المنستير: تقديم رواية "الملف الأصفر" لأميرة غنيم في معلم دار الشرع

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/64ca7d7ca32028.00931769_jheqfmipngkol.jpg width=100 align=left border=0>


مثل تقديم "الملف الأصفر" الرواية الحاصلة على جائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع لسنة 2020 لأميرة غنيم محور أمسية أدبية نظمتها مساء أمس المكتبة الجهوية بالمنستير بمعلم دار الشرع ضمن الاحتفاء بالدورة 30 للمهرجان الوطني لمصيف الكتاب.
وكتبت أميرة غنيم رواية "الملف الأصفر" وهي الأولى لها في 306 صفحة صدرت في طبعتها الثانية سنة 2023 عن دار النشر بوب ليبريس. وتشير الكاتبة في عديد المواضع من الرواية ومنذ الصفحة الأولى إلى محتويات "الكتاب الأصفر" الذي هو ضرب من "الرعب الذي رصّفته الأيام الخوانة بين دفتي الملف الأصفر" فهو وفق الباحث الجامعي حمادي الحلاوي الذي قدم الرواية، حاوي لأسرار متكتم عليها تتوق إليها تقريبا كلّ الشخصيات لفك الأحجية وغموض الشخصية المحورية غسّان الجوادي.

أخبار ذات صلة:
الكاتبة التونسية أميرة غنيم في حوار مع "وات": "تجربتي مع الرّواية سبقتها تجربة طويلة مع القراءة"...



وتفكك القراءة هذا العنوان الموحي والمبهم فهو يشوق ويحفز على القراءة إذ في المنتهى يتجلي محتوى الملف الأصفر الذي يحتوي حقائق في علاقة بشخصية البطل غسان المريض بالفصام والذي تتحدد كلّ العلاقات والأحداث بشخصه ف"الملف الأصفر" هو رواية شخصية محبطة انفصامية مرضية.



وتضافر السردي والشعري في رواية "الملف الأصفر" الثرية جدّا فهي مثقلة بالرموز يمكن تصنيفها في خانة التيار الواعي والعجائبية والغرائبية وهي مفعمة بالشعر إلى حدّ تشعير السرد. واتخذ السرد في هذه الرواية طابع الاستنكار أو الاسترجاع لكشف بواطن الشخصيات والعلاقات بينها. وغدى النّص السردي تجربة فرد في الوجود يعيش الهلاك الروحي نتيجة اختلال منظومات قيمية.

وحسب حمادي الحلاوي، تشهد لوحات في الرواية علاقة أميرة غنيم بالكلمة والجملة والتركيب والصورة وفنون البلاغة وخصوصيات الإنشاء مما يجعلها شاعرة في شعرية راقية.
وتوضح الروائية أميرة غنيم خلال النقاش أنّ قراءة نص "الملف الأصفر" مغامرة غير مأمونة العواقب فهو إمّا أن يشد القارئ أو العكس إذ أنّ النص في البداية رتيب على غرار حياة غسان الجوادي ثم تبدأ الاضطرابات ورحلة القارئ في المغامرات التي يخوضها غسان وهو لا يعرف ما هو الواقع منها من الوهم.

وتقول أميرة غنيم إنها كتبت هذا النّص سنة 2015 وهي تعيش حيرة وجودية وأزمة الهوية "في فترة كنا جميعا نعيش أوهامنا الشبيهة بأوهام غسان الجوادي أي نعيش عالما لا نفهمه تماما فنحن لم نفهم ما حدث يوم 14 جانفى 2011 تماما كما لم يفهم غسان الجوادي ما حدث يوم 2 جانفى وبقينا نعيش مدّة طويلة في وهم لا نعرف هل انزاح أم أننا نواصل عيشه إلى الآن" وفق قولها.

وتسرد الكاتبة في هذه الرواية تراجيديا غسان والعائلة التي يكون ضمن أفرادها مصاب بالفصام وهو من المسائل المسكوت عنها فهي أرادت عبر هذه الرواية أن تكرم هذه العائلات وتروي هذا الألم مبيّنة أنّه "لا يجب أن نحكم على الآخرين دون أن نعرف تاريخهم وماذا يعيشون."
وتخللت الأمسية مراوحات موسيقية مع فرقة أنغام بوحجر والأستاذ محمّد الصياح والفنّانة حنان الحباسي إلى جانب تنظيم ورشة حيّة في الرسم ضدّ التمييز العنصري.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 270908


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female