المنتجات المحليّة: مجال تستعدنه النساء التونسيّات بشكل مختلف

صاحبة دار ضيافة أو ورشة لصناعة الموّاد الغذائية "الصحيّة" أو مسؤولة عن جمعيّة السياحة التضامنية أو الزراعة المستديمة، منيرة وكريمة وتهاني وإيما كل على طريقتها تعمل على نحت طريقها من خلال التعويل على المنتجات المحليّة.
وقد تمكنت وكالة تونس إفريقيا للأنباء من استقاء شهاداتهن عن مساراتهن، خلال الدورة الأولى من مهرجان "ماكلتي تونسيّة"، الذّي دارت فعالياته خلال عطلة نهاية الاسبوع المنقضي(يومي 4 و5 جانفي 2023) بمركز التدريب الفلاحي والمرأة الريفية بشبدّة من ولاية بن عروس.
وقد تمكنت وكالة تونس إفريقيا للأنباء من استقاء شهاداتهن عن مساراتهن، خلال الدورة الأولى من مهرجان "ماكلتي تونسيّة"، الذّي دارت فعالياته خلال عطلة نهاية الاسبوع المنقضي(يومي 4 و5 جانفي 2023) بمركز التدريب الفلاحي والمرأة الريفية بشبدّة من ولاية بن عروس.
اختارت، كريمة العبّاسي، الأمّ الشّابة ذات 33 سنة، صناعة المنتجات المحليّة. وتقترح كريمة، اليوم، على حرفائها القهوة المستخرجة من نواة التمر وزبدة الفول السوداني وشاي الريحان و"الطرنجية" (التسمية المتداولة في العاميّة التونسيّة).
وتقول كريمة، المتحصّلة منذ سنة 2016، على شهادة مستشارة في التنمية الجهويّة، "أنا إبنة عائلة ريفية من سجنان لطالما راودتني فكرة إحداث مشروع في الصناعات الغذائية والتعريف بالمنتجات المحليّة لمنطقتي".
بالنسبة لها، ومنذ البداية، لا يجب انتظار الانتداب في الوظيفة العمومية. وتبعا لذلك اختارت كريمة إطلاق مشروعها من محل سكناها بحمّام الأنف (الضاحية الشمالية للعاصمة)بعد أن حصلت على قرض بقيمة 10 آلاف دينار من البنك التونسي للتضامن وإجراء تكوين في المجال على غرار تقنيات التعقيم.
وبالنسبة لهذه الأم الشابّة فإن تكوينها في إدارة الأعمال بمدرسة التجارة بمنوبة ساعدها كثيرا على إطلاق مشروعها، خصوصا، في إعداد دراسة الجدوى، التّي أنجزتها وحدها، واستكشاف السّوق.
كريمة، التّي تحلم بالسفر إلى كلّ أصقاع العالم للتعريف بمنتجاتها، تعتبر أن استهلاك الموّاد المحليّة و"الصحيّة" يجب ان تكون جزء من ثقافة التونسيين. وطالبت ببث ومضات إشهاريّة في التلفزة التونسيّة بهذا الخصوص.
إذا كانت كريمة تصنع منتجاتها بمنزلها لبيعها، في ما بعد في، الصالونات والمعارض، اختارت منيرة ونيسي اقتراح عرض منتجاتها المحليّة في دار الضيافة، التّي أحدثتها بشنيني "واحة منيرة" من ولاية قابس.
"أقدّم في فطور الصباح منتجات منطقتي (مصنوعة بالمنزل) على غرار معجون الرّمان بالبذور أو دونها ورُبْ (مربّى) التمر والبسيسة (خليط من مسحوق الشعير أو القمح مع إضافة عدّة مكوّنات أخرى)".
وأضافت "أكون سعيدة حين أقوم ببيع ولو منتج واحد بالمهرجانات والتظاهرات". لأنّ عمليّة البيع هذه يمكن أن تفتح الباب أمام طلبات أخرى بفضل التواصل المباشر خلال التظاهرات المخصذصة للترويج للمنتجات المحليّة أو بدار الضياف، التّي تمتلكها.
