الصادق بن مهني الفائز بجائزة الصادق مازيغ في الترجمة ''درست في جامعة شهيرة هي سجن برج الرومي''

باب نات -
"درست في جامعة شهيرة هي سجن برج الرومي"، هكذا تحدث الصادق بن مهني صاحب ترجمة كتاب الحبيب بولعراس "تاريخ تونس : أهم التواريخ والأحداث من عصور ما قبل التاريخ حتى الثورة" الصادر سنة 2015، عن دار سيراس للنشر، والفائز بجائزة الصادق مازيغ في الترجمة لمعرض تونس الدولي للكتاب في دورته الـ33 وذلك في لقاء حواري جمع يوم السبت عددا من الحائزين على جوائز الإبداع الأدبي والفكري لهذه الدورة.

الصادق بن مهني على أقصى اليمين في الصورة

الصادق بن مهني على أقصى اليمين في الصورة
وأضاف بن مهني السجين السياسي السابق، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن انتماءه إلى جيل يحلم بتغيير الواقع انطلاقا من الثقافة جعله يعمل على متابعة ظروف السجون والسجناء من خلال انخراطه في المجتمع المدني، وأنه توصل من خلال تجربته إلى فكرة وجوب تجميع كتب ترفيهية وتثقيفية وتوعوية وتوجيهها إلى بعض السجون التونسية، كمحاولة للتصدي لظاهرة الاستقطاب الموجودة هناك.
وأوضح الصادق بن مهنّي الذي تحصل على الجائزة مناصفة مع أميرة غنّيم عن ترجمتها "الأعمال اللّغوية: بحث في فلسفة اللّغة"، لجون سورل، أنه تمكن بالتعاون مع المكتب التونسي للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، من تجميع حوالي 17000 كتاب في شتى الاختصاصات (رواية، طب، علم اجتماع وغيرها) تم إلى حد الآن، نقل زهاء 16000 كتاب منها إلى مختلف السجون التونسية لتأثيث مكتباتها. وقال إن النزلاء رحبوا بهذه البادرة التي تحثهم على القراءة وتساهم في تنوير عقلوهم.
ومن جهته، ذكر بكار غريب الفائز بجائزة الطاهر الحداد في الدراسات الإنسانية والأدبية، عن مؤلفه "التفكير في الانتقال رفقة غرامشي، تونس (2011 - 2014 تونس"، الديوان، 2017، وهي جائزة تحصل عليها مناصفة مع عياض بن عاشور عن مؤلفه "ثورة في بلد إسلاميّ" أنه لجأ إلى غرامشي بعد 80 سنة من وفاته لأن هذا المفكر عاش أزمة الهيمنة وواكب فترة الانتقال والثورة السلمية مما جعله قادرا على تقديم تحاليل تتماشى مع الواقع التونسي، بحسب تقديره.
أما صاحب رواية "مكينة السعادة" والمتحصل على جائزة البشير خرّيف للإبداع الأدبي في الرّواية، كمال الزغباني، فقد بين أن كتابته لهذه الرواية التي يهديها لكل المظلومين والمقموعين في تونس، امتدت على فترة 11 سنة (من 2004 إلى 2015) بصفة متقطعة، بسبب الأحداث التي مرت بها البلاد.
واعتبر أن الحركة الاحتجاجية التي قام بها صباح الجمعة، أمام رئيس الحكومة، يوسف الشاهد أثناء حفل توزيع الجوائز في اليوم الافتتاحي للدورة 33 لمعرض تونس الكتاب، والمتمثلة في صعوده لتسلم الجائزة مرتديا قميصا يحمل شعار "مانيش مسامح"، ترمز إلى رفضه لكل مصالحة غير مبنيّة على الشّفافية والعدل، والإقرار بالمسؤولية والجرم.
وأضاف في تصريح لـ(وات) أنه أراد، من خلال هذه الحركة، أن يلفت انتباه المسؤولين في الحكومة التونسية إلى ضرورة تفكيك آليات الجريمة ومنظومات الفساد بأنواعها، مشيرا إلى الاغتيالات السياسية التي طالت كلا من شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وحضر هذا اللقاء أيضا الشاعر رضا العبيدي، الحاصل على جائزة أولاد أحمد للإبداع الأدبي.
وقال هذا الشاعر المقيم بفرنسا، إن ديوانه يعكس حنين المغترب لموطنه الأصلي ولذكريات طفولته ولأمه التي ترعرع بين أحضانها.
أما محمد فطومي، المتخصص في الهندسة الآلية، والفائز بجائزة علي الدّوعاجي للإبداع الأدبيّ في الأقصوصة، عن مجموعته القصصية "جلّ ما تحتاجه زهرة قمريّة"، فقد تحدث في هذا اللقاء الحواري عن أسلوبه في الكتابة، قائلا إنه يستدعي النمط المسرحي في القصة ولا يعتمد على الأسلوب الإنشائي.
وأبرز أن العلاقة بين الهندسة والكتابة تكمن في اعتماد كل من هذين المجالين على التحليل والبناء.
أمد/ريم
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 140432