اصاب الشيخ مورو لكون هذا الاغتيال هو لغاية سياسية اريد منه ان يفهم بوصفه لسبب ايديولوجي حتى يستنتج ان الاسلاميين هم القتلة. ومما يدعم كون العملية هي سياسية هو مجيئها في نفس اليوم الذي كان التاسيسي يستعد لنقاش قانون تحصين الثورة وفي الفترة التي تعثرت فيها الترويكا لايجاد صيغ توافق للعمل الحكومي . الى جانب هذا نجد قلقا شعبيا من اجل غلاء المعيشة وارهاصات لصعوبات اقتصادية في الافق. لكن تدخل العامل السياسي في جريمة الاغتيال يرد اساسا لموقف اغلب اطياف
المعارضة من مسألة السلطة والحكم وبروز الحسابات الانتخابية ومصالح الاحزاب التي استنتجت ان عديد المؤشرات تجعل من الترويكا الطرف السياسي الاقدر على النجاح في الانتخابات المقبلة . وهو ما يجعلنا لا نستبعد ان تتداخل عديد المصالح لاطراف من المعارضة وان تتقارب من اجل القيام بما من شأنه اعادة خلط الاوراق والرجوع الى المربع الاول وشطب الطريق بكل السبل امام كل استمرارية للدولة وللمؤسسات تؤدي على الارجح الى حالة من الفراغ وانعدام الدولة في اجواء من
الارباك والفوضى والاعتداءات الممنهجة يحكم مباشرة على الترويكا بمغادرة السلطة . فهل يكون مقتل بلعيد هو الذريعة لاحداث انقلاب فعلي يبدو وانه جماعي وشديد الحبكة والتخطيط يقرأ حسابا لتقسيم الادوار ويرتئي كل الاحتمالات والبدائل وحتى اقتسام الغنائم ؟ وهل ينساق هكذا بعض الساسة للحلول العدمية الجذرية معرضين امن البلاد للخطر ومعرضين مصالح الوطن للضياع؟ على كل فالتحقيقات ستقول الحقيقة التي تحدد نتائج ومآلات ما تعمل بعض الاطراف اللامسؤولة على تنفيذه. علما
وانه كانت امام الجميع فرصة حقيقية لممارسة صحيحة للديمقراطية لو توفرت لدى نخبنا ثقافة سياسية تبتغي البناء وتأخذ زمام المسؤولية بطريقة التداول القائم على قوة ونجاعة ووجاهة البرامج. على انه يبقى امام شرفاء المجلس التأسيسي واجبا تاريخيا لا محيد عنه في تصحيح الامور وضمان استمرار الدولة لان مسؤولية النواب اليوم هي لتحقيق نتيجة تتمثل في المحافظة على ما استؤمنوا عليه وهذا ما سيبقى في سجلاتهم. يعاضدهم في ذلك حماة الوطن من الامن والجيش الوطنيين الى جانب
عموم الشعب الذي يريد الامان والسلم وتقدم البلاد

يا أستاذ مورو أنت قلت أن من يحرق الزوايا هو من قتل بالعيد ثم لماذا الجبهة الشعبية ترفض تعازيكم... في حين جاءت الى منزله كل الأطياف السياسية إلى أنتم.... لكن مثلما يقول المثل " هات آش يفهم نهضاوي...."

بعد 130 سنة تغريب ظنّها الاستعمار كافيّة لإمالة الكفّة له ديمقراطيا ، فسمح بإجراء انتخابات شفافة جاءت مخيّبة لآماله و شعر ان تونس ستفلت من قبضته فحرك الاستعمار طابوره الخامس على عادته كما فعل في لبنان و كثيرا من مستعمراته السابقة
هل سيرضى الاستعمار خروج تونس من قبضته ؟
سوف يعاقبنا كما تعاقب اسرائل سكّان غزة الذين صوّتوا لحماس

مقاربة لفهم سيناريو اغتيال الراحل شكري بلعيد:
المعطيات السياسية حول الضحية:
1 الرجل أهدر دمه مهدور.
2 الرجل أصبح نجما إعلاميا ورمزا معارضا لم يتقلب في آرائه نجح في استقطاب شرائح
اجتماعية مهمشا رموزا يسارية أخرى.
3 رفض من منطلق مبدئي الدخول في تحالف هدفه فقط مواجهة الإسلاميين.
قواعد لا بد منها:
1 الاغتيال السياسي لا بد أن يكون وراءه مستفيد أو منافس.
2 الاغتيال السياسي خاصة ، لا بد أن يعتمد على ذوي خبرة بالتخطيط والمراقبة والتنفيذ.
وكل مرحلة منها لها رجالها. ومن الحكمة أن لا يعرف أي مجموعة منها الأخرى.
3 كل خطة اغتيال لابد لها من خطة احتياطية للطوارئ.

تصور للتنفيذ:
- الأدلة والمؤشرات:
1 شهادة الصحفية القاطنة في نفس العمارة.
2 شهادة المسعف.
3 السيارة: آثار الرصاصة التي تدل على أن الرصاصة أطلقت من الداخل واخترقت باب
السيارة.
- مجريات الأمور: الطلقة الأولى التي سمعها المسعف التي كانت قوية تكون الرصاصة
التي اخترقت باب السيارة وهي منطلقة من الداخل أي من السائق الذي عندما وجه المسدس
نحو ضحيته الذي كان – كما هو معروف لدى الجميع - سريع البديهة، أمسك بيد السائق
وأبعدها فانطلقت الرصاصة نحو الباب مما جعل صوت الطلقة قويا. وهنا تكون الخطة
الأصلية فشلت ولا بد من اللجوء إلى الخطة البديلة.
لما لاحظ الشريكان اللذان على الدراجة أن الضحية والسائق يتصارعان داخل

السيارة أسرع القاتل إلى المكان وأطلق الرصاصة الأولى ليكسر الزجاج فأصابت الضحية في
الكتف. أطلق عليه أخرى في القلب لم تقتله على الفور فزاده ثالثة في الرأس.
السائق لم يكن متأثرا- كما قيل - لأنه كان منشغلا بأمر آخر مثل إخفاء المسدس أو كيفية
مواجهة التحقيق وحضور الناس. فهو على عكس السيد شكري بلعيد كان مغفلا.فلم يصرخ
ولم يشغل السيارة ويحمل الرجل إلى المصحة بل تجمد في مكانه.
إستنتاجات:
1 من خلال اللخبطة التي حصلت، بعكس ما قيل عن القتلة، فيبدو أنهم ليسوا محترفين.
مجرمون، نعم . ولكنهم لم يتعودوا على القتل بدم بارد.
2 اختيار التوقيت، أي صباحا يعرض القتلة خطر التعرف عليهم من طرف المارة أو
السكان.
3 القتل صباحا مع سرعة نقل الخبر يراد منه إعطاء فرصة ممتدة على طول اليوم لخلق
البلبلة في الشارع.
4 لو كان القتل بالليل لكان ذلك حقق أمرين على الأقل: الأول تهيئة أكبر للناس للخروج إلى
الشارع وعدم الذهاب إلى الأعمال وثانيا ضمان أكبر لفرار القاتل. لكنه بالمقابل سيجعل
المدبرين والمحققين لا ينامون تلك الليلة.

وعدنا البجبوج بأن الحكومة ستختفي مع المجلس ولا وجود لانتخابات ولا هم يحزنون فبحيث أن كل شيء في انتظار لحظة الصفر .والنتيجة كانت صفرا ...