الغنوشي و حفتر في الإليزي بدعوة من السلطات الفرنسية في ذات اليوم : مصادفة أم مشروع وساطة لحلحلة الأزمة الليبية ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5cdb36bf82ff39.70507095_koqlmhjpnfegi.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - طارق عمراني - تداولت وسائل الإعلام التونسية اليوم الثلاثاء 14 ماي 2019 خبر زيارة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إبتداء من اليوم وصفت بالمهمة تدوم حوالي أسبوع على رأس وفد كبير من الحركة و ذلك تلبية لدعوة من السلطات الفرنسية حيث سيلتقي مسؤولين سامين في الدولة الفرنسية كما أكدت بعض المصادر أن الوضع الإقليمي سيكون محل التباحث و النقاش بين رئيس حركة النهضة و الطرف الفرنسي .

وفي ذات السياق نشر موقع تلفزيون 218 الليبي و القريب من برلمان طبرق مقالا أشار فيه إلى أن المشير خليفة حفتر سيقوم بزيارة إلى باريس يوم غد الأربعاء 15 ماي 2019 بطلب من الحكومة الفرنسية لمقابلة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون و هو ما اكدته الرئاسة الفرنسية في بلاغ لها الأحد الماضي لبحث التطورات الأمنية و العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس حيث أشارت وكالات الأنباء العالمية عن تقديم فرنسا لمقترح لوقف إطلاق النار في العاصمة الليبية بعد زيارة فايز السراج رئيس حكومة للعاصمة الفرنسية الأسبوع الماضي .





اقرأ أيضا: لودريان: ماكرون يريد الاجتماع بحفتر لحثه على وقف إطلاق النار بطرابلس

تزامن الزيارتين : مصادفة أم وساطة ؟
من الواضح أن زيارة كل من راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة من جهة و زيارة المشير خليفة حفتر من جهة لباريس لا يمكن أن تكون محض صدفة نظرا للتزامن الدقيق في الزيارتين و بدعوة رسمية من السلطات الفرنسية و هو ما يرجح فرضية الوساطة في علاقة بالأزمة الليبية و لسائل أن يسأل ما دخل راشد الغنوشي في الأزمة الليبية لتكون الإجابة بديهية بأن لرئيس حركة النهضة دفتر عناوين مهم في علاقة بحكومة الوفاق الليبية التي تشارك فيها عديد الفصائل الإسلامية ،كما بات من المؤكد الدور الإقليمي الوازن لشيخ حركة النهضة حيث تحدثت تقارير إعلامية سابقة عن مشاريع وساطات قام بها الغنوشي بين المغرب و الجزائر و محاولات لتبني مشاورات بين الفرقاء الليبين في أكثر من مناسبة ،و من جهة أخرى فإن باريس تسعى إلى التملص من دعمها لأمير الحرب خليفة حفتر بعد موقف الإتحاد الأوروبي الداعي إلى الحل السلمي للأزمة الليبية، فقصر الإيليزي قد راهن في بداية الأزمة على سرعة الحسم العسكري لميليشيات حفتر حيث تحدثت عديد التقارير الإخبارية الفرنسية و العالمية على دعم لوجيستي من باريس و تواجد عديد العناصر الإستخباراتية الفرنسية في منطقة غريان الليبية لتقديم المشورة للضباط المحسوبين على حكومة طبرق حيث أشار راديو فرنسا الدولي RFI في تقرير له الشهر الماضي و انه بحسب مصادر في الرئاسة التونسية فإن العناصر المسلحة الفرنسية و التي تم حجز أسلحتها في معبر راس جدير الحدودي من قبل حرس الحدود التونسي هي عناصر تابعة للمخابرات الفرنسية و الإشارة إلى ان جزيرة جربة قد تحولت لحديقة سرية للمخابرات الدولية قبل أن يتراجع الراديو الفرنسي و ينفي هذه الرواية مرجحا نظرية المؤامرة من قبل وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي المقرب من الإدارة الأمريكية حسب تعبيره .

حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا عبرت في أكثر من بيان رسمي عن إمتعاضها و رفضها للتدخل الفرنسي في الشأن الليبي الداخلي و دعم الميليشيا الشرقية ،كما هددت بسحب عقد عملاق النفط الفرنسي "طوطال " إذا ماتواصل هذا الدعم ،إيطاليا هي الأخرى أعربت عن قلقها من التحركات الفرنسية المريبة في ليبيا.

كل هذه المعطيات و التي تأكدت عبر لقاء السراج بماكرون الاسبوع الماضي في باريس و مقترح التسوية السلمية بين الفصائل الليبية بمبادرة فرنسية و التغير الشاقولي في الموقف الفرنسي الذي وقف على إستحالة الحسم العسكري في ليبيا و الخوف من سحب البساط من تحت باريس التي طالما سعت إلى لعب دور أقليمي في ليبيا خاصة مع دخول موسكو و واشنطن و روما على الخط يمكن أن تؤكد فرضية الوساطة الذي يمكن أن يكون رئيس حركة النهضة طرفا فيها و من المؤكد أن الأيام القليلة القادمة ستميط عنها اللثام.


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 182339

Slimene  (France)  |Mercredi 15 Mai 2019 à 18:29           
@mandhouj.فرنسا ليست ضد حفتر وتعاونه نسبيا لأنه الوحيد في ليبيا الذي يحارب الإرهابيين الإسلاميين كداعش وغيرهم.وأوروبا وأمريكا وحتى روسيا لهم نفس الموقف

Mandhouj  (France)  |Mercredi 15 Mai 2019 à 15:40           
هل الوساطة بين الأطراف الليبية فقط أم بين أيضا أطراف دولية ؟ و ربما سنرى وفد النهضة بقيادة رئيس الحركة سيسافر لروما و لأنقرة .. خاصة أن العلاقات الفرنسية مع إيطاليا و تركيا ليست سخونة برشا ؟ و إذا فعلا فرنسا تريد التخلي عن حفتر ، فقد تحتاج لتقارب أكثر من القيادة الايطالية و التركية ؟ و هل فعلا راشد الغنوشي سيلعب دورا في هذا الشأن ؟ لا أدري ؟


ربما الأمر لا يخص الأزمة الليبية .. و يخص مستقبل الأوضاع في تونس .. خاصة أن ولاية ممثل المسؤول الكبير في تونس أوشكت على النهاية ، و المشاهد السياسي ، يدفع لكل القراءات .. و حزب الدار الكبيرة ، أصبح 6 احزاب أو أكثر .. و ليس هناك أي شيء يضمن للشاهد تحقيق نسبة نيابية تفوت الثلاثين نائب .. كذلك نداء حافظ ربما لا يفوت العشر نواب . فتخيل المشاهد النيابي القادم !!!! خاصة أن كتلة الكرامة أو تحالف الكرامة ، قد يحدث مفاجأة و يتقدم على الشاهد و على حزب
الطُفل حافظ .. و تكون الأحزاب الأخرى بي 3 ، 4 نواب !!! و في كل ذلك تجد النهضة نفسها بي 70 أو 80 نائب . كل هذا يهم السائس الفرنسي ، و غيره من الدول التي لها مصالح تاريخية في تونس و تريد أن تحافظ عليها و تنميها ، بما يكون في صالح كلا الدولتين .. تونس دولة مستقلة نعم ، لكن بعد الثورة المجيدة أصبحت دولة حرة ، رغم المديونية الخارجية الفاحشة. و تونس أيضا لها مصالح تاريخية و مصيرية في فرنسا .. فربما تكون الزيارة لموضوع مستقبل العلاقات الثنائية .. و
ربما هناك وفود حزبية أخرى ستزور فرنسا مستقبلا ، الصيف طويل ، و الإنتخابات قريبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


