المساج وبيوت الزجاج

<img src=http://www.babnet.net/images/imgfes/sleep1.gif width=100 align=left border=0>


يبحث البرلمان التايلندي قانونا يسقط عضوية النائب الذي يغشى محلات المساج (التدليك)، والمساج الذي هو الدلك الذي هو التمسيد، يريح العضلات، ولو كنت أملك المال لاستأجرت مدلكا خاصا، يتولى تفتيت العقد في عضلات رقبتي وظهري، بدلا من أن أضطر إلى رشوة عيالي ليقوموا بتلك المهمة، وبدلا من أن أرتدي طوقا حول عنقي كلما جلست أمام الكمبيوتر، بعد أن أفتى طبيب بأنني أعاني من تآكل في فقرات العنق لأنني "مقصوف الرقبة"... ولكن المساج في تايلند "غير شكل"، فهو واجهة للدعارة، ويفسر هذا سر توافد السياح عليها... وقد وصلت ذات صيف إلى الحدود التايلندية بضغوط من زوجتي ولكنني، ركبت رأسي ورفضت التقدم صوب نقطة الجوازات وبررت ذلك بأنني لا أريد لتايلند أن تظهر في سيرتي الذاتية: هب أنني تقدمت إلى المساج وبيوت الزجاجوظيفة لدى جهة ما وفزت بها ثم شرعوا في إجراءات نقل إذن إقامتي إليها، ورأى أحدهم خاتم الدخول إلى تايلند على جواز سفري... سيتساءل جهرا أو سرا: أنت من الصنف الذي يزور تايلند؟ هل أملك دليلا على أنني فعلت ذلك وأنا بصحبة زوجتي وعيالي؟ كيف سأزيل سوء الظن الذي سيصاحبني طوال عملي لدى تلك الجهة؟ والأمر الثاني هو أنني كنت أعرف أن زوجتي ستخرب بيتي بالتسوق في تايلند حيث تباع السلع بتراب الفلوس... المهم أن مسؤولا في البرلمان التايلندي قال إنه لا يؤيد قانون إسقاط عضوية نواب البرلمان لأنهم يذهبون إلى أندية التدليك لأن ذلك سيؤدي إلى احتفاظ عشرة نواب فقط - على أبعد تقدير - بعضوية البرلمان... يعني مئات النواب سيطردون لأنهم "مساجيون ومزاجيون"... تخيل لو أن البرلمانات العربية البرمائية (هي كذلك لأن أعضاءها يستطيعون التأقلم مع الظروف المناخية كافة والعيش في التضاريس كافة)... تخيل لو أنها أصدرت قانونا بإسقاط عضوية من ينام أثناء الجلسات؟ أو من يظل ساكتا لا يفتح فمه لأكثر من عشر جلسات؟ أو لمن ثبت أنه استغل نفوذه ومنصبه لمصلحته الشخصية؟ النتيجة لكل ذلك أن عضوية كل برلمان عربي كانت ستنخفض إلى نحو ثلاثة أعضاء... وليس في ذلك بأس فاستئثار ثلاثة أشخاص "عندهم ذمة" بعضوية البرلمان خير من "الحشو" والازدحام بالتنابلة من النوع الذي إذا رأى العضو الجالس إلى جواره يرفع يده ليعدل من وضع كُم قميصه أو جلبابه، رفع يده معتقدا أن ساعة "التصويت" قد حانت!... مساكين نواب كل برلمان، فحتى لو لم يكونوا من جماعة المساج فإن حالهم "مكشوف" لأن البرلمانات بيوت من زجاج.

ولعلكم سمعتم أن كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة عين الرئيس الأمريكي السابق بل كلنتون مسؤولا عن ملف كارثة
"الـ تسونامي" وضحاياه في جنوب وجنوب شرق آسيا، وفي اللحظة التي تقرأون فيها هذه السطور سيكون كلنتون في تايلند... وربك يستر، فالرجل من هواة "المساج"، وتايلند "تعجبك" في أمور المساج والاعوجاج... وكان الله في عون ضحايا الـ"تسونامي"! ولو كان عنان يفهم في أمور المساج هذه ويتذكر السيرة والمسيرة الكلنتونية، لكلفه فقط بملف ضحايا الكارثة في سومطرة، لأن سكان تلك الجزيرة لا يعرفون المساج، ولا يعجبهم الحال "الأعوج"، ومن ثم رفعوا السلاح لنيل الحد الأدنى من الحقوق التي تكفل لهم العيش الشريف... في سومطرة لقي نحو 300 ألف شخص مصرعهم، ومع هذا فإن "كبار الشخصيات" تدفقوا على تايلند "لإغاثة" ضحايا الـ"تسونامي" هناك! ومعنى هذا أن تلك الإغاثة فيها "إنّ"






جعفر عباس




Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 445


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female