بعد ما تعرض له عبد الكريم الهاروني في بوزيان: هل أصبحت كلمة ديقاج وسيلة جديدة لمعارضة الحكومة
لم تكن بداية عمل بعض وزراء الحكومة الجديدة جيدة على الإطلاق فالأسبوع الأول من تولي الوزراء الجدد لمقاليد السلطة عرفت اهتزازات كبيرة البعض اعتبرها عادية باعتبار حداثة عهد الوزراء بالحكم ونقص الخبرة السياسة في ظل وضع حرج تعيشها البلاد خاصة على المستوى الاقتصادي مع تصاعد الاعتصامات والإضرابات المطلبية
البعض الآخر اعتبر التطورات الأخيرة غير طبيعية وان بعض الأحزاب السياسية تستغل الظروف الاقتصادية الصعبة وحالة الإحباط لدى الشباب للضغط سياسيا على الترويكا بل ومحاولة إسقاط الحكومة بعد شلها تماما.
فما حدث لوزير النقل السيد عبد الكريم الهاروني في منطقة بوزيان في سيدي بوزيد بعد اعتصام بعض الشباب المعطل عن العمل فوق سكّة القطار مانعين حركة القطارات المحمّلة بالفسفاط مطالبين في حقهم بالتشغيل يشير إلى الوضع الحرج التي تعيشه حكومة حمادي الجبالي.
البعض الآخر اعتبر التطورات الأخيرة غير طبيعية وان بعض الأحزاب السياسية تستغل الظروف الاقتصادية الصعبة وحالة الإحباط لدى الشباب للضغط سياسيا على الترويكا بل ومحاولة إسقاط الحكومة بعد شلها تماما.
فما حدث لوزير النقل السيد عبد الكريم الهاروني في منطقة بوزيان في سيدي بوزيد بعد اعتصام بعض الشباب المعطل عن العمل فوق سكّة القطار مانعين حركة القطارات المحمّلة بالفسفاط مطالبين في حقهم بالتشغيل يشير إلى الوضع الحرج التي تعيشه حكومة حمادي الجبالي.
فعبارة "ديقاج" أصبحت تقال للجميع حتى لحكومة منتخبة بطريقة ديمقراطية وشفافة وهذا أمر فيه انعكاسات ايجابية وسلبية فالانعكاس الايجابي هو ان الشباب التونسي نزع عن جسده رداء الخوف إلى الأبد ولم يعد يرضى بالمنطق الدكتاتوري أما الانعكاس السلبي هو استغلال الاعتصامات من قبل أحزاب خسرت في الانتخابات لابتزاز الحكومة فالمعلومات من سيدي بوزيد تقول ان بعض عناصر من حزب التجديد والوطد وحزب العمال الشيوعي قامت بالتحريض ضد الوزير عبد الكريم الهاروني ونعته بأبشع الأوصاف.
الخطير في هذا الأمر هو التراجع الحقيقي لهيبة الدولة فالمشكلة في هذا الأمر ليس شخص الوزير بل الرمز الذي يمثله لأنه يمثل وزارة تسهر على خدمة المواطن ولا يجب بأي حال من الأحوال ان تصبح الاعتصامات الفوضوية وسيلة لفرض رأي سياسي من قبل أقلية لم تستطع الخروج من المنطق الثوري حتى في ظل الديمقراطية الشعبية
عبد الكريم الهاروني جاء ليتحاور مع المعتصمين ففوجئ بشق يرفض منطق التحاور جملة وتفصيلا ما يطرح نقطة استفهام كبيرة حول الأطراف التي تحاول إفشال أية محاولة للخروج من الأزمة.
استعمال هذه السياسة الخطيرة والقريبة من العصيان المدني من طرف سياسي معين قد يجد نفسه في المستقبل عرضة لنفس الوضع إذا أصبح في السلطة وشكل حكومة منتخبة ديمقراطيا وهنا الكارثة لان الفوضى ستعم البلاد.
ما تعرض له الهاروني تعرض له وزير الداخلية علي لعريض بصفة اقل حدة من قبل بعض أعوان الأمن الذين احتجوا أمام وزارة الداخلية لكن نقابة الأمن أوضحت ان بعض الشعارات التي ترددت والتي تحمل غايات سياسية لا تمثل أعوان وإطارات الأمن التونسيين
حقيقة لا يمكن ان تخرج تونس من الوضع الصعب الحالي دون تضافر جميع الجهود لان عبارة "ديقاج" اليوم ليس لها أي معنى سوى الفوضى التي لن تكون بناءة وستهدد الديمقراطية في الصميم التي يدعي البعض انه يناضل من اجلها .
الشعب وحده قادر على ترجمة كلمة "ديقاج" إذا شعر بان هذه الحكومة غير قادرة على تجاوز أزمات البلاد ولكن عبر صناديق الاقتراع وبطريقة متحضرة.
كريم بن منصور
Comments
69 de 69 commentaires pour l'article 43392