في المسألة الليبية مع الأسف فرنسا تلعب على حبلين ، وهي خاصية للدبلوماسية الفرنسية منذ عهود .. سركوزي مع القذافي ، لننظر كيف كان هولند يهز و يخبط مع سوريا ، شيراك ، متيرون، جيسكار أيضا في عهدهم هناك سقطات من هذا النوع، في عديد دول إفريقية .. الأمثلة كثيرة . ثم في القضية الليبية فرنسا تؤيد الحل السياسي رسميا ، لكنها تدعم الذي هو ضد الحل السياسي . لماذا ؟ الأجوبة متعددة ، منها في صورة ما إذا يربح حفتر المعركة على الأرض ، لا تقعد فرنسا في التسلل
. و هذا اللعب على حبلين نلاحضه بسهولة في هذه الفترة منذ الثورة التونسية ، و دخول ما يسمى عهد الربيع العربي . بعد القضاء على القذافي ، المصالح التاريخية للدول لم تكن خارطتها واضحة في ليبيا ، لذلك الكثير من القوى الكبرى ، حبذت إستمرار الفتنة الداخلية ، بل و غذتها، لوقت حتى يصبح المشهد أكثر وضوح .. و فرنسا لها قوة إعلامية و دبلوماسية تسوق بها هذا اللعب على الحبلين، و لا يغيضها الأمر، المهم الربح . أيام جسكار و الذين قبله و متيرون و شيراك بعده،
كانت هناك دكتاتوريات طويلة العمر في إفريقيا، بمعنى هناك إستقرار. اللعب على الحبلين لا يلاحظ لمن لا يتابع كثيرا الشأن الدولي. و هذا ليس لفرنسا فقط . في الجزائر بعد الإنقلاب على الصندوق ، و تأزمت الأوضاع ، و لم تعد واضحة ، فرنسا استدعت ممثلين عن الجبهة الاسلامية (عباس مدني )، في المهجر، لتناقش و تتباحث حول مصالحها مع تلك القيادات .. لكن في الأخير الارهاب دخل على الخط، و القصة معروفة للجميع .

العالم العربي يمر بتحولات ، ستفرض على عديد القوى الاقليمية و الدولية ، التفاوض من جديد حول مصالحها .. ما يحدث في السودان ، بلد ثورة السلمية ، التي هي على أبواب الإنتصار ، و الانتقال لحكم مدني .. ما يحدث في الجزائر اليوم، و بكل سلمية ، و دون عداء لمؤسسات الدولة الحاملة للسلاح .. كل هذه ستكون تحولات تستدعي عديد مراجعات لعديد اتفاقيات ، ولو المراجعة لا تكون عميقة .كما حدث في تونس أخيرا لإتفاقية الملح .

الكلام يطول

و كلمة خاصة لشعب السودان .

تحية لشعب السودان . سلمية سلمية حتى إسقاط نظام الحرامية .. #مدن_السودان_تنتفض ، يسقط بس، تسقط بس ، تسقط تاني ، تسقط تالت ، لم تسقط بعد ، الحكومة المدنية الانتقالية ، المدنية خيار الشعب ، السودان التصعيد الثوري ، #إعتصام_القيادة . كل هذه هاشتاقات ثورة السودان .

حرية سلام عدالة ، الثورة خيار الشعب ؛ تحية ليك يا شعب .

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 15 Mai 2019 à 11:45           
اولا حسب قناوات اعلامية ليبية حكومة السراج الغت عقد طوطال في ليبيا.
هل لذلك تحرك مكرون بعد ان فهم خطر تحالفه مع حفتر ؟
وفشله عسكريا واقتصاديا والخطر الكبير هو جعل كل البلدان الفرنكوفونية في شمال افريقيا في خطر وعدم الاستقرار الذي سيؤثر مباشرتا على فرنسا.
لذلك ولهذه الاسباب يستنجد الآن مكرون بالغنوشي بعد ان تجاهلته فرنسا وتجاهلت حركة النهضة وكمقابل للغنوشي استدعائه مع وفد من النهضة لزيارة باريس لمدة اسبوع للتشاور والعمل.
والله اعلم


babnet
*.*.*
1
All Radio in One