عُطَلُ جلول و محلّها من الاعراب

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/neji-jalloul.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــازن، جامعي

اعتمد التعليم الحديث في أغلب بلدان العالم على تقسيم فترة الدراسة الممتدة كامل السنة بعطل متعددة تتفاوت في المدة و ترتبط عادة بحدث وطني او ديني أو موسمي. لعل المشترك في التعليم الحديث بين جميع الدول أيضا هو برمجة عطلة الصيف الطويلة نسبيا و التي يعسر فيها التمدرس لحرارة الطقس و لمواسم الحصاد و لجاذبية البحر و لغيرها من القرائن المحلية التي يرتبط بها المواطنون في بلد ما. هذه العطلة تستهل دوما بتتويج نتائج سنة دراسية منقضية و تختتم بافتتاح عام دراسي جديد تعد له العدة اداريا و لوجستيا طوال أشهر الصيف.





لم تخرج عن هذه القاعدة الدول المتقدمة صاحبة الريادة الحضارية كالولايات المتحدة و الدول الغربية. ففي الولايات المتحدة نجد عطلا دينية كعطلة نوال والفصح وعطلا أخرى حسب فصول السنة كعطلة الخريف والشتاء والربيع اختلفت كل فيديرالية في مدتها حسب ما يسمح به الزمان والمكان. هناك يتعرف التلميذ على محيطه و يكتشف طبيعة موطنه كيف تتغير بين الفصول حيث الرياح الموسمية وتساقط الثلوج و زقزقة الربيع. لا تختلف عطل فرنسا مثلا عن ما ذكرت سابقا اذ تتوالى العطل بين الأكاديميات ولكنها لا تحرم التلاميذ والطلبة من فرصة معانقة الطبيعة و التعرف على خصائص وطنهم الجغرافية و التاريخية والثقافية. روسيا بلد القيصر والتي تختلف فيها طرق التمدرس و التعليم نسبيا لم تشذ على هذه القاعدة بل اتخذت أياما من الخريف والشتاء والربيع لمثل ذاك الغرض فكانت عطلها موسمية صرفة.
هناك دول أخرى عرفت بمهرجاناتها العالمية وفلكلورها قد اتخذت مواعيدها عطلا رسمية كالبرازيل ومالطا و وبعض ولايات اسبانيا. هنالك ينتهز التلميذ الفرصة للغوص في العمق الثقافي لمجتمعه و خصائصه الحضارية القديمة والحديثة فينشأ على الاعتزاز بموطنه و وطنه. الصين الشعبية التي تنتمي الى حضارة الشرق والتي تشهد نموا اقتصاديا مطردا ساهم في ابرازه دون شك تعليم جيد، تقسم عطلها وفق مواعيد وطنية وأخرى تقليدية ضاربة في القدم. تتعطل الدروس في الصين في عطلة الاحتفال بالجمهورية وعطلة "زوارق الدراغون" زد على ذلك عطلا موسمية للخريف والشتاء.
أغلب دول افريقيا تنتهج طريقة المستعمر القديم في تحديد عطلها ولكنها تجتهد في مطابقة الاختيار مع الواقع الجغرافي اذ يقابل شتاء أوربا القارس فصل الصيف في الجنوب و يعفى اهل الاستواء من هذه الخاصية. السينغال وتنزانيا مثلا تعتمد المناسبات الدينية المسيحية و الاسلامية لتحديد عطلها المدرسية وذلك لاختلاف تكوينها السكاني. الدول العربية في معظمها ايضا تجمع بين عطل الفصول و العطل التي تواكب الأعياد الدينية فكيف اعتمدنا مثل هذه العطل المبرمجة لهذه السنة والتي لا توافق نظاما دراسيا في العالم المتقدم و العالم الثالث. انه استحداث جديد يعتمد مجرد الحساب و التقسيم المتساوي لأيام الدراسة بين السداسيتين. اللهم زدنا علما.
العطلة تسبق الامتحان فتتحول العطلة مجالا للمراجعة و تأسر الدروس الخصوصية التلاميذ بالليل والنهار فتنال من جهدهم و تكوينهم الطبيعي ومن جيوب الأولياء. هي فرصة جديدة لاستفحال هذه الظاهرة والقضاء على ممارسة الذكاء و الخلق و الابداع. الأسبوع المغلق للامتحانات أضحى اليوم أسبوعا لدروس التدارك الخصوصية وهي لعمري فرصة اضافية للاستثراء لاسيما و أن الأب مستعد لتوفير المال بشتى الطرق لأجل نجاح فلذة كبده. العطلة التي تبتدأ بعيد الجلاء فرصة أيضا لضرب التناسق الذي انطلق رويدا بُعيد عيد الاضحى فاعتاد التلميذ على نسق الدارسة و اجتهدت العائلة في توفير الظروف الملائمة من متابعة و حضانة مدرسية ووسائل التنقل. كل ذلك النظام انخرم في يوم وليلة بعد أن راود التلميذ كسل الصيف و السهرات المتأخرة و تمدد ساعات النوم لتلتهم أول النهار فما محل هذه العطل من الاعراب؟ لا أتصور أن يكون نظام العطل الجديد صادر عن استشارة موسعة خصت المربي والتلميذ و الولي و أهل القرار فتوجت بمثل هذا الاقتراح، فأي مصلحة ترجى من تقسيم مماثل مختلف على أغلب أنظمة التدريس في العالم؟


Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 132377

Belfahem  (Tunisia)  |Samedi 15 Octobre 2016 à 09:46           
موضوع العطل هو موضوع شائك خاصة في الوسط التونسي ولصاحب المقال أقول له شكرا على لمعلومات التي سقتها في دول أخرى لكن نحن مازلنا بعيدين عن تلك الدول على كل المستويات ولا مجال للمقارنة معهم --عطلنا وأمتحاناتنا في النظام القديم من الستينات وضعت وطبقت وتداولت عليها أجيال وتخرجت منها عباقرة ورجال في مناصب عليا وفي كل المجالات --هل تكلم اعلامي أو نقابي على حذفها أو سلبياتها ؟؟مرحلة اخرى أدخل فيها تعديلات ومن بينها ألأسبوع المغلق لعل يكون فيها دفع لتحسين
المردود ولربما كان عند البعض أيجابيا ولكن عن ألآخرين سلبيا لن الراحة المسائية كانت فرصة للبعض للترفية والراحة عوضا عن المراجعة وألستعداد ليوم ثاني فيه أختبار -اليوم نعيش تحت وابل من التدخلات -ألعلامية -النقابية -الجمعياتية - و و وكل يدلي بدلوه ويطرحه اطروحاته في هذا الباب أما الوزارة فلها من هم مختصون في هذا الباب لطرح ما يناسب دراساتهم

BenMoussa  (Tunisia)  |Samedi 15 Octobre 2016 à 09:27           
شكرا للكاتب على المعلومات الوافرة وابداعاته المتتالية
اما جلول فلا يرجى منه خير فهدفه هو الابتعاد بالتلميذ عن جذوره الاسلامية العربية ليسهل بعد ذلك قولبته على النمط اللينيني الماركسي فكل برامجه وخطواته في هذا الاتجاه

Lechef  (Tunisia)  |Samedi 15 Octobre 2016 à 08:01           
Jelloul essaie de bien faire, mais la gestion de ce ministère est très pénible surtout en présence d'une catégorie de gestionnaires incompétents.
D'ailleurs, pour faciliter ses tâches , il faut commencer par auditer ces gestionnaires.
Sinon, comment expliquer le comportement de ce surveillant général qui a affecté les élèves de deux classes de même niveau 2 ème année secondaire de la façon suivante et refuse de changer une élève d'une classe à l'autre sous prétexte de la '' mixité au lycée ''
Classe A : 18 filles et 4 garçons
Classe B : 19 garçons et 02 filles.
Comment raisonne cet incompétent ?
Si les classes étaient équilibrées, d'accord, il aurait raison , mais paraît-il , il est nul en calcul et ne sait pas faire une simple opération de division.
A la question, est-ce qu'il sera d"'accord si sa fille se trouve dans une telle situation, il ne répond pas et fait la sourde oreille.
Jelloul doit combattre tout d'abord ces incompétents ! C'est la plus grande tâche !

Mandhouj  (France)  |Samedi 15 Octobre 2016 à 05:58           
عطل جلول ، محلها من الاعراب : مفعول مطلق (بضم الميم ، و فتح الطاد )..

Adnen Housseini  (Tunisia)  |Samedi 15 Octobre 2016 à 03:25 | Par           
التعليم وما أدراك ما التعليم يجب حساب كل خطوة قبل الشروع في تنفيذها

Sami Jarrar  (Tunisia)  |Vendredi 14 Octobre 2016 à 23:54           
Mais ou est donc la réforme de l'enseignement?????


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female