''الشرمولة والحوت المالح''... عادة غذائية تتميز بها جهة صفاقس في عيد الفطر ... لا يفهم سر طعمها المتالف من الحلو والمالح غير اهالي الجهة

باب نات -
(وات/ تحرير هادية بوصرصار) - لئن اشتركت اغلب العائلات التونسية بمختلف ولايات الجمهورية في عديد العادات والتقاليد خلال اخر ايام شهر رمضان المعظم استعدادا لعيد الفطر على غرار ترتيب البيت واقتناء الملابس والالعاب للاطفال واعداد اطباق الحلويات او اقتناءها من المحلات المعدة لذلك ... فان "الشرمولة والحوت المالح" تظل عادة غذائية تتميز بها جهة صفاقس عن سائر ولايات الجمهورية في اول ايام عيد الفطر ... حتى انها اصبحت تصنف ضمن الموروث الثقافي الغذائي لجهة صفاقس... هذه الوجبة التي يجمع مذاقها بين "الحلاوة والملوحة" هي عادة غذائية ضاربة في عمق العائلات الصفاقسية منذ عهود خلت ولا يفهم سر طعمها غير اهالي منطقة صفاقس وسيما اسلافها.
"لا يحلو لي طعم عيد الفطر دون الشرمولة والحوت المالح", "رغم اني اعاني من ظغط الدم لا امانع من اعداد طبق الشرمولة والحوت المالح واتذوق حتى القليل منه ... انها عادة الجدود الحميدة" "لا استطيع الاستغناء عن الشرمولة والحوت المالح مهما كانت التكاليف" "لا أجيد اعداد الشرمولة ولكني اقتني علبة من المغازات العامة او أتذوقها من عند والدتي او حماتي" "صحيح هناك ارتفاع في أسعار الأسماك مع اقتراب عيد الفطر ولكن الحوت المالح مع الشرمولة لا غنى عنهما في عيد الفطر " ... هكذا أعرب معظم من التقت بهم مراسلة "وات" داخل أسواق مدينة صفاقس بمختلف أعمارهم وأجناسهم قبل أيام من حلول عيد الفطر, عن مدى تعلقهم لهذه العادة الغذائية.
"لا يحلو لي طعم عيد الفطر دون الشرمولة والحوت المالح", "رغم اني اعاني من ظغط الدم لا امانع من اعداد طبق الشرمولة والحوت المالح واتذوق حتى القليل منه ... انها عادة الجدود الحميدة" "لا استطيع الاستغناء عن الشرمولة والحوت المالح مهما كانت التكاليف" "لا أجيد اعداد الشرمولة ولكني اقتني علبة من المغازات العامة او أتذوقها من عند والدتي او حماتي" "صحيح هناك ارتفاع في أسعار الأسماك مع اقتراب عيد الفطر ولكن الحوت المالح مع الشرمولة لا غنى عنهما في عيد الفطر " ... هكذا أعرب معظم من التقت بهم مراسلة "وات" داخل أسواق مدينة صفاقس بمختلف أعمارهم وأجناسهم قبل أيام من حلول عيد الفطر, عن مدى تعلقهم لهذه العادة الغذائية.
منذ العشرية الاخيرة من كل شهر رمضان, تبدو الحركية داخل سوق الاسماك البلدي بصفاقس على قدم وساق لبيع الاسماك المملحة بالمزايدة العلنية او ما يعرف ب"الدلالة"... هذا ولئن تشهد عملية بيع الاسماك المملحة اقبالا من عديد المستهلكين غير ان معظم اهالي صفاقس سيما منهم القاطنين في "الغابات" او ما يعرف ب"الغوباجية" قد دابوا منذ القدم على شراء هذه الأسماك طازجة منذ الأيام الأولى من شهر رمضان بل حتى قبل شهر رمضان ليقع تشريحها وتمليحها ويقع تعليقها باحدى اركان البيت في الشتاء او في الثلاجة في الصيف مع تفقدها يوما بعد يوم "وذلك تفاديا للترفيع في ثمن الأسماك المملحة لاسيما في ظل مزايدة وغش بعض التجار الذين لعرضون اسماك مجمدة فاسدة" وفق ما افاد به عدد من المستجوبين مراسلة /وات/.
وعادة ما يقتني اهالي صفاقس الاسماك الرفيعة وكبيرة الحجم لتمليحها مثل "المناني" و"البوري" و"الغزال" و"الكرشو" و"القراض" والحناش" و"الشلبوط" و"الفار" و"التن" فضلا عن "الباكلاو" الذي يقع استيراده بكميات وافرة من "النورفاج" قبل العيد لتعديل السوق. ليتم تناولها يوم عيد الفطر مع طبق الشرمولة المميز بمذاقه الحلو بسبب كثرة الزبيب المستعمل أثناء الطهي.
واذا كانت تحدوك رغبة في معرفة كيفية إعداد الشرمولة الصفاقسية ... فما عليك إلا أن تمر قبل أيام قليلة من حلول عيد الفطر بديار اهالي صفاقس لتشاهد كيف تنقي النسوة كمية من "الزبيب" العنب الجاف ثم يقع رحيه مرتين ليستخرج منه مربى أو عصير يضاف إلى كمية كبيرة من البصل المقلي في زيت الزيتون وغيرها من البهارات مثل" شوش الورد" و"القرفة" و"الكبابة" أو ما يعرف لدى الصفاقسية ب"رأس الحانوت" ... وترك الخليط كله في قدر يطهى على نار هادئة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام حتى يصبح لونه عسلي داكن او باهت, بحسب نوعية الزبيب الذي وقع اقتناؤه, لتعبق منه رائحة فواحة تعج بها انهج وأحياء مدينة صفاقس " تلك هي نكهة عيد الفطر في صفاقس!!!" وتسهر النساء خلال ليلة العيد داخل العائلات على وضع ما تيسر لها اقتناؤه من اسماك مملحة في إناء كبير من الماء بعد أن يتم تنظيفها وإزالة ما علق بها من الملح لتطبخ صبيحة يوم العيد في الماء الساخن.
وبعد صلاة العيد يلتف أفراد العائلة الصفاقسية حول المائدة لتناول أكلتهم الشهيرة "الشرمولة والحوت المالح" التي تتم عبر غمس رغائف الخبز في الشرمولة مع أكل رقائق من السمك المملح وشرب الماء إضافة إلى المشروبات الغازية أو عصير الغلال.
"الشرمولة والحوت المالح". .
هذه الوجبة التي يتألف مذاقها من الطعم الحلو والمالح سويا وان يبدو للبعض ( من غير متساكني صفاقس) غريبا إلا أن هذه الغرابة يراها أهالي عاصمة الجنوب "منطقية" حيث "إن رائحة الشرمولة والسمك المالح يفتحان الشهية مما يجعل المستهلك يقبل على شرب الماء وهذا مفيد للصحة حيث تنظف المعدة بعد صيام شهر كامل... و شيئا فشيئا تعود المعدة لنشاطها العادي عند تناول المأكولات العادية الأخرى" وفق ما افاد به عدد من المستجوبين في تصريحات متطابقة.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 163417