<img src=http://www.babnet.net/images/6/fgawzibenmrad.jpg width=100 align=left border=0>
محمد حمدان
استاذ بمعهد الصحافة
اثارت الوفاة المفاجئة للمحامي المناضل فوزي بن مراد صدمة لدى الراي العام تفاعل معها الاعلام نظرا لاهمية هذه الشخصية في الحياة العامة ونظرا للدور الذي لعبه في حل التجمع الدستوري وفي متابعة قضية اغتيال المناضل شكري بلعيد . ويدخل الاهتمام بهذه الوفاة ضمن المهام العادية للاعلام كما ان التحري في اسباب الوفاة يدخل في اطار وظائفه المشروعة اعتبارا لصغر سن الفقيد

ولكن سرعان ما تحول هذا العمل الصحفي العادي الى اقتناص للتصريحات التي تشكك في وفاته من جراء نوبة قلبية . وبالرغم من الظروف الصعبة لزوجة الفقيد يوم وفاته تم الاتصال بها للتأكد من اسباب وفاته كما ابرز الاعلام تصريحا للنوري بوزيد يشكك من خلاله في رواية النوبة القلبية التي ادت الى الوفاة ,ثم انطلقت المواقع الاجتماعية لتربط هذه الوفاة بشخصيات عامة اخرى تعرضت هي ايضا لنوبات قلبية ادت الى وفاتها . وراجت الاشاعات في كل الاتجاهات لتشير الى عمليات سياسية مدبرة ضد هذه الشخصيات ولتلمح الى امكانية قتلها بمواد سامه يصعب على المخابر كشفها .وذهب الخيال بالبعض الى حد الربط بين تواريخ وفاة بعض هذه الشخصيات اذ تم اغتيال المناضل شكري بلعيد في اليوم السادس من الشهر وكذلك الشأن بالنسبة لوفاة الفقيد فوزي بن مراد . وصدرت الصحف اليومية في اليوم الموالي للوفاة لتنشر الخبر في صفحاتها الاولى وهذا طبيعي ولكن لتبرز بالخصوص الشكوك التي تحوم حول الوفاة . ولم تبذل هذه الصحف اي جهد للاستقصاء حول الوضع الصحي للفقيد والتي تفند مثل هذه الشائعات . وقد أكد لي شخصيا احد المقربين من المحامي الفقيد انه تعرض الى نوبات قلبية في السابق وان والده واحد افراد عائلته توفيا كذلك في نفس الظروف وهذه المعلومة تستوجب هي ايضا التحري والتدقيق . ولكن من الواضح ان هذه الحدث تمت معالجته اعلاميا من باب الاثارة التي يمكن ان تجلب للاعلام مزيدا من القراء ومن الارباح ومن باب التوظيف السياسي لتوجيه الشبهات ضد السلطة السياسية , وعوض ان يعكف الاعلام على التعريف بهذه الشخصية الوطنية الهامه لتكريمها وهي تفارقنا الى مثواها الاخير وعوض ان تتجه التحقيقات الى مصادر جديرة بالثقة انساق الاعلام للاشاعات وساهم بدوره في تغذيتها . وبذلك لا تكتفي بعض وسائل الاعلام بهتك اعراض الاحياء لتقوم كذلك بابتزاز الاموات.
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 63129