لا تبدو سنة 2018 أفضل من سابقاتها (الاقتصادي الهادي سريّب)

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/hedi_sraieb.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - "يصعب إعداد حصيلة سنة ونصف من عمل حكومة يوسف الشاهد. وستكون هذه الحصيلة بلا طعم لصعوبة التفريق بين ما فرض على الحكومة وما قامت به فعلا"، التصريح يعود إلى الهادي سريب، دكتوراه دولة في الاقتصاد التنموي.

وتابع سريب في حديث أدلى به إلى (وات) "يرزح العمل الحكومي تحت ضغوط الظرف الاقتصادي والاجتماعي الصعب، الحالي.

ويبدو هامش التحرك قد تقلص على غرار ما يعكسه مآل حملة مقاومة الفساد، التي أصابها الفتور بعد انطلاقة صاخبة.



ولا يبدو أنه بإمكان الحكومة، التي كانت وليدة توافق واسع، تقديم أفضل مما قدمته الحكومات، التي سبقتها طالما لا زالت قوى مختلف نافذة".
وشدد على "تشابه حكومة الشاهد مع سابقاتها، التي ينقصها كلها الشجاعة والرغبة. وأفضي تعقد تركيبة هذه الحكومة إلى تضارب المصالح وتحييدها. ويظهر خيار المنهج الليبرالي، التوافق الوحيد، الأكثر صلابة أمام كل المتغيرات. وكأننا أمام تواصل للنظام القديم في شكل متجدد.
فبعد إختفاء العائلة الحاكمة فتح المجال لبروز مجموعات ضغط تسعى إلى توجيه الإجراءات والقرارات الحكومية في الاتجاه، الذي يناسبها أكثر." "من يصدق أن تعدد الإستغلال تحت التسمية الأصلية بمراكز التسوق والمشاريع العقارية الكبرى هي في مصلحة البلاد وستحد من البطالة العالية ومن الفقر المستوطن وتعدل من النسقين المختلفين للتعليم والخدمات الصحية".


وفيما يتعلق بالمخطط الخماسي للتنمية (2016 / 2020)، الذي تمت المصادقة عليه في أفريل 2017، والذي من المفترض أن يشكل إطارا للعمل الحكومي خلال فترة معينة، لاحظ سريب أنه "إذا أخذنا وقتا كاف لملاحظة ما يجري حولنا سننتبه إلى أن جزء هاما من البلدان النامية اعتمدت الاستراتيجية ذاتها : تحيين إطار جديد للتشجيعات الموجهة للاستثمار (قانون الاستثمار وقانون الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص) ووضع مخطط على مدى 5 سنوات وتنظيم تظاهرة كبرى تجمع الممولين الدوليين والخواص والحصول على مجرد وعود دعم مع ترويج اعلامي هام. كل بلدان أفريقيا الغربية وأيضا مصر والاردن نسجت على المنوال ذاته. يبقى أن الوعود بالحصول على المليارات من التمويلات والاستثمارات لم تنفذ بعد. لا شيء مؤكد".


وبالنسبة لبوادر الإنتعاشة الإقتصادية، التي أشار إليها بعض المسؤولين، استنادا لتوقعات تشير الى تحقق نسبة نمو في حدود 2ر2 بالمائة خلال سنة 2017، بدا الاقتصادي الهادي سريب مرتابا من فكرة الإحتكام إلى الأرقام.
"ما الذي يمكن أن يتغير إذا حققنا نموا يناهز 1ر2 بالمائة أو حتى 9ر2 بالمائة في وقت يقدر فيه النشاط الاقتصادي الموازي نسبة 40 بالمائة من الإقتصاد الوطني".

واعتبر أن الخروج من هذه الأزمة لن يتم إلا عبر تحقيق معدلات نمو في حدود 5 بالمائة وأن ذلك "يعد مستحيلا في ظل النظام الإقتصادي المعتمد حاليا". ولوقف هذه "الديناميكية الكارثية" لابد من القطع مع نموذج التنمية الحالي.
ولايخفى على أحد أن السياسة المعتمدة ترتكز الى مبدأ الهروب إلى الأمام وتتمثل في الإقتراض من أجل تغطية الإخلالات وفي نفس الوقت التداين مجددا لدفع أقساط القروض". "إن العقبة الرئيسية أمام تحقيق الإنتعاشة الإقتصادية هي عزوف أصحاب رؤوس الأموال عن الإستثمار. وليس من قبيل المبالغة إذا اعتبرنا الإضراب عن الإستثمار سببا في هذا الركود. كما يتجلى ذلك في إنخفاض معدل الاستثمار بنحو 10 بالمائة في السنوات الأخيرة ليمر من 18 بالمائة إلى 9 بالمائة فقط".


بعيدا عن الأرقام والنسب، شهدت سنة 2017 العديد من التحركات الاجتماعية، وخاصة في حقول النفط بالجنوب، مما أدى إلى توقف الانتاج لعدة مرات. وقال سريب لقد "نفذ صبر سكان هذه الجهات. هناك الكثير من الوعود التي لم تنفذ". ويفسر، في بعض الأحيان، الطابع الفوضوي لهذه الإحتجاجات بغياب التأطير من قبل منظمات تمثلهم لكنه استبعد أي توظيف سياسي لهذه التحركات.

