قناة نسمة في ميزان القضاء

تستأنف يوم الاثنين محاكمة المسؤولين على قناة نسمة الفضائية بسبب عرض فلم برسيبوليس المسيء للذات الالاهية والذي أثار جدلا كبيرا لدى الرأي العام التونسي وأدى إلى احتجاجات اتسم بعضها بالعنف وحادثة حرق منزل القروي دليل على ذلك .
طبعا المحاكمة المنتظرة يعتبرها مؤيدوا قناة نسمة الفضائية أنها محاولة لتكميم الأفواه وقمع حرية التعبير التي ناضل من اجلها التونسيون كما تعتبر أول محاكمة لوسيلة إعلامية بعد الثورة وأنها محاكمة سياسية بامتياز.
طبعا المحاكمة المنتظرة يعتبرها مؤيدوا قناة نسمة الفضائية أنها محاولة لتكميم الأفواه وقمع حرية التعبير التي ناضل من اجلها التونسيون كما تعتبر أول محاكمة لوسيلة إعلامية بعد الثورة وأنها محاكمة سياسية بامتياز.

بدورها قناة نسمة خصصت مساحات واسعة من بثها لتناول هذه القضية ربما لجلب تعاطف الرأي العام والمنظمات الحقوقية وحتى القضاء لكي يكون الحكم مخففا في محاولة للتأثير على سير المحاكمة قبل بدايتها
نبيل القروي ادعى انه يشعر بالثقة تجاه المؤسسة القضائية التونسية وأنها ستنصف حرية الإعلام وظهر في ثوب المدافع الشرس عن حرية التعبير في تونس وقال ان تعرضت قناة نسمة للقمع فان وسائل إعلامية أخرى ستلقى مصير نسمة وذكر بحادثة غلق صحيفة المغرب عند تسلم بن علي للحكم في أواخر الثمانينات والتي كانت بداية لسياسة قمعية ضد وسائل الإعلام التونسية بعد ذلك وتدجين اغلبها وأدى ذلك الأمر إلى دكتاتورية فاسدة.
طبعا طرح مدير قناة نسمة يلقى تأييدا من قبل كثير من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة فقد أعلن رؤساء تحرير كثير من الصحف تأييدهم لحق نسمة في التعبير دون قيود حتى ولو كانت في ثوب المقدس واعتبروا المحاكمة مهزلة وأنها مواصلة لسياسة بدأت تعمم في البلاد تستهدف الإعلام من قبل طرف معين موجود في السلطة مذكرين بقرار رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي في تعيين أشخاص معينين على رأس المؤسسات الإعلامية الوطنية.
لكن طرح المؤيدين لقناة نسمة يجد مقابله طرحا آخر يقول بان حرية التعبير لا تعني أبدا التهجم على معتقدات ومقدسات مجتمع بأكمله وان للحرية حدود وإلا فإنها تصبح فوضى وأكد أصحاب هذا الرأي أن قناة نسمة مارست عنفا معنويا وهو اشد تأثيرا من العنف المادي.
وطالب أصحاب هذا الطرح من القضاء تسليط عقوبات شديدة على قناة نسمة حتى تكون عبرة لوسائل الإعلام الأخرى كي تجبرها على احترام مقدسات ومعتقدات الشعب التونسي.
القضاء التونسي سيقول كلمته ولا أظن انه سيلتفت لأطروحات احد من الطرفين وسيحافظ على استقلاليته ومحاولات التأثير على مساره ونرجو فعلا ان يكون قراره في مصلحة حرية الإعلام وفي نفس الوقت مدافعا عن مقدسات وهوية الشعب التونسي.
مريم م
Comments
69 de 69 commentaires pour l'article 44336