الصلاة وغصن الزيتون: هل هي البروباغندا الجديدة لحكومة حمادي الجبالي

لا يخفى على احد ان الصور التي انتشرت على صفحات الفايسبوك مؤخرا قد أثارت جدلا كبيرا في الرأي العام الوطني.
هذه الصور تظهر وزير حقوق الإنسان والناطق باسم الحكومة السيد سمير ديلو في حالة أداء الفرائض الدينية مع موظفي وزارته ووزير الفلاحة السيد محمد بن سالم يقطف ثمار الزيتون ووزير النقل السيد عبد الكريم الهاروني يتحدث بلطف مع عجوز الستين ووزير الصحة السيد عبد اللطيف المكي يداعب الرضيعة لينا في حضن أمها.
هذه الصور تظهر وزير حقوق الإنسان والناطق باسم الحكومة السيد سمير ديلو في حالة أداء الفرائض الدينية مع موظفي وزارته ووزير الفلاحة السيد محمد بن سالم يقطف ثمار الزيتون ووزير النقل السيد عبد الكريم الهاروني يتحدث بلطف مع عجوز الستين ووزير الصحة السيد عبد اللطيف المكي يداعب الرضيعة لينا في حضن أمها.
هذه الصور اعتبرها الكثيرون بروباغندا من قبل حكومة حمادي الجبالي لتسويق صورة النظام الجديد على انه نظام مؤمن وعادل ويهتم بمشاكل المواطن البسيط والفقير في اي منطقة من مناطق الجمهورية التونسية لكن الملاحظين اعتبروا هذه الطريقة غير مقنعة للشعب التونسي بل وأولوها على أنها عودة لبعض تصرفات النظام السابق الذي كان يستغل مثل هذه المشاهد لتسويق صورته للداخل والخارج على انه نظام مؤمن يهتم بمشاكل شعبه وهذا ما تضح انه كذب وزيف.
لا أريد ان أقارن بين نظام دكتاتوري جاء في الليلة الدهماء وسيطر بقوة السلاح على السلطة وبين نظام جاءت به ثورة شعب وديمقراطية حديثة وانتخابات لا يشك احد في شفافيتها.
لكن كل ذلك لا يمنع ان ننتقد بعض التصرفات والمشاهد التي تذكرنا دون ادني شك بطريقة الدكتاتورية القديمة في تلميع صورة النظام السابق ووضع مسحة من القداسة والطيبة على رموزه.

الكل شاهد تلك الصور التي أظهرت المخلوع في ثوب المؤمن التقي وهو يطوف بالكعبة الشريفة جنبا الى جنب مع الملك السعودي وعائلة الطرابلسي ولم يصدق التونسيون تلك الخدعة كذلك شاهدنا صور الزعيم الحبيب بورقيبة وهو يمد يده الى أغصان الزيتون بطريقة الأب الحنون والفلاح الطيب لكن نفس تلك الصور لم تمر في ذهن التونسي الفطن بسهولة بل حللها تحليلا جيدا واعتبرها بروباغندا لأنظمة تريد التقرب من المواطن لكن بطريقة شعبوية.
صفحات الفايسبوك شهدت انتقادات كبيرة لبعض الوزراء خاصة بالنسبة للوزير سمير ديلو فالبعض اتهمه بالرياء واستغلال الطقوس الدينية لتحسين صورته, طبعا لا يمكن ان نظلم الرجل إذ ليست هنالك أية أدلة تبرهن على ان الصور أخذت بإذنه لكن المحيطين به يتحملون مسؤولية إصدار تلك الصور بتلك الطريقة الراديكالية.
على كل حال نرجو من الحكومة الجديدة ان تتجاوز البروباغندا وسياسة تحسين صورة النظام بالمشاهد والصور الجميلة والمزوقة إلى العمل الجاد والفعلي لمصلحة المواطن الذي يعاني مشاكل عدة فالأعمال بالنيات الحسنة وليس بالصور...
كريم بن منصور
Comments
113 de 113 commentaires pour l'article 43360