بأيّ لغة ستتكلّم الحكومة في تونس؟

<img src=http://www.babnet.net/images/6/premiermeetingfov.jpg width=100 align=left border=0>


بين لغة الاعتصامات و الاحتