الغنّوشي مصرّ على ''التوافق'' فماذا عن قايد السبسي ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/sebssigannoule1003.jpg width=100 align=left border=0>


طارق عمراني

كالعادة لم يشذ الغنوشي في آخر تصريحاته الصحفية عن خطوطه السياسية العريضة المعروفة حيث تكرر مصطلح "التوافق" اكثر من مرة في اخر حواراته مع اليومية الجزائرية "الخبر" حيث أكد شيخ مونبليزير أو أستاذها كما اصبح يحلو له تسمية نفسه علی ضرورة تواصل التوافق و الحوار بين جميع الوان الطيف السياسي التونسي كما تضمن الحوار هجوما ضمنيا من الغنوشي علی ما أسماهم الراديكاليين في اشارة واضحة إلی الجبهة الشعبية حيث قلل من شأن العزوف الشعبي علی الانتخابات البلدية معتبرا ان النسبة التي ناهزت ال35% تفوق النسب التي تحققها الاستحقاقات المماثلة في اعتی الديمقراطيات كما اعتبر ان هذه النسبة لا تمثل بشكل او بآخر معاقبة للاحزاب الحاكمة حيث لم تذهب الاصوات نحو التيار الراديكالي صاحب خطاب "قفة الزوالي" حسب تعبيره.. وهي مصطلحات كثيرا ما يستعملها زعيم حزب العمال حمة الهمامي و الناطق الرسمي بإسم الجبهة الشعبية

خطاب الغنوشي كان هادئا مؤكدا علی ارتياحه من نتائج الانتخابات البلدية




لماذا يصر الغنوشي علی التوافق ؟
من الملاحظ ان نتائج حركة النهضة و ان كانت مريحة لقيادات مونبليزير فإنها قد تراجعت عن النتائج التي حققتها الحركة الاسلامية في استحقاق 2014-التشريعي و من قبله في سنة 2011 و يجمع اغلب المراقبين ان هذا التراجع الشعبي يعود إلی سياسة التوافق التي انتهجها شيخ مونبليزير كأبرز مخرجات لقاء البريستول في اوت 2013 والذي جمعه بالباجي قايد السبسي مؤسس حركة نداء تونس التي تمكنت في ظرف وجيز من تحميع الطيف السياسي حولها و حشر حركة النهضة في الزاوية بعد سنة دامية انطلقت بإغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد تلته تغييرات اقليمية جوهرية بالاطاحة بإخوان مصر في صيف نفس السنة بطريقة دموية ليبلغ الاحتقان ذروته في تونس مع إغتيال الزعيم القومي محمد البراهمي في ذكری الجمهورية
وإنطلاقا من هذا السرد البرقي للأحداث يمكن ان نعتبر ان صمود حركة النهضة أمام العواصف الهوجاء اقليميا و بدرجة اقل داخليا هو انجاز في حد ذاته بعد ان حاول البعض من المغامرين استنساخ السيناريو المصري في تونس خلال اعتصام الرحيل و هو ما وقع وأده خلال لقاء باريس الشهير و الذي افضی الی تنازل الاسلاميين عن السلطة و الخروج بخارطة طريق لإستكمال المسار التأسيسي و حوار وطني انقذ ما يمكن انقاذه

و بالنظر إلی النتائج التي حققتها حركة النهضة في انتخابات 6 ماي 2018 البلدية و تصدرها المشهد الحزبي فإن ارتياح الغنوشي يترجم حرفيا ب "ليس بالإمكان افضل مما كان " خاصة بعد فترة حكم صعبة من 2014-إلی 2018 كما ان الاهم بالنسبة لشيخ النهضة أنه و خلال هذه الفترة لم يتبلور مشروع سياسي جاد يطرح نفسه كبديل سياسي لحركة النهضة علی المديين القريب و المتوسط و هو ما يتجلی في النتائج المحتشمة لكل الأحزاب بشتی توجهاتها و التي لم تتجاوز عتبة ال4 % في افضل الاحوال


هل يجرؤ نداء تونس علی فض ارتباطه بالنهضة ؟
رغم اننا نعيش في ديمقراطية ناشئة تترسخ يوما بعد آخر فإن الاحزاب لازالت رهينة ديكتاتورية القيادات فالشيخ راشد هو المتحكم الاول في سياسات حركة النهضة ويقابله في الطرف المقابل رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الزعيم الفعلي لحركة نداء تونس وهو ما يعني ان كل التصريحات الاعلامية لقيادات حزب البحيرة ليست الا ارتجالا و مواقف شخصية مزاجية بعد صدمة خسارة الانتخابات البلدية وإنعكاسا لضبابية المشهد داخل البيت الندائي

وإذا تناولنا المشهد من الزاوية البراغماتية فسنجد ان الباجي قايد السبسي تمكن من ابتزاز حركة النهضة التي قدمت تنازلات مؤلمة ولعل اهمها قانون المصالحة الذي كان من ابرز وعود قايد السبسي الانتخابية كما ان مصالح رئيس الجمهورية مازالت تتقاطع مع حركة النهضة و هو ما يؤكد ان فرضية فض الارتباط بشكل رسمي مع حليف الحكم مستبعدة جدا خاصة بعد النتائج الجيدة التي حققتها قائمات الحزبين في المدن الكبری وهو ما يرجح فرضية الحوار لإقتسام البلديات الكبری مع الايهام بوجود خلافات بينهما في البلديات التي لا تمثل رهانا سياسيا مع حرب كلامية منتظرة بين القيادات فللحقل حسابات مخالفة لحسابات البيدر


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 161860


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female