الكل يذكر الثمن السياسي الباهض الذي دفعته النهضة وهي تهيء الارضية المناسبة لترسيخ فكرة الاقصاء والعزل والتحصين يومها كان الجميع يسبح بتسامح مانديلا ويجرد النهضة من كل معاني الانسانية يومها كان الكل ينفخ في رماد التجمع طلبا لقبس من نار تحرق خصما سياسيا ولو ادى الامر الى تدمير البلاد يومها كانت النهضة ضد الكل واليوم الكل ضد النهضة...فما الذي تغير ؟ ادركت النهضة مبكرا ان الجميع يريدها ان تكون حجرا في يده يصيب بها هدفه لا غير ...لكنها قررت ان لا تكون
العصفور الذي يسقط بل ان تسقط عصافير بحجرها : الاول تأزيم الوضع داخل نداء تونس حيث اصبح يسار النداء غير مسنود ماديا وبشريا بعدما كان يعول على العزل ليستفيد من التجمعيين الممنوعين المضطهدين
الثاني: اظهار الطبيعة الاستئصالية لليسار فهو لا يستهدف النهضويين فقط بل يسعى الى استئصال التجمعيين ايضا وكل نفس مخالف وبذلك يكون اسقاط قانون العزل هو عمل على عزل اليساريين الذين يقدمون انفسهم كطريق ثالث
الثالث: تحييد المال التجمعي اذ لن يستفيد منه اليسار الذي حرض على قانون العزل وبذلك تضمن خسارته حيث انه بلا عمق شعبي وبلا اموال
والرابع : اعادة الزخم الثوري الى الواجهة وعلى الشعب ان يقرر وعلى الثورة ان تتجسد لحظة الاقتراع ام القوانين فلم تكن يوما في مأمن من الاختراق
وكم من دم سفك وجاء سافكوه عشاء يبكون

أو لم تسمعوا بتقاسم الادوار؟ لعبة سياسية جديدة من النهضة لكي تضرب عصفورين بحجر واحد : عدم تمرير القانون وذلك لاسباب عديدة يطول شرحها من جهة و لاسترضاء الشق الثوري الغاضب داخلها و بين انصارها و القريبين منها من جهة اخرى

ألعزل ألسياسي ألقوي هو عبر لإنتخابات أما حذاري من لتزوير

التصويت لعزل التجمع يجب أن يكون عبر الصندوق ومن الشعب نفسه عندها لن يقدر التجمع على مجابهته أما الأصوات التي تريد عزله تحت قبة التأسيسي فهي تعلم أنها تدفع بالبلاد لعودة الفيسبا وهي لا تمتلك إيقافها فقوات الأمن قبضت على العشرات من المرتزقة الذي أحرقوا السيارات في مقبرة الجلاز أثناء جنازة شكري بلعيد ثم طوي الملف ولا نعرف من كان وراء جلبهم بالشاحنات والحافلات بمعنى عدم محاسبتهم بمعني أن تلك المافيا وكتائبها هي تحت الطلب لحرق البلاد مرة أخرى وكان على
النواب تطهير المكان من المافيا قبل التفكير في العزل السياسي لكنهم لم يتابعوا من حرق البلاد وعليهم بالصمت لأن شعبنا هو من سيكون وقودا للنار .

بدل ان يطرح موضوع العزل السياسي باعتباره مطلبا شعبيا وحقا ضد كل من تآمر واعتدى وسفك دماء الشعب ونهب خيراته يتحول الجدال حول الخلافات داخل حزب النهضة أو أن المصادقة على هذا القانون سيكون لها نتائج ... فأي مغالطة هذه

Libre@هل تعتقد بأنّ التصويت على العزل ليس له تبعات قد يشهدها الشارع من زرع حالة من الفوضى وعودة الإغتيالات? هل تظنّ أنّ التّجمّعيين عندما تُقصيهم لن يقوموا بردّة فعل? وهل نسيت أنّ هناك أطراف خارجية سيلتجؤون لها ويظهرون في ثوب الضّحيّة? لا تنسى أنّنا في فترة إنتقاليّة! ليس هناك حكومة قارة والقضاء والإعلام لا يزالان يجذّفان عكس الثورة! الأمور ليست بالأهواء فأنا شخصيّا مستاء من عدم إقصاء التّجمعيين,لكنّ هناك سيناريوات إنتقامية قد تحدث ومن شأنها أن
تؤدّي بالبلاد لحرب أهلية. أنا أتصوّر أنّ الغنّوشي ليس أحمقا لهذه الدرجة;ليرتمي في أحضان جلّادي الأمس! وارد جدّا أن تكون سياسة إحتواء في إنتظار الدّعم الأمريكي للنهضة وتزكيتها في الإنتخابات وحينها تكون بالضربة القاضية. أمّا الآن, فأيّ تهوّر لن يفيد لا النّهضة في حدّ ذاتها ولا التونسيين!

الغنوشي ركب ثورة الشعب ولم يوصلها لتحقيق اهدافها واليوم يقدمها الى ايادي التجمع ؟؟

لاَ أجد تفسيرا لأفعال راشد الغنوشي وأقول له :لقد كنتم أكثر المتضررين من منظومة فساد بورقيبة والمخوع لكن أصبحتم من أبرز المدافعين على جلاّديكم وهذا سوف يطيح بمصداقيتكم وقيمكم لدى من انتخبكم ولدى كل أحرار البلاد
إلى حدّ اعتباركم خونة للثورة