجات الحرارة أرفع من المعدلات العادية لشهر اكتوبر اذ ناهزت 32 درجة، الاربعاء، في تونس والفصل خريف.
"من الغريب تسجيل هذه الدرجات المرتفعة من الحرارة خلال هذا الشهر من السنة في حين أننا متعودون على بعض البرودة في فصل الخريف" ذلك ما عبرت عنه، سامية، ربة البيت الشابة، التي تقطع المسافة جيئة وذهابا بين بيتها والمدرسة لمرافقة ابنيها.
"من الغريب تسجيل هذه الدرجات المرتفعة من الحرارة خلال هذا الشهر من السنة في حين أننا متعودون على بعض البرودة في فصل الخريف" ذلك ما عبرت عنه، سامية، ربة البيت الشابة، التي تقطع المسافة جيئة وذهابا بين بيتها والمدرسة لمرافقة ابنيها.
لقد أصبح التونسيون يشعرون أكثر فأكثر بهذا "الانقلاب المناخي" ويستغربون تواصل توجه درجات الحرارة صعودا في فصل الخريف.
وترى سلوى، موظفة بمؤسسة، في تواصل موجات الحر كل السلبيات الممكنة اذ تقول "من شأن درجات الحرارة المرتفعة أن تؤدي الى اضطراب سكان المدن خاصة عند استعمال وسائل النقل العمومي حيث تصير الحرارة خانقة". وتابعت "لا زلنا نضطر الى استخدام مكيفات الهواء في المكتب في حين أننا معرضون الى الصدمة الحرارية اعتبارا الى ان درجات الحرارة في الخارج تفوق 30 درجة".
وتقول نادية، الأم، التي تجاوزها سنها العقد الرابع، أنها أصبحت أكثر تأثرا تبعا لارتفاعا درجات الحرارة "احس بوهن متواصل بسبب الحرارة وانتظر بفارغ الصبر حلول الشتاء لاستعادة بعضا من الطاقة".
ويتعامل عدد من مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) بشكل هزلي مع ظاهرة تواصل ارتفاع الحرارة في فصل الخريف اذ اطلق احدهم "تحذيرا" على صفتحه يتوعد فيه انه سيعطي "الطقس مهلة باسبوع آخر والا سيضطر للباس معطفه الجديد".
ويتحدث آخرون عن صعوبة اختيار الملابس بسبب الطقس ويتذمرون من ارتفاع الحرارة، التي جعلت من حياتهم اليومية أكثر مشقة.
وبالنسبة لحمدي حشاد، المهندس الخبير في المناخ، فان هذا الوضع مرده "تأثير التغيرات المناخية" موضحا انه بشكل عام فقد "زادت المعدلات بأكثر من 5 درجات مقارنة بالمعدلات الموسمية المعتادة".
وافاد حشاد في تصريح ل(وات) "نعيش اضطرابا في الفصول مع تمدد فترة الصيف. وسنتحول مباشرة الى فصل الشتاء دون المرور بفصل الخريف".
وينعكس اضطراب الفصول، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، على صحة الانسان وعلى الاقتصاد ككل.
ويوضح حشاد، الناشط، أيضا في مجال البيئة، أن "تواصل ارتفاع درجات الحرارة ومستويات الرطوبة يساعد على انتشار عديد الأمراض.
ومن شان تاخر نزول الامطار ان يدفع بالفلاحين الى مزيد ضخ المياه لري مزروعاتهم مما يتسبب في تضاعف استهلاك الطاقة.
كما من شأن ذلك الاخلال بالساعة البيولوجية لعدد من المزروعات والمغروسات على غرار التفاح والارض شوكي والقوارص".
وتابع محللا "هناك امكانية كبيرة لان يكون لنا محصول من القوارص خلال شهر جويلية كما نواجه خطر ضياع المحصول من التفاح في حالة تواصل ارتفاع درجات الحرارة لان شجرة التفاح ستتفاعل مع هذه الحرارة وستزهر بشكل مبكر".
ولا يتقاسم رئيس قسم التوقعات الجوية بالمعهد الوطني للرصد الجوي، محرز الغنوشي، هذا الراي، الذي أوضح انه ما بين سنتي 1950 و2018 سجلت تونس معدل حرارة في حدود 26 درجة خلال شهر اكتوبر مقابل معدل يتراوح ما بين 24 و30 درجة في اكتوبر 2019 وذلك في مناطق الشمال باستثناء تالة (21،1 درجة). واعتبر الغنوشي ان ارتفاع معدل الحرارة لشهر اكتوبر يتراوح ما بين 1 الى 2 درجة. واشار الى ان "درجات الحرارة المسجلة لهذا الشهر تعكس وضعية مناخية عادية تعود اساسا الى تمركز كتل هوائية ساخنة نسبيا". "من المؤكد ان هناك سنوات سجلت خلالها تونس درجات حرارة مرتفعة في شهر اكتوبر خاصة في مناطق مثل تطاوين في 2003 (42 درجة) والبرمة في 2010 (41 درجة) لكن خلال اكتوبر 2019 نحن بعيدون عن المستويات القصوى، التي تتراوح ما بين 37 و42 درجة".
واعلن المسؤول بالمعهد ان درجات الحرارة تشهد تراجعا ابتداء من الغد، الخميس 24 أكتوبر 2019، لتصل الى 18 درجة بالشمال وما بين 27 و29 درجة في بقية المناطق. على المستوى العالمي يواصل الخبراء بالتحذير من انعكاسات الاحتباس الحراري.
ويعتبر ارتفاع درجات الحرارة من النتائج الاولى المتوقعة من انبعاثات الغازات الدفيئة.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 191485