ويظن الهادي سريب أن "سنة 2018 لن تكون أفضل من السنوات السابقة. ولا تتوفر أي دلائل على أي تحسن يمكن أن يطرأ.
"تحتاج تونس إلى طموح جديد وتحالف سياسي أكثر حزما لمحاربة مختلف الآفات، التي تكبل البلاد. ولا شك في انه لابد من انتظار القيام بانتخابات 2019 على أمل أن تفرز أغلبية حاكمة أكثر تجانسا".


Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 153395

Machmoumelfol  (Tunisia)  |Dimanche 31 Decembre 2017 à 16:20 | Par           
انشا الله تكون السنة المقبلة... السنة التي نجد فيها حلولا فعالة لندرة المياه و نقص الاعلاف للفلاحة.... والسنة التي نتخلص فيها من التهريب بتعميم الاسواق الحرة مع الجزائر وليبيا....والسنة التي يقع فيها تعميم الالياف الضوئية في نقل الانترنات لاغلب المستهلكين....والسنة التي يتخلص فيها المستثمر التونسي من وزارة المالية ومن اتحاد الشغل....والسنة التي يتخلص فيها التونسي من الشركات العمومية الفاسدة والمفلسة.....والسنة التي تتمكن فيها شركات الفسفاط من مضاعفة انتاجها الى ثلاثة اضعاف بعد توفير المعدات الازمة.....والسنة التي تسترجع فيه ليبيا امنها وعافيتها وانتاجها ودعمها لاقتصادنا.....والسنة التي تشهد قيام دولة فيدرالية مع الشقيقة الجزائر ....والسنة التي يستقيل فيها السيد يوسف الشاهد بسبب ما الحقه بالدينار والاقتصاد التونسي.....والسنة التي يقرر فيها سي الباجي التنازل عن المسؤولية ويقع انتخاب احد القيادات الشابة.....والسنة التي تمر فيها تونس بنسبة٪ 50 الى الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة والسيارة الكهربائية.. وكهربة جميع خطوط السكة الحديدية.......

Potentialside  (Tunisia)  |Dimanche 31 Decembre 2017 à 14:52 | Par           
On n’a pas besoin de politiciens pour gerer le pays ,a part le poste d’affaires etrangeres .Les politiciens ne savent pas gerer ou faire de strategies ,ils savent seulement faire couler le pays .

Lechef  (Tunisia)  |Dimanche 31 Decembre 2017 à 14:51           
J'ai essayé de lire avec attention ce texte qui émane d'un docteur en finance, économie et toute partie connexe , malheureusement , si Sraieb présente comme tous ses autres collègues de la média et supposés experts en économie et finance ,
Présente un constat et une condition dévolution liée à la réalisation d'un taux de croissance de 5 %.
On parlait depuis 7 ans , après la révolution de ce taux de croissance et même du nombre d'emplois crée pour chaque 1 % de plus, mais,
Comment et comment et comment et comment ?
Même aussi si nous avons appris ce bagage et ce langage des économistes et les définitions de ces coefficients directeurs et aussi comment théoriquement on pourrait s'en sortir,
la question qui reste toujours posée : comment on pourrait s'en sortir sur le plan pratique ? pourquoi ces experts n'ont jamais proposé des solutions applicables à la réalité tunisienne ?
disons, pourquoi toutes leurs théories n'ont pas marché puisque les chiffres restent tous faibles, sachant que tous ceux qui ont pris en charge les ministères d'économie, de finance et de développement étaient tous des professeurs universitaires, des très grands théoriciens spécialistes en la matière et de plus expérimentés.
C'est une casse tête à la tunisienne , non ? sinon, je persiste à dire , pourquoi ça ne marche pas encore convenablement ?
N'y t-il pas de solutions efficaces ?
Ce n'est pas normal !!!!

Mandhouj  (France)  |Dimanche 31 Decembre 2017 à 13:12 | Par           
@SOS12: يا سيدي ماذا تريد !؟ نتمتی ان يسترجع الجميع العقل. تحياتي اليك و ربي يستر بلادنا.

SOS12  (Tunisia)  |Dimanche 31 Decembre 2017 à 12:42           
@Mandhouj

سبع سنوات والإتحاد يبتز في الحكومة وانتزع هيبتها
المنابر الإعلامية ج لها لليسار المتعصب والحااقد
مجتمع مدني يمارسا لضغوطات بلا هوادة
ولايات في إحتجاجات تنسق مع الإ إتحادات الجهوية
إعلام كارثي محرض وساخر ومتعالي
والحكومات تعمل تحت السهام
إذا تراجع الجميع فسيعود التونسي للعمل وتتحسن المؤشرات

Mandhouj  (France)  |Dimanche 31 Decembre 2017 à 11:15 | Par           
الاشكال في العقل التونسي انه قادر علی التشخيص لكنه لحد الان عاجز علی تفعيل الحلول الضروريۃ.. السياسيين كما الكثير من الاخصاءيين يرون الحلول عبر الاجنبي... تفعيل الامكانات الداخليۃ و الذاتيۃ ليست في حاضرۃ بالكامل في اجندۃ الحلول... لماذا؟ يمكن للتونسي ان يسال نفسه.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female