
غوتيريش يتحدث عن "مستويات مروعة من القتل والدمار" في غزة، ومجلس أوروبا "تطهير عرقي وإبادة جماعية" Bookmark article

قُتل أكثر من 71 فلسطينيا وأُصيب العشرات في قطاع غزة، جراء غارات إسرائيلية يوم الجمعة، فيما وصف الأمين العام للأمم المتحدة، الهجوم الإسرائيلي بأنه بلغ "مستويات مروعة من القتل والدمار."
وأكد محمد المغير، مسؤول جهاز الدفاع المدني في غزة، مقتل 71 شخصاً على الأقل، يوم الجمعة.
وقال المغير لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه تم الإبلاغ عن "عشرات الإصابات، وعدد كبير من المفقودين تحت الأنقاض نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية"، يوم الجمعة.
وأفاد مستشفى ناصر في خان يونس بأن صاروخاً أصاب منزل إحدى طبيبات الأطفال فيه، ما أسفر عن مقتل تسعة من أطفالها العشرة.
وعلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أحداث الجمعة، بأن الفلسطينيين يعيشون "أقسى مرحلة" في حرب غزة.
وقد نُهبت أكثر من اثنتي عشرة شاحنة محملة بالمواد الغذائية، عقب التخفيف الجزئي للحصار الإسرائيلي الطويل، وبدأت المساعدات بالوصول تدريجياً إلى القطاع، بعد أن أعلنت إسرائيل أنها ستسمح باستئناف شحنات محدودة، في إطار هجومها الموسع الجديد الذي يهدف إلى تدمير حماس.
وقال غوتيريش، في بيان يوم الجمعة إن "الفلسطينيين في غزة يعيشون ما قد يكون أقسى مرحلة في هذا الصراع الوحشي"، مضيفاً أن إسرائيل "يجب أن توافق على السماح بدخول المساعدات الإنسانية وتسهيلها".
وأضاف: "في هذه الأثناء، يشتد الهجوم العسكري الإسرائيلي بمستوياتٍ مروعة من الموت والدمار".
وتحدث عن بعض العراقيل، مشيراً إلى أنه من بين نحو 400 شاحنة سُمح لها بالدخول إلى غزة في الأيام الأخيرة، لم تتمكن سوى 115 شاحنة من دخول القطاع.
وأضاف أمين عام الأمم المتحدة: "على أي حال، فإن جميع المساعدات المُصرّح بها حتى الآن لا تُمثّل سوى ملعقة صغيرة من المساعدات في وقتٍ يتطلب فيه الأمر تدفقًا هائلًا من المساعدات".
"تطهير عرقي وإبادة جماعية"
أكدت مقررة في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا الجمعة، أن ما يحدث في قطاع غزة "قد يرقى إلى مستوى تطهير عرقي وإبادة جماعية"، ووصفت "المجزرة التي تجري حالياً" بأنها "مأساة هائلة".
وتحدثت ساسكيا كلويت، مقررة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وهي الجهة المراقبة للحقوق والديمقراطية في القارة، وتضم 46 دولة عضواً، عن "الحاجة العاجلة لإنهاء الأزمة الإنسانية المتعلقة بالنساء والأطفال والرهائن في غزة"، مؤكدة أنها "مأساة هائلة تَسبّب فيها الإنسان والبشرية جمعاء، لأننا تركناها تجري على مرأى منا من دون أن نتدخل".
وتحدثت كلويت عن "حصار تام" مرتبط بمنع دخول "الإمدادات الإنسانية الأساسية منذ الثاني من مارس/آذار"، واحتجاز السكان الفلسطينيين في قطاع غزة "في مساحة تتقلص باستمرار"، وانعدام الأمن في ما يسمى "المناطق الآمنة".
وقالت: "كل هذا، بالإضافة إلى التصريحات التي أدلى بها أعضاء الحكومة الإسرائيلية بشأن سكان غزة، يجعل من الصعب جداً تجاهل حقيقة أن هذه الإجراءات قد ترقى إلى مستوى تطهير عرقي وإبادة جماعية".
وشددت على أن "العقاب الجماعي وتجريد الفلسطينيين من الطابع الإنساني يجب أن ينتهيا على الفور".
ولفتت كلويت إلى أنه "من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية لا تحترم القانون الإنساني الدولي، الذي ينص على تقديم المساعدات الإنسانية من دون قيود وعوائق، وبكميات كافية لضمان صحة السكان".
وحضت إسرائيل "مرة أخرى على وقف عمليات قتل شعب غزة على الفور والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بشكل كامل، ومنح المنظمات الإنسانية على الفور إمكان الوصول بشكل مستقل ومحايد ومن دون عوائق" و"ضمان توفير الإمدادات الكافية من السلع الأساسية في قطاع غزة على الفور".
ودعت المقررة أيضاً إلى التراجع فوراً عن "الخطط الرامية إلى طرد سكان غزة من القطاع والتي من شأنها أن تحرم أطفال غزة من الحق في مستقبل داخل وطنهم".
وطالبت كلويت بأن "يقوم المجتمع الدولي حالياً بواجبه عبر قول الحقيقة واحترام التزاماته القانونية بموجب اتفاقيات جنيف، وبينها اتفاقية الإبادة الجماعية".
وقالت: "أدعو الدول الأعضاء في مجلس أوروبا إلى بذل كل ما في وسعها لضمان وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي".
ومنذ فجر الجمعة، قتل أكثر من 30 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفاد مسعفون وشهود عيان بأن العدد مرشح للارتفاع جرّاء وجود أعداد كبيرة من العالقين أسفل ركام المنازل المقصوفة منذ الليلة الماضية.
وأوضحوا أن الغارة الأولى طالت منزلاً وسط بلدة جباليا والثانية استهدفت مجموعة من السكان في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وفي سياق متصل، شنّت مقاتلات حربية إسرائيلية غارات بأحزمة نارية على عدد من مقرات وزارة الداخلية التابعة لحماس غرب مدينة غزة، ومنها مبان مدمرة في غارات سابقة.
وأدّى القصف إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف النازحين الذين يقطنون في خيام قريبة من مباني الوزارة، والذين نزحوا مؤخراً من شمالي غزة عقب إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر للنزوح.
وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته هاجمت خلال اليوم الماضي "مجمعات عسكرية ومنشآت لتخزين الأسلحة ومواقع للقناصة" في غزة، مضيفاً أن "سلاح الجو قصف أيضاً أكثر من 75 هدفاً إرهابياً في أنحاء قطاع غزة".
ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي "اعتراض قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية دون وقوع إصابات".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أغار على مكتب صرافة في مدينة غزة "يستخدم في السنوات الأخيرة لتخزين وتحويل عشرات ملايين الدولارات لتمويل أنشطة عسكرية لمنظمتي حماس والجهاد الإسلامي".
المساعدات التي سُمح بدخولها "لا تكفي"

وقُتل 6 فلسطينيين على الأقل خلال تأمينهم شاحنات المساعدات من اللصوص، في غارات، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسرائيل بتنفيذها، بعد أن سمحت الأخيرة بدخول المساعدات إلى القطاع بعد حصار خانق استمر 11 أسبوعاً.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 107 شاحنات مساعدات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى تحمل الدقيق والأغذية والمعدات الطبية والأدوية، دخلت إلى غزة الخميس.
إلا أن وصول الإمدادات إلى الأشخاص الذين يعيشون في الخيام وغيرها من أماكن الإقامة المؤقتة يتم على نحو متقطع، بحسب وكالة رويترز.
وقال مسؤولون فلسطينيون إنّ المساعدات التي دخلت القطاع، لا تكفي إطلاقاً لتعويض النقص الناجم عن الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً، وفق وكالة فرانس برس.
