لمرزوقي يطالب بهدنة اجتماعية لمساندة جهود الحكومة الجديدة

باب نات -
ال رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي في كلمة ألقاها يوم الاثنين 16 ديسمبر 2013 إن تشكيل الحكومة الجديدة لا يجب أن يستغرق أكثر من شهر بما يجعلها بعيدة عن الصراعات الحزبية ولتنصب كل الجهود في المسارين التأسيسي والانتخابي لاستكمال دستور توافقي نفخر به امام العالم".
وأضاف المرزوقي أنه يعتقد أن أقرب تاريخ ممكن للانتخابات لا يجب أن يتجاوز الصيف المقبل وفي ذلك المصلحة العليا للبلاد حسب تعبيره.
وأضاف المرزوقي أنه يعتقد أن أقرب تاريخ ممكن للانتخابات لا يجب أن يتجاوز الصيف المقبل وفي ذلك المصلحة العليا للبلاد حسب تعبيره.
ودعا رئيس الجمهورية أصحاب الأعمال و المنظمات المهنية إلى إرساء هدنة اجتماعية لمساندة جهود الحكومة الجديدة.
كلمة رئيس الجمهورية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد اشهر من الازمة السياسية وجولات الحوار الوطني توصلت القوى السياسية وبإسناد من الرباعي الراعي للحوار الى الاتفاق على مرشح لرئاسة الحكومة لما تبقى من المرحلة الانتقالية وهو أمر نرحب به باعتباره نهاية لأزمة دامت أكثر من اللازم وهددت استقرار وصورة بلادنا.
وقد كنت قد التزمت بعدم التدخل في اختيار الشخصية المستقلة التي سترأس الحكومة وأكدت قبولي بما يتم الاتفاق عليه من قبل الجميع دون تزكية طرف على آخر، وهذا ما تم، علما وأنني دفعت وسأواصل الدفع لكي لا يتوقف الحوار البناء بين مختلف الاطراف السياسية والاجتماعية إذ لا بديل للحوار إلا الفوضى والعنف وهو أمر لا يقبله عاقل ووطني.

وفي هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها بلادنا إزاء التحديات الاقتصادية والأمنية والتطلع إلى اجراء انتخابات حرة ونزيهة في الأشهر القليلة القادمة لتجديد الشرعية الديمقراطية، شكّل هذا التوافق نصرا جديدا للنموذج التونسي في الانتقال السلمي الديمقراطي الذي غلّب دوما الحوار على الصراع.
ايها المواطنون والمواطنات
ان التحديات الاقتصادية التي تواجهها بلادنا نتيجة مباشرة لغياب المؤسسات الدائمة وعوامل خارجية طارئة وكذلك الصعوبات الهيكلية التي نعيشها بسبب مخلفات عقود وسياسات اقتصادية قادها نظام الاستبداد والفساد .
ان احد شروط الخروج من هذه الصعوبات هو الالتفاف حول هدف استكمال المرحلة الانتقالية والاستعجال اكثر ما أمكن في ذلك والمساعدة عليه عبر تضافر جهود أصحاب الأعمال والمنظمات المهنية لإرساء حالة هدنة اجتماعية بما يسند جهود الحكومة الجديدة، وبهذا المعنى، من الضروري على جميع الاطراف ترك هذه الحكومة تعمل في ظروف مناسبة وجيدة وألا تضع العقبات أمامها فيما تبقى من المسار الانتقالي حتى نصل الى الانتخابات في أقرب الآجال وفي ظروف جيدة من الاستقرار الاجتماعي
أيها المواطنون والمواطنات
ان التحديات الأمنية التي تواجه بلادنا وخاصة منها الاعمال الارهابية لمجموعات أضحت شيئا فشيئا معزولة وأقل تأثيرا بسبب الضربات الموفقة للجيش الوطني والحرس الوطني والأمن الوطني انما تستعدي تواصل اليقظة والاستنفار.
نحن أمام عدو يستهدف بوضوح مسار الانتقال الديمقراطي ولن يتوان في العمل والسعي لاستعادة نظام الاستبداد وفي تقاطع موضوعي ومصلحي مع قوى الردة التي تخشى بروز تونس كشمعة مضيئة في الربيع العربي تحفظ الأمل نحو مستقبل افضل.
لقد انطلق قطار الديمقراطية وتجد تجربتنا عبقريتها في القدرة على الخروج من الأزمات المتوالية بأخف الأضرار وتفادي السقوط في حالة انفلات من خلال التزام مؤسسات الدولة بالشرعية وتعزيز الشرعية الديمقراطية والمؤسساتية بالوفاق حيث يتم معالجة الخلاف بالحوار وليس بالعنف، وعليه فإن ضمان نجاح الحكومة الجديدة في هذا الملف يستوجب من كل القوى تحييد الملف الأمني عن التجاذبات السياسية ويستوجب من شعبنا الالتفاف حول هذه الحكومة لاستكمال الأشهر القليلة التي بقيت من المرحلة الانتقالية ودعم مجهود مكافحة الارهاب حتى تمر الانتخابات في ظروف آمنة.
ايتها المواطنون ايها المواطنات
لقد كان المجلس الوطني التأسيسي ولا يزال المصدر الأصلي للسلطات والركن الاساسي للمؤسسات الشرعية القائمة التي ستتواصل إلى أن يغيرها الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة يمارس فيها سيادته التي لا يمنحها إلا هو. واني اغتنم هذه الفرصة لتهنئة الشعب التونسي بتصويت المجلس التأسيسي على قانون العدالة الانتقالية وذلك في ذات الليلة التي اختارت فيها القوى السياسية مرشحا توافقيا جديدا لرئاسة الحكومة غير أنه يبقى امامنا استكمال المسار عبر التوافق حول الدستور وإرساء الهيئة المستقلة للانتخابات بالتلازم مع المسار الحكومي وفي اطار التنظيم المؤقت للسلط.
ايتها المواطنات ايها المواطنون
ندعو الجميع للتحلي بأعلى درجات الوطنية والحفاظ على السلم والهدوء والالتفاف حول مؤسسات الدولة و الحكومة الجديدة التي لا يجب أن يستغرق تشكيلها أكثر من شهر بما يجعلها بعيدة عن الصراعات الحزبية ولتنصب كل الجهود في المسارين التأسيسي والانتخابي لاستكمال دستور توافقي نفخر به امام العالم ولإقرار أقرب تاريخ ممكن للانتخابات نعتقد انه لا يجب أن يتجاوز الصيف المقبل وفي ذلك المصلحة العليا للبلاد.
سنحتفل غدا بذكرى انطلاق شرارة الثورة وبلادنا تسير قدما وبلا تردد نحو استكمال مسار انتقالها الديمقراطي متجاوزة صعوبات جمة لكن بآمال غير مسبوقة وبمشاعر مفعمة بالوفاء لشهداء الثورة
تحيا تونس ويحيا شعبها أبيا أبد الدهر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Comments
13 de 13 commentaires pour l'article 76523