روبي يا خرابي
إدوارد عامل مصري بسيط، يبلغ من العمر 45 سنة، ويقيم بناحية الرمل في الإسكندرية... من عائلة محافظة من البيت إلى الشغل ومن الشغل إلى البيت، ولا يعرف من أدوات الترفيه سوى التلفزيون، ومع هذا راح هو وزوجته ضحية حادث أليم تسبب فيه التلفزيون... والتلفزيون كما نعلم يأتي بصور الرئيس حسني مبارك، وإياد علاوي وأيمن الظواهري والجنجويد والـ"تسونامي"، ولكنه أحيانا يأتي بصور وحركات شخصيات تسبب الزلازل والبراكين العاطفية... وهكذا عاد إدوارد من العمل مرهقا وجلس قبالة التلفزيون فإذا بـ"روبييييييييي" نعم هي، ما غيرها: روبي، تقف قبالته، وهي كما تعلم أو لا تعلم قنبلة موقوتة تسبب انفجارات في أوساط الرجال وتسبب الغيرة في أوساط النساء، لأنها تغني بجميع أجزاء جسمها، وجميع أجزاء جسمها تتمتع بحريات غير مكفولة في الجزء الذي يخصنا من العالم... هي من النوع الذي إذا نظر إليه شخص لا يقيم وزنا للعُشرة لنصف دقيقة، فيلتفت إلى زوجته ويقول لها فورا:

باختصار... إن روبي هذه من أسلحة الدمار، لأنها فتنة تُنسي الوقار، ويصدر عنها غبار وإشعاع نووي يدمر خلايا العقل عند الرجال، فيتصرفون كما تصرف إدوارد الذي جلس مسلوب العقل أمام روبي وهي تتشخلع على الشاشة... وعندما انتهت الأغنية جلس مشلولا بعض الوقت، ثم تذكر أنه متزوج وأن زوجته ز.ت. (37 سنة) تقوم بإعداد الطعام له... وتوجه نحوها وهو تحت تأثير "فيروس روبي" وصار يداعبها ويحرك ملابسها بحيث تكون روبية المقاسات والمواصفات فاستاءت زوجته لأنها امرأة جادة، ولأنه ما من امرأة تقبل أن يقال لها "كوني مثل فلانة"... ولكن إدوارد لم يرعوِ، بل تمادى وهو تحت تأثير الـ"فياجرا الروبية" في مطالبة زوجته بمجاراة روبي في "حركاتها" ولم يكن أمام الزوجة من مناص سوى اللجوء إلى غرفة النوم على أمل أن يبتعد عنها الزوج الذي لحست روبي عقله... ولكن الزوج طاردها إلى هناك وواصل مغازلاته الخشنة، فما كان من الزوجة إلا أن "خرجت عن طورها" وصفعته على وجهه! هنا قال إدوارد لنفسه: هي مش عايزة تكون زي روبي، ومش عايزة تحترم رغباتي وكمان تضربني "قلم"...
وا إدوارداه! شرفك "اتمرمط" في التراب! هي فين وروبي فين... "الحق عليَّ أنا اللي تجوزنها بدل ما أَتجوز روبي"... وذهب إدوارد إلى المطبخ وأتى بسكين وذبح زوجته ز.ت.
إدوارد الآن نزيل مستشفى الأمراض العقلية لمدة 45 يوما ليتقصى الأطباء صحته النفسية لتحديد ما إذا كان بقواه العقلية الكاملة عندما قتل زوجته لأنها رفضت أن "تتروَّب" أي تصير مثل روبي في اللبس والهيئة... وإذا كنتَ ممن يدعون "اللهم لا تعجرم نساءنا" فردد أيضا دعاء "اللهم لا تروِّب بناتنا وحصن شبابنا ضد فيروس روبي واخسف بالروبية الهندية وكل ما له صلة بروبي"! لقد بحَّت الأصوات وهي تنادي بكنس الفضائيات من الرذيلة الإلكترونية... ولكن لا تيأسوا، ففي لبنان أسقطت الجماهير حكومة بحالها، وتخيل ما النتيجة لو تكاتفنا جميعا لإسقاط كل ما هو ساقط في فضائياتنا، أقل ما قد ننجح بإنجازه هو إجبار فضائيات الـ"هشك بشك" على أن تكتب على شاشاتها كلاما مثل: روبي ضارة بالحياة العائلية ننصحك بالامتناع عنها.
جعفر عباس
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 666