وفي انتظار الترخيص النهائي لوزارة التجارة، تقترح منيرة بفضل الغرف الثلاث ب"واحة منيرة" (بطاقة 7 أسرّة)، الواقعة على حافة واحة شنني، خدماتها السياحية على الوافدين، خصوصا، من الإيطاليين والفرنسيين العابرين نحو الجنوب التونسي.
وتماما كما تفعل في "دار منيرة" قامت منيرة بعرض منتجاتها على زوّار مهرجان "ماكلتي تونسيّة" فضلا عن عرضها لمنتجات بقيّة أعضاء جمعيّة "السياحة التضامنية"، التّي هي عضوة فيها.
بالنسبة لهذه المرأة فإن اختيارها لهذا المجال يوفر لها مورد رزق ، وأيضا، فرصة للتلاقي وربط علاقات لفائدة مشروعها وأيضا لفائدة جمعيّة "السياحة التضامنية". وذكرت في هذا السياق المثل التونسي "معرفة النّاس كنوز"، خصوصا فالامر لا يقتصر على عرض منتجات للبيع أو الإستهلاك بل يتجاوز ذلك إلى إضفاء روح الضيافة وتقاسم الود مع الحرفاء، وهو ما يجب تغليبه على الاعتبارات الماديّة.
ويبدو أن ذلك كان له وقع السحر على زوجين فرنسيين عادا إلى "واحة منيرة" لدى مرورهما، للمرّة الثانية، بتونس على غرار عدد آخر من السيّاح من التونسيين.
وقالت رئيسة الجمعية، تهاني عون، "إن إقامة علاقات ثقة مع الحرفاء ومع أعضاء جمعيّة السياحة التضامنية هي عقيدة العمل في هذا المجال".
وأوضحت أن الجمعيّة "تساعد أعضائها، وأغلبهم من النساء، على تسويق منتجاتهم المتمثّلة في التوابل أو منتجات من الصناعات التقليدية وجذب الحرفاء للاستفادة من الخدمات السياحية باعتماد علاقات الثقة، التّي تمّ بناؤها.
كما تسهل الجمعية لأعضائها النفاذ إلى الدورات التكوينية في مجالات معينة لاكتساب مهارات جديدة في تقنيات البيع، مما يتيح لهم تحسين عروضهم على جميع المستويات.
يذكر أن أوّل إمرأة أسّست شركة لتسويق المنتوجات البيولوجية منذ تسعينيات القرن الماضي في تونس، أطلق عليها "نابوليس"، وهي إيما بيرنيغر، السويسرية ذات 71 سن، التّي انتقلت، اليوم، إلى مرحلة جديدة.
و"تناضل" إيما، حاليا، بعد إستقرارها في تونس منذ ما يزيد عن 35 سنة وتفريطها في "نابوليس" لباعثة أخرى، لأجل أن يصبح البحث واستهلاك المنتوجات المحلية والبيولوجية راسخة في عادات التونسيين.
وأبرزت إيما، على أهمية أن يستهلك التونسي منتوجا بيولوجيا يكون "يكون مصدره واسترساله معلوما بداية من الارض وصولا الى صحن المستهلك". وشدّدت على أنّ أزمة كوفيد-19 أظهرت أهمية هذا النوع من الغذاء وهي منتجات جد قريبة منّا".
وترى المرأة السبعينية، التّي تمكنت بفضل "نابوليس" من تسويق 30 منتوجا محليا، أنّه من الضروري أن يتبنى المستهلك التونسي سلوكا مسؤولا وأن يعلم من أين تأتي المنتوجات، التّي يستهلكها وأن يفضل الجودة على الكميّة، مع احترام الطبيعة والبيئة وأن يكون ممتنا للمنتجين والفلاّحين والفلاّحات، الذّين يشكلون مصدر السلسلة الغذائيّة.
ويتعلّق الأمر هنا بتغيير سلوكات وهو ما تناضل لأجله إيما إلى جانب نشطاء آخرين من المجتمع المدني من التونسيين والأجانب.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 263141