وقالت شبكة تضم تحت لوائها جماعات إغاثة فلسطينية، إن 119 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة منذ تخفيف إسرائيل حصارها يوم الاثنين في مواجهة انتقادات دولية. لكن التوزيع متعثر بسبب عمليات النهب التي نفذتها مجموعات من الرجال، بعضهم مسلح، قرب مدينة خان يونس.
وأفادت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في بيان "بسرقة قوت وطعام الأطفال والعائلات، التي تعاني من قسوة الجوع"، ونددت أيضاً بالغارات الجوية الإسرائيلية على فرق التأمين التي تحمي الشاحنات.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، إن شاحنات المساعدات التي سمحت إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة هذا الأسبوع "قليلة جداً ومتأخرة جداً".
وأضاف المتحدث: "هذا قليل جداً ومتأخر جداً وبطيء جداً.. يتعلق الأمر الآن بزيادتها بشكل كبير… وضمان وصول هذه المساعدات إلى الناس حتى تنتهي المعاناة في قطاع غزة".
وأفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن 15 من شاحناته "تعرضت للنهب في وقت متأخر من الليلة الماضية جنوب غزة، أثناء توجهها إلى مخابز يدعمها برنامج الأغذية العالمي".
وكتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، في منشور على إكس، أن الامم المتحدة أدخلت ما بين 500 و600 شاحنة مساعدات إنسانية يومياً خلال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع حتى مارس/آذار الماضي.
وأضاف: "لا ينبغي لأحد أن يفاجأ أو أن يصدم لمشاهد المساعدات الثمينة المنهوبة أو المسروقة أو المفقودة"، مؤكداً أن "شعب غزة تم تجويعه" لأكثر من 11 أسبوعاً.
وفي مداخلة خلال انعقاد الجمعية السنوية لمنظمة الصحة العالمية الخميس، حض رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إسرائيل على التحلي "بالرحمة" في حرب غزة وإنهاء "التدمير المنهجي" للنظام الصحي في القطاع الفلسطيني.
وشدّد على أن السلام سيكون في صالحها، وأنّ الحرب ستؤذي إسرائيل ولن تجلب لها حلاً دائماً.
وكشفت منظمة الصحة العالمية أن سكان غزة يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود والمأوى.
واضطرت أربعة مستشفيات رئيسية لتعليق خدماتها الطبية خلال الأسبوع الماضي، بسبب قربها من مناطق الأعمال العدائية أو مناطق الإخلاء والهجمات.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان إن 19 مستشفىً فقط من أصل 36 في قطاع غزة لا تزال تعمل، وإن الموظفين يعملون في "ظروف مستحيلة".
وأضافت أن "94 في المئة على الأقل من كل المستشفيات في قطاع غزة تضررت أو دُمّرت"، في حين "جُرّد شمال غزة من الرعاية الصحية بشكل شبه كامل".
اتهمت حركة حماس، الجيش الإسرائيلي، بقصف مستودع الأدوية في مستشفى العودة في شمال قطاع غزة. واعتبرت الحركة الفلسطينية في بيان، الهجوم "إمعاناً في استهداف القطاع الصحي وتدمير ما تبقى منه".
واستؤنف القصف على القطاع في 18 مارس/آذار بعد تعثر المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس لتمديد الهدنة التي استمرت شهرين.
ومنذ بدء الحرب بلغ عدد القتلى في غزة 53,762، وفقاً لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة في القطاع.
"البيان البريطاني الكندي الفرنسي يمنح حماس الأمل في إقامة دولة فلسطينية"
واتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعضاً من أقرب حلفاء بلاده، بالوقوف "في الجانب الخطأ من الإنسانية، وعلى الجانب الخطأ من التاريخ" - بعد انتقادهم سلوك إسرائيل في غزة، وذلك في إشارة إلى كندا وبريطانيا وفرنسا.
