سمير الوافي أراد أن يقوم بالاشهار المجاني لحلقاته ففي الحلقة الأولى قام بقطع البث ثم تحجج أنه توجد مشكلة في المونتاج و في الحلقة الثانية أختلق قصة السرقة التي لا تعدو أن تكون أكثر من زوبعة في فنجان و الحال أن محتوى الحلقتين كان أكثر من عادي و لا يستحق كل هذه الضجة الاعلامية. و هو يطبق المثل القائل "il ne faut pas prendre les gens pour des cons, mais il ne faut pas oublier qu'ils le sont"

العيب الوحيد الذي يمكن للمتفرج ان يلوم عليه سمير الوافي في برنامجه لمن يجرؤ فقط هو غياب المناصفة بين الضيوف كان عليه ان يحضر ضيف يكون موالي لمنهجية النهضة حتى لا تكون الغلبة ضمنيا لمن هو اقوى في العدة و العدد. و ليس القدرة على المواجهة فحسب.

هذا الولد أصبح ناضجا

في البرنامج اظهر سمير الوافي قدرة فائقة على الادارة السليمة للحوار و إلقاء الأسئلة
اللتي يترقبها المشاهد حتى ولو تطلب ذلك احراج الضيف لكن بدون الخروج عن اللياقة
اما الشيخ الغنوشي لا ادري كم هدف سجل ،لكن ما هو متأكد و عند الأعداء قبل الأصدقاء هو ان الشيخ ابدع مرة اخرى و اظهر انه سياسي من الطراز العالي

واصل بنفس الحرفية ولا تهتم بالنشاز انك من بين الاعلامين الوطنيين

يا سمير : أين الجرأة في برنامجك الناجح ؟؟؟؟

اعجبتني كثيرا هذه الحلقة ما تحتاجه تونس اليوم هو التأليف بين القلوب ونبذ الحقد والعمل جميعا من اجل تونس رغم اختلافاتنا.

النافخون في تنور الأحقاد الإيديولوجية و خصوصا منهم أيتام بن علي و ما تبقى من مخلفات اليسار الاستئصالي المريض أصابهم سمير الوافي في مقتل و بين لهم إمكانية تحمل الرسالة الإعلامية و استحقاقاتها بكل شجاعة و دون الوقوع في مطبات الإسفاف و الابتذال و قلة الرجولة و الحياء و التي شهدنا آخر فصولها الرديئة مع برنامج معز بلخربية و ضيفه المخنث لطفي العبدلي. بقدر ما يزداد توتر عينة وضيعة من طينة درة العرة قرصونة التجمع و و فزعهم من ارتقاء وعي التونسي نحو
مرحلة التعقل و الفهم و الابتعاد عن ثقافة الرقاصات و الحجامات و التنابز و الحقد الأعمى على كل ما هو ديني تحت عباءة التقدمية و الحداثة، بقدر ما يقع عزل هذه الفصيلة الساقطة اخلاقيا و سياسيا و إنسانيا. الاحداث اثبتت أن هذه الكائنات تعتاش مثل الفطريات و العوالق و البكتيريا على تأجيج الأحقاد باعتماد نفس الفزاعات التي اعتمدها البوليس السياسي التجمعي و لحاسة و قوادة بن علي و كلما تطهرت البلاد من هذه الفصيلة الموبوءة بعقلية الدساترة الكليانية و
الشمولية كلما وضعت نفسها على طريق الحرية و الكرامة و العدالة.

تحية لسمير الوافي المسالم الذي قرر القيام بالمهمة المستحيلة ويسبح في بحيرة التماسيح لا لقنصها بل لإرهاقها بحسن الإفلات من مخاطرها .إنه يضيء شمعة في الكهف المظلم ....