أوراق الرؤساء الموتى

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/liassedollarrrrrr.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم مهدي الزغديدي
#‏كيفما_اليوم



في مثل هذا اليوم 6 جويلية 1785 أقرّ الكونغرس الأمريكي الدولار عملة رسميّة للولايات المتحدة الأمريكيّة.



الدولار الأمريكي المشهور برمز $، هو أكثر العملات استعمالا في التعاملات التجارية وثاني عملة منذ 2006 يتمّ تداولها بعد الأورو. وإلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، توجد دول أخرى تستعمل الدولار الأمريكي كالإكوادور والزيمبابوي وغيرهما، ودول تستعمل الدولار المحلّي كتايوان وكندا وأستراليا. و يعتبر الدولار الى حد الان أقوى عملة في السوق الماليّة بما أن نصف أوراق الدولارات تتداول خارج الولايات المتحدة الأمريكيّة. ويعتبر الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) هو المسؤول الأوّل عن الدولار، لكن تبقى الحكومة الأمريكيّة هي المسؤولة الوحيدة على تحديد سعره.

كان من الطبيعي أن يكون الجنيه الاسترليني هو العملة المتداولة على الأراضي الأمريكيّة بما أنّ بريطانيا مسيطرة على أمريكا الشماليّة، إلى جانب تداول البيزو الاسباني، بما أن إسبانيا كانت تسيطر على أمريكا اللاتينيّة وبعض الولايات الامريكيّة الحاليّة. ومع بداية حرب الاستقلال الأمريكيّة، قرّرت الولايات الـ13 المؤسسة للولايات المتحدة الأمريكيّة عام 1776 طباعة عملة خاصّة بها تسمّى الدولار القارّي. لكن تمّ طبعه بطريقة عشوائيّة ما أفقده قيمته سريعا بداية من 1782، وتسبّب في إفلاس عدّة بنوك. وفي مثل هذا اليوم 6 جويلية 1785، أقرّ الكونغرس الأمريكي رسميّا اعتماد عملة الدولار الأمريكي كعملة رسميّة للدولة، وانطلق التداول الرسمي للدولار سنة 1792.
جاءت تسمية الدولار تحريفا لاسم عملة ألمانيّة كانت متداولة في أوروبا اسمها تالر thaller. وتمّ الاتفاق على الإشارة للعملة برمز $ أو USD.يطلق على أوراق الدولار اسم الأوراق الخضراء نظرا لطغيان اللون الأخضر على لون الورق، تتسمّى كذلك أوراق الرؤساء الموتى dead presidents بما أنّ كلّ ورقة تحمل صورة أحد الرؤساء الأمريكيين القدامى. وتقرّر بداية من عام 1861 إضافة عبارة "في الله نثق" على الأوراق. يطبع الدولار في شكل أوراق من دولار الى 100 دولار، أما القطع المعدنيّة فهي من دولار فما تحت (0،01 دولار= 1 سنت كأقلّ قطعة).
كان الدولار مرتبط ارتباطا وثيقا بالذهب. وكانت الحكومات الأمريكيّة هي من تحدّد قيمته مقارنة بالذهب والفضّة. فتمّ التخفيض في قيمته أكثر من مرة خصوصا عام 1934 بعد الأزمة الماليّة العالميّة. لكن بعد حرب الفيتنام التي تورطت فيها أمريكا، اضطرّ الرئيس نيكسون إلى رفع غطاء الذهب على قيمة الدولار لتغطية مصاريف الحرب، ممّا جعل قيمته تنحدر على مرّ السنين: فقد كانت أوقيّة الذهب تعادل 35$ عام 1971 لتصل إلى 1270$ عام 2016!! وظلّت الحكومات الأمريكيّة والاحتياطي الفيدرالي هما الضامنين لقيمة الدولار في الداخل والخارج. لكن دخول عملة اليورو (العملة الأورويبيّة الموحّدة) عام 1999 للسوق الماليّة، هدّد حضور الدولار في الأسواق الماليّة العالميّة، خصوصا بعد الأزمة العالميّة سنة 2008، عندما أصبح اليورو يعادل 1,6 الدولار. وبالرغم من عدم الاستقرار الّا أن العديد من الأسواق الماليّة، ولأسباب وضغوطات عالميّة، خلّت عن اعتمادها على الدولار لتحديد قيمة البضائع وتحوّلت لليورو، ممّا يهدّد وجود الدولار في حدّ ذاته، لولا الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة سياسيّا وعسكريّا واقتصاديا للمحافظة على استقرار عملتها التاريخيّة.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 144937


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female