فسقية الاغالبة: عندما يتحول التاريخ إلى مزبلة

باب نات -
مياه راكدة خضراء بلون الطحالب ومئات من القوارير والاكياس البلاستيكية تطفو ببرك الاغالبة في مدينة القيروان دون اي تدخل لتنظيفها او تعهدها .. هذا الوضع دفع احد السياح الفرنسيين الذين زاروا مدينة القيروان في الفترة الاخيرة الى نشر تدوينة عبر صفحات التواصل الاجتماعي نعت فيها فسقية الاغالبة بـ "حاوية للفضلات".
فالحال الذي تبدو عليه برك الاغالبة اليوم لا يعكس اطلاقا مكانة مدينة القيروان ومعالمها المصنفة ضمن التراث العالمي منذ سنة 1988.
فالحال الذي تبدو عليه برك الاغالبة اليوم لا يعكس اطلاقا مكانة مدينة القيروان ومعالمها المصنفة ضمن التراث العالمي منذ سنة 1988.
فبعد ان صمدت قرونا امام عوامل الاندثار صارت هذه البرك اليوم ملوثة تشكو الاهمال وغياب الصيانة مما افقدها بريقها يوما بعد يوم.
وأكد العديد من أبناء القيروان ان الفسقية كانت قبلة للتونسيين والسياح ومتنفسا ليليا خلال فصل الصيف الحار وفضاء مفتوحا يحلو فيه السهر للعائلات القيروانية التي لا تسمح ظروفها بارتياد الشواطئ ولكن شيئا فشيئا اندثر ذلك التقليد الجميل وتحولت الفسقية الى مجرد ذكرى شاحبة، هجرها اهلها بعد ان فقدت اطلالتها الجذابة هذا الحال دفع بعدد من افراد المجتمع المدني هم "مجموعة احباء الفسقية" الى اطلاق صيحة فزع تجلت من خلال تنفيذ وقفة سلمية اسبوعية داخل فضاء فسقية الاغالبة تواترت كل يوم اثنين منذ اكثر من عام وتواصلت الى حد هذا الاسبوع لمطالبة كافة المتدخلين (المجلس الجهوي، المعهد الوطني للتراث... ) بالتدخل العاجل لانقاذ هذا المعلم التاريخي وبرك الاغالبة هي احد اشهر المؤسسات المائية في العهد الاسلامي وشاهدة على عبقرية مهندسي المياه في ذلك العصر في حل اشكال نقص المياه بتشييد برك الاغالبة التي اسسها ابراهيم احمد بن الاغلب سنة 248 للهجرة الموافق ل 562 ميلادي وقيل انه انفق فيها 300 الف دينار من بيت مال المسلمين لتكون من اعظم المعالم في الحضارة الاسلامية.

وقد قاوم هذا المعلم المائي كل عوامل الاندثار عبر قرون عديدة، ليبقى شاهدا على براعة الاغالبة في فن العمارة، وحنكتهم، وحسن استغلالهم للموارد المائّية في منطقة كثيرا ما عرفت بقلة هطول الأمطار وتمتد فسقية الاغالبة على مساحة 12 هكتارا وتتكون من حوض صغير لتصفية المياه وحوض تخزين كبير وصهريجين لاستعمال المياه ، وقد نفّذت على مدى السنوات عمليات ترميم للمحافظة على هذا المعلم.
وافاد المعتمد الاول ورئيس النيابة الخصوصية لبلدية القيروان بسام الشريقي في تصريح لـ(وات) ان "فسقية الاغالبة مفخرة من مفاخر مدينة القيروان"، مضيفا ان جهر ماء الفسقية في حد ذاته هو من اختصاص المعهد الوطني للمحافظة على التراث باعتبار انها من المعالم الاثرية اما بالنسبة إلى محيطها فهو من اختصاص البلدية.
واكد انه يوجد حاليا مشروع ضخم لتثمين الفسقية يتم العمل حاليا على دراسته مشيرا الى اهمية توفر الاعتمادات الضرورية من اجل انطلاق في انجاز هذا المشروع، قائلا انه "في انتظار تحقق هذا الحلم سيتم العمل على تعهد هذا الفضاء بالتنظيف" يارا
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 149522