باب نات - خلال تناوله لموضوع تاريخ الكوميديا في تونس، اكد الكاتب الصحفي بولبابه سالم ان الاعمال الكوميدية التونسية انطلقت بنقد الظواهر الاجتماعية والاوضاع السياسية و الاقتصادية من من خلال اعمال جيدة مثل مسلسل "امي تراكي " (الزهرة فايزة و محمد بن علي ) و مسرحية "الكريطة " في السبعينات مع لمين النهدي ، و ايضا مع اعمال رائعة لفرقة مسرح الجنوب بقفصة مع عبد القادر مقداد مثل "عمار بالزور " و "الشابي" و "فيران الداموس " وغيرها من المسرحيات الجميلة ، ثم جات فترة الثمانينات التي شهدت ظهور ثنائيات و مجموعات صغيرة مثل اولاد باب الله و المنجي العوني و نور الدين بن عياد خاصة في السلسلة الرمضانية الشهيرة "خاطيني" اضافة الى نقدهم لبعض الظواهر في منوعات المرحوم نجيب الخطاب ،، ثم انحدر فن الكوميديا في تونس و تحول الى تهريج و بذاءة و قلة حياء و صار من غير الممكن متابعته في اطار عائلي ، و لاحظ بولبابه سالم في برنامج اكسبريسو ويكاند الذي تقدمه ندى منصور في راديو اكسبريس فم ان بعد الثورة تم تصعيد بعض الوجوه التي اثارت النعرات الجهوية خاصة في فترة حكم الترويكا و صار هناك تطاول وقح على الحياة الشخصية للقيادات السياسية و جهاتهم لانهم لم يكونوا من نفس الجهات التي حكمت تونس منذ الاستقلال كما صاروا يستعملون الفاظا و اشارات بذيئة مقززة تمقتها الثقافة ، و الغريب ان هؤلاء اندثروا منذ سنة 2014 بعد ان وظفوهم لتلك المهمة ..و لاحظ ايضا انه يرفض الاساءة حتى الى الحياة الشخصية لبن علي و التي اثارها بعض الكوميديين بعد الثورة ، لان الفن يجب ان يكون راقيا و ينقد السلوكيات و المواقف و السياسات لا الحياة الخاصة ولا يتجاوز المحظور. لكن بولبابه سالم اشاد ببعض الفنانين الكوميديين الذين لم يخدموا اجندات وواصلوا نقد السلطة مثل لطفي العبدلي الذي طور مسرحيته و صار ينقد الباجي قايد السبسي و حزبه نداء تونس بعد ان كان ينقد المرزوقي والنهضة ، كما اشاد بالفنان رؤوف بن يغلان و مسرحيته " ارهابي غير ربع " التي تناول فيها الاسباب الاجتماعية لظاهرة الارهاب بطريقة راقية ..