السياحة الداخلية: التونسي يشكو من ارتفاع الأسعار ومن عقلية أصحاب الفنادق

<img src=http://www.babnet.net/images/1/cartha75.jpg width=100 align=left border=0>


سجلت حصة السياحة الداخلية من النشاط السياحي خلال عام 2007 تراجعا ضئيلا مقارنة بعام 2006 لتبلغ 7.5% ... وذلك رغم زيادة عدد الوافدين التونسيين على الوحدات السياحية وزيادة عدد الليالي للمقيمين ومجموع الليالي المقضاة.
تراجع ضئيل هل يكون نقطة الانطلاق الى الوراء بتراجع التونسي عن خدمات السياحة في الداخل؟
كم ستكون حصة السياحة الداخلية من نشاط هذا العام؟.. سؤال بحثنا عن اجابة له من خلال استفسارنا للمواطن أمس عن أجندا اصطيافه ووجهته هذه الصائفة... فتبين لنا ان ارتفاع الأسعار وزيادة حجم المصاريف هذا العام كان سببا ليغيّر البعض عاداته بتخليه عن التصييف او بتغيير وجهته نحو نقاط اصطياف بديلة...

كما تبينا ان التونسي، وفقا لتصريحات من حدثونا، لم ينخرط بعد في برنامج السياحة الداخلية لسبب يرونه منطقيا وهو صلابة العقلية التي ترى في السائح التونسي بديلا لغياب السائح الأجنبي... و»التونسي غير مرغوب فيه في مواسم الذروة»!



الظروف لا تسمح ولم نحدد بعد الوجهة والاصطياف تتحكم فيه الامكانيات... عبارات تكررت على أفواه أغلب من حدثونا مشيرين الى ان غلاء الأسعار هذا العام وزيادة حجم المصاريف قد لا يترك مجالا لممارسة عادة الاصطياف.
ولئن أعلن البعض تخليه عن «الخلاعة» هذا الصيف شكر البعض الآخر الاتفاقيات الموقعة بين مؤسساتهم المشغلة وبعض الفنادق التي تضمن لهم «التصييف» مع تسهيلات في الدفع... متحدثين عن وجهاتهم المختلفة والتي تركزت أساسا على الوجهات السياحية التقليدية وخاصة الحمامات.

* ارتفاع الأسعار
«الاصطياف حكر على صاحب الجيب الثقيل» قال السيد الهمامي ذلك بملامح جادة وهو يسحب حذاء من العارضة البلورية ليقدمها لأحد حريفاته.
ويضيف بنصف ابتسامة ساخرة «لم أحدد أية وجهة لأن جيبي لا يسمح لي ببرمجة ذلك... ألم أقل لك إن الاصطياف منتوج فاخر لا يستهلكه الجميع؟!!».
ومثله يقول رضا الطرابلسي «تخليت عن الاصطياف منذ 5 أعوام تقريبا لظروف مادية ولتغير مفهوم الاصطياف و»التفرهيد» لدينا فأصبحنا نصرف الكثير باسم المتعة.
وهنا تدخّل رفيقه لطفي الباجي متحدثا باندفاع عن ذكريات الماضي «في السبعينات كنّّا نتوجه الى شاطئ السيدة كسكار (محطة تونس البحرية) فنسبح ونستمتع دون ان تكلفنا متعتنا الكثير وكان شاطئ حلق الوادي حينها «فال» بالنسبة للجميع... واليوم كثرت الشواطئ وضاقت صدور المصطافين بسبب مفهوم المصروف الجديد».
بدوره ذكر رضا أن «هوّّن» أصبحت كلمة العبور نحو المتعة بالنسبة للجميع... حاتم قصير، موظف بإحدى الادارات الحكومية، أكد ان الاتفاقيات الموقعة بين ادارته المشغلة وبعض النزل ضمنت له تحديد وجهة اصطيافه خلال الفترة القادمة... قائلا «حين تجد تسهيلات في الدفع لا شيء يمنعك من «التفرهيد»...
ويضيف متحدثا عن اختيار التوجه نحو الوحدات الفندقية صيفا «النزل وجهة العزّاب أكثر من العائلات لأن العائلات تحب «الحوسة»... ويشير محدثنا الى ان الفنادق أصبحت لا تميّز بين حرفائها فتعامل التونسي ضيفا مبجلا تماما مثل الأجنبي.

* تمييز
اللغة الأجنبية تصبح خلال موسم الذروة جواز العبور نحو بوابات بعض الفنادق بالنسبة لسهير الفحل... إذ تعرضت هي وعائلتها في الصيف الماضي الى الرفض وعدم القبول على أبواب فندق 5 نجوم بالحمامات الجنوبية تنفيذا لأمر أصدرته مديرة الفندق يتم وفقا له عدم قبول أي متحدث باللغة العربية.
تقول سهير «يتحدثون عن السياحة الداخلية ووضع امتيازات للسائح التونسي والواقع ان هذا الأخير يطرد خلال موسم الذروة من بعض الفنادق».
وعن وجهتها خلال هذه الصائفة ذكرت أنها ستعود الى الحمامات وهذه المرة مستندة الى «أكتاف صحيحة» تخوّل لهم الاستمتاع دون اقصاء...
وترى سنية بن رجب ان بعض الفنادق تتعمّد التمييز بين الحرفاء التونسيين... فالحريف الكادر صاحب المركز الهام في الوزارات يعامل بطريقة مختلفة عن السائح التونسي العادي... «عقلية» ويضيف حاتم مبتسما «الحريف التونسي تحسب له وظيفته وقدرته المالية على أبواب الوحدات الفندقية... فيحصل على غرفة مطلة على منظر جميل وفقا لمركزه وخطته الوظيفية»...
هؤلاء أكدوا أنهم على علم بمختلف التسهيلات التي ضمنها برنامج السياحة الداخلية من خلال الحجز المسبق وغيره... ولكن نسبة قليلة فقط انخرطت فيه والبقية اختاروا إما الحجز الفردي او التصييف بعيدا عن مأزق المصاريف على أبواب الفنادق...

أسماء



Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 13647


babnet
*.*.*
All Radio in One