واتهم نتنياهو قادة الدول الثلاث بالسعي لإبقاء حماس في السلطة، وقال "بإصدارهم مطالبهم، التي أرفقت بتهديد بفرض عقوبات على إسرائيل، وليس على حماس، أعلن هؤلاء القادة الثلاثة فعلياً أنهم يريدون بقاء حماس في السلطة".
وأضاف: "ويمنحونهم الأمل في إقامة دولة فلسطينية ثانية تسعى حماس من خلالها مجدداً إلى تدمير الدولة اليهودية".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني حذروا، الاثنين، في بيان مشترك، من أنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" لحكومة إسرائيل برئاسة نتنياهو في غزة، ملوّحين بـ"إجراءات ملموسة" إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية.
وأورد البيان المشترك: "نحن مصمّمون على الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار حل الدولتين ونحن مستعدون للعمل مع آخرين لتحقيق هذه الغاية"، في إشارة إلى المؤتمر المقرّر عقده في يونيو/حزيران في الأمم المتحدة "لإيجاد توافق دولي حول هذا الهدف".
ورفضت فرنسا بشدّة مجدّداً، الجمعة، التصريحات التي اتّهمت فيها الحكومة الإسرائيلية باريس ولندن وأوتاوا بـ"التحريض" عليها و"تشجيع قتلة حماس" بعد مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن في هجوم نفذه شخص أمام المتحف اليهودي في العاصمة الأمريكية.
وقالت الناطقة باسم الحكومة صوفي بريما في ختام اجتماع لمجلس الوزراء: "نرفض هذه الاتهامات. ولا شكّ في أن ما حصل في واشنطن فعل معادٍ للسامية، وهو مرفوض أيضاً في نظرنا. وينبغي عدم الخلط بين الشعب الإسرائيلي والسياسة التي ينتهجها اليوم بنيامين نتنياهو"، داعية إلى "خفض التوتّر المتصاعد بين الدولتين".
وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، قال إن بلاده "ملتزمة التزاماً راسخاً بأمن إسرائيل". وأضاف أن فرنسا عازمة على مكافحة معاداة السامية، وأن اتهام مؤيدي حل الدولتين بتشجيع معاداة السامية أو حماس "أمرٌ سخيف ومُفترى".
من المقرر أن يستضيف بارو نظراءه من السعودية والأردن ومصر في اجتماع بعد ظهر الجمعة، للتحضير لمؤتمر بشأن حلّ الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر: "إنه اجتماع عمل ... مع نظرائه المصري والأردني والسعودي"، موضحاً أنه لن يُعقد مؤتمر صحفي بعد اللقاء.
وستترأس فرنسا بالاشتراك مع السعودية مؤتمراً دولياً في نيويورك بين 17 و20 يونيو/حزيران، لإعطاء دفع لحلّ الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
ورداً على سؤال حول تصريحات نتنياهو، قال وزير القوات المسلحة البريطاني لوك بولارد إن لندن تقف إلى جانب إسرائيل في حقها في الدفاع عن النفس، "لكن هذا الدفاع يجب أن يتم في حدود القانون الإنساني الدولي".
وصرح لإذاعة تايمز، "في الوقت الحالي، نقف بحزم ضد الإرهاب، لكننا نريد أيضاً التأكد من وصول المساعدات إلى غزة"، وفق ما نقلت رويترز.
في غضون ذلك، دعت قرابة عشرين جمعية للصحفيين في فرنسا، من بينها تلك التابعة لقناة "فرانس 24" وصحيفة "لوموند" و"إذاعة فرنسا الدولية"، إلى إجلاء المتعاونين مع وسائل الإعلام الفرنسية من غزة باعتبار أن حياتهم في خطر بسبب القصف الإسرائيلي.
- "الكلمات القاسية من بريطانيا لا تكفي، ترامب وحده قادر على كبح جماح إسرائيل" - الإندبندنت
- جراحة بريطانية تروي يومياتها داخل مستشفى في قطاع غزة
- "المزاج يتغير": تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة
