ندوة فكرية تدعو إلى ضرورة تسريع إجراءات المصادقة على مشروع قانون المصالحة الاقتصادية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/nadwale0701x1.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - أكد المشاركون في منتدى انتظم السبت بالعاصمة تحت عنوان " الاستثناء التونسي والوحدة الوطنية .. المكاسب والتحديات والآفاق" على ضرورة تسريع الإجراءات الخاصة بالمصادقة على مشروع قانون المصالحة الاقتصادية، معتبرين أنه يعد "أساسا لإعادة بناء الوحدة الوطنية".

ودعت مسودة بيان بعنوان "بيان في الحاجة المتأكدة للمصالحة" إلى "الانتصار" لمشروع قانون المصالحة الاقتصادية الذي تقدمت به رئاسة الجمهورية وطي صفحة الماضي وعدم الانصياع إلى الأهواء والأحقاد على حساب المصلحة الوطنية.

واعتبر بيان الندوة، التي نظمتها "جمعية البرلمانيين التونسيين" و"المؤسسة العربية والإفريقية للبحوث والدراسات الإستراتيجية/ إبن رشد"، أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس اليوم هي "أعمق بكثير من الأزمات السابقة، لأن أزمة اليوم متزامنة مع الحرب على الإرهاب ومع أوضاع إقليمية وعالمية متغيرة".




وخلال الندوة لاحظ رئيس جمعية البرلمانيين التونسيين، جمال الدين خماخم، أن الحوار الجاري حاليا بين الأطراف السياسية في تونس هو "حوار ظرفي"، ودعا إلى "حوار شامل بينها لنسيان آثار الماضي والتوافق وطنيا حول المصالحة "التي قال إنها "أساس الوحدة الوطنية".
أما أستاذ التاريخ عبد اللطيف الحناشي فتعرض من جهته إلى تجربة التوافق بين تيارات سياسية وفكرية ونقابية في مؤتمر ليلة القدر (فيفري 1946) والذي عرف لاحقا بـ "مؤتمر الاستقلال"، مؤكدا أنه "مثل تجربة من تجارب تونس الناجحة حول ميثاق وطني".
من جهته اعتبر القيادي بحزب "نداء تونس"، عبد الرؤوف الخماسي، أن التوافق الذي حصل في باريس عام 2013 بين رئيس حزبه حينها، الباجي قايد السبسي، ورئيس حزب النهضة، راشد الغنوشي، "خلق توازنا في تونس، أنجز بدوره استثناء "، مؤكدا أنه لا مجال اليوم " للرجوع عن سياسة التوافق بمساهمة مختلف العائلات السياسية ".

اما وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس شورى "حركة النهضة"، رفيق عبد السلام، فقال من جهته إن تونس ذهبت بانتهاجها سياسة التوافق " في الاتجاه الصحيح واختصرت الجهد والوقت على الثورة التونسية التي جاءت لإصلاح الإخفاقات والبناء على مكتسبات وانجازات دولة الاستقلال"، حسب تعبيره.
أما نور الدين العرباوي، رئيس المكتب السياسي للنهضة فلاحظ أن حركته تغيرت بعد مؤتمرها العاشر (ماي 2016) وتخلت عن "الاحتجاج" وأصبحت تطرح نفسها "كخيار ورافعة للواء الإسلام الديمقراطي "، على حد قوله.
أما الناشطة الجمعياتية سنية الزكراوي فأكدت في مداخلتها على أهمية إعادة ثقة التونسيين في النخبة السياسية وفي السلطة السياسية وتجاوز مرحلة "النشوة السياسية" والتجرؤ على الحسم ومعالجة جملة من الظواهر على غرار ظاهرة الفساد .

من جهته اعتبر زهير المظفر (جامعي ووزير أسبق في عهد بن علي ومسؤول سابق بحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل)، في مداخلة له في المنتدى، أنه في "غياب المصالحة الوطنية الحقيقية فإنه لا وجود لاستثناء تونسي" وأن الحديث عن عودة محتملة للتجمعيين "كذب وافتراء " لأن هذا الحزب "انحل كما أن النظام السابق أصبح بائدا "، بحسب تعبيره.
وقال المظفر إن التوازن الجديد بين العائلات السياسية الأربع في تونس، هو بين "الدستوريين والنهضاويين ".
كما دعا إلى المبادرة بتعديل الدستور التونسي الحالي (صدر في جانفي 2014) والعودة الى "النظام الرئاسي البعيد عن الهيمنة والمبني على التوازن"، حسب قوله.
ولاحظ المظفر أيضا أن التوافق السياسي الذي حصل في تونس في صيف 2013 كان "استثناء هشا نظرا لأن المصالحة الوطنية غير مبنية على قاعدة صلبة و لوجود نسبة عالية من الحقد والضغينة بين التونسيين"، حسب تعبيره.
وحضر الندوة نواب بالبرلمان وجامعيون وناشطون في المجتمع المدني ووزراء سابقون وحاليون ومسؤولون في أحزاب سياسية من بينهم راشد الغنوشي.


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 136547

Fethi Mnasri  (Tunisia)  |Samedi 7 Janvier 2017 à 22:57           
بالمختصر المفيد ...الشعب موش مسامح ....

Mandhouj  (France)  |Samedi 7 Janvier 2017 à 22:47           
لا إستثمار داخلي بدون إستكمال مسار العدالة الانتقالية/المصالحة الوطنية و أن يكون جانبها الاقتصادي و المالي في إطار ورقة لا تسرق الشعب مرة ثانية . فيجب أن نفهم أن ورقة الرئيس في المصالحة الاقتصادية و المالية هي ميتة ، و لا تصلح أن ننسج عليها .. القضية يجب أن لا تكون ، يجب أن نرضي الرئيس ، لا . تونس هي أكبر من الرئيس و أكبر من كل فرد منا ...

إذا فعلا الفاعلين السياسيين و الاقتصاديين يريدون أن تتقدم تونس في طريق أهداف الثورة من أجل بناء دولة جديدة يجب أن تتوفر قناعات واحدة لأغلب الناس ..
- لا وحدة وطنية بدون إستكمال المسار التاريخي للثورة ، في جانبه العدالة الانتقالية/المصالحة الوطنية ، و جزء هذا المسار ، المالي و الاقتصادي ، ضروري جدا ،
- لا إستثمار داخلي على المستوى المطلوب لربح التحديات في معالجة حالة التهميش التي تعيشها الجهات الداخلية و الأحياء الشعبية ، في خلق موارد ذاتية طاول عليها الدولة ، دون إستكمال لمسار العدالة الانتقالية/المصالحة في جانبها الاقتصادي و المالي . لكن ليس عبر ورقة مثل ورقة الرئيس . لا بد من ورقة جديدة لا تسرق الشعب مرتين ، و تتجلى فيها العدالة الانتقالية و المصالحة ،
- أي تحوير للدستور هو خيانة للتوافق التاريخي حول الدستور الحالي ، و السماح لنسج جديد لنظام ديكتاتوري .

حسب رأي هذه ثلات قناعات يجب أن تتوفر للجميع ، حتى نتمكن من دخول مرحلة بناء تونس الجديدة على أسس قوية .

بعد الملاحظات :
جاء في الخبر (... وطي صفحة الماضي وعدم الانصياع إلى الأهواء والأحقاد على حساب المصلحة الوطنية.) .. حملة مانيش مسامح لم تنصاع للأهواء و الأحقاد .. حملة مانيش مسامح دافعت على حق الشعب و قاومت سلميا الإنقلاب على حق الشعب . هنا يجب أن نكون متفقين . لجنة البندقية نفسها قالت بأن الورقة لا دستورية .. قلناها قبلها ، قالها خبراء في القانون الدستوري .

جاء في الخبر (... الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس اليوم هي "أعمق بكثير من الأزمات السابقة، لأن أزمة اليوم متزامنة مع الحرب على الإرهاب ومع أوضاع إقليمية وعالمية متغيرة".). نعم الارهاب له دور كبير في الأزمة الاقتصادية ، و الأوضاع الاقليمية و العالمية المتغيرة أيضا ، لها دور في تعاسة الوضع الاقتصادي التونسي . لكن الثورة المضادة و إرادات الردة ، هي أساسا الفاعل الكبير و الأكبر في وضع العصا في عجلة الاقتصاد ، هذا يجب أن نفهمه ، و
كفى الدورا حول الكأس . من يمنع الاصلاحات هي قوى الثورة المضادة .. من يمنع الحكومات في محاربة الفساد هي لوبيات الثورة المضادة .

الكلام يطول .. لا داعي لتبرئة ظالم الأمس ، بكل طواقمه .. التجمع منحل ، لكن ، مع الأسف ، الذين يدفعون لمصالحة إقتصادية و مالية بطريقة تسرق الشعب مرة ثانية هم أبناء التجمع ، و تذكروا من كتب و من هم وراء ورقة رئيس في المصالحة المالية و الاقتصادية . كفى خزعبلات ، و يجب أن نذهب إلى الأمام : إستكمال المسارات العالقة ، الدستورية منها (هيئات ، نظام اللامركزية ، إنتخابات محلية ) ، ثم مسار العدالة الانتقالية/المصالحة الوطنية . هكذا تتقوى الدولة حتى تتمكن
من محاربة الفساد ، الارهاب كما يجب ، و هكذا يكون هناك معنى حقيقي و قيمي راقي للوحدة الوطنية .

لا ننسى قضية نذير و سفيان .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female