توزر: مداخلات علمية وأنشطة ميدانيّة تميّز المرحلة الأولى من المخيم التدريبي للشباب حول التغيرات المناخية وعلاقتها بالاقتصاد الأخضر

تنتظم اليوم السبت وغدا الأحد المرحلة الأولى من المخيم التدريبي للشباب المبادر في الاقتصاد الأخضر تحت شعار "الشباب ومستقبل الاقتصاد الأخضر والتحول لمجتمع مستدام"، وذلك ببادرة من دار الشباب توزر ضمن برامج التمكين الاقتصادي للشباب وبالشراكة مع جمعية إرادة للتنمية بتوزر، وتتضمن مجموعة من المداخلات العلمية والزيارات الميدانية حول موضوع التغيرات المناخية وعلاقتها بالاقتصاد الأخضر، حسب إطار التنشيط بدار الشباب ومنسقة التظاهرة سامية جبس.
وأوضحت جبس، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن تعريف مفهوم الاقتصاد الأخضر وتقريبه لذهن الشباب يعتبر أحد أهداف المخيم لتشجيع الشباب أصحاب المبادرات الخاصة على الاستثمار في هذا المجال، وذلك في ظل تغيرات مناخية يعرفها العالم ومن بينها تونس التي كان تأثير التغيرات المناخية واضحا عليها بارتفاع درجات الحرارة وتواتر سنوات الجفاف، وخاصة مع ما طرحه هذا الوضع من صعوبة في التعامل مع الواحات لما تعانيه من إشكاليات على مستوى الإنتاجية وضعف المردودية وغياب التنوع البيولوجي.
وبيّنت أن المخيم يعمل على توجيه الشباب لتوظيف الواحة في بعث مشاريع مرتبطة بالاقتصاد الأخضر وحسن استغلال الموارد المتوفرة بها وتجديدها ،وكذلك إعادة تدوير مخلفات النخيل، وتطويعها لخلق منتجات سواء كانت منتجات غذائية أو تجميلية أو أثاث وديكور الى جانب السياحة الايكولوجية حتى تكون الواحة مورد رزق متعدد الاستعمالات.
ويشارك فضاء المبادرة بتوزر، في هذا الإطار، بمداخلة حول فرص بعث المشاريع في مجال الاقتصاد الأخضر، الى جانب مرافقة بعض الشبان من الفكرة الى الإنجاز، مع الاستئناس ببعض التجارب المنجزة.
كما يؤمن المخيم في اليوم الثاني منه زيارة للتعرف على تجربة جمعية إرادة للتنمية في بعث مخيم سياحي ايكولوجي وزيارة مركز البحوث في الفلاحة الواحية وتجاربه العلمية لتثمين النخيل والحفاظ عليه وتحقيق استدامته خاصة في ظل تهديدات بفعل التغيرات المناخية.
من ناحيته، لفت رئيس جمعية إرادة للتنمية بتوزر، ياسين براني، بصفته منسقا للبرنامج العلمي للمخيم، إلى أن المداخلات العلمية يؤمنها أساتذة جامعيون في الاختصاص، وتمحورت حول تقديم مفهوم الاقتصاد الأخضر وريادة الاعمال للشباب في هذا المجال من خلال تجارب نموذجية تنفذها جمعية إرادة.
واهتم الجانب العلمي كذلك بالتغيرات المناخية في البلاد التونسية بتقديم الوضع الراهن خاصة في ما يتعلق بارتفاع درجات الحرارة ،وشح التساقطات والآفاق المستقبلية التي تطرح عدة تحديات أمام بلادنا، وضرورة اخذ هذا الجانب بعين الاعتبار في برمجة الاستراتيجيات التنموية، الى جانب الزيارات الميدانية التي تحمل، وفق ياسين براني، طابعا أكاديميا علميا تقدم للشباب المشارك بشكل مبسط وتمكنه من فهم كيفية التعامل مع التغيرات المناخية والدور العلمي للحد من خطورة الإشكاليات المرتبطة به خاصة في الواحات.
وتسعى زيارة إحدى الضيعات النموذجية التي تشرف عليها الجمعية الى التعريف بالممارسات الجيدة المعتمدة في عدد من الواحات على مستوى المحافظة على المنظومات الواحية المتعلقة بأنظمة الري من خلال التعرف على وسائل الاقتصاد في مياه الري في ظل ندرة المياه وتدهور الوسط الطبيعي في الواحات، علاوة على التعرف على وحدة انتاج المستسمد الطبيعي أنجزتها الجمعية في إطار تثمين مخلفات النخيل.
وتخصص المرحلة الثانية من المخيم المبرمجة في شهر فيفري القادم لتنظيم مخيم تدريبي في علاقة بالتغيرات المناخية والشباب توجه لشباب من ولايات توزر وقفصة وسيدي بوزيد وصفاقس،ليكون المخيم بذلك مناسبة لتحسيس الشباب بضرورة الانخراط في مسار التصدي للتغيرات المناخية وتبني فكرة وجود تهديدات بيئية عليه أن يعي بخطورتها علاوة على التعريف بوظائف وأنشطة اقتصادية متأقلمة مع هذه الإشكاليات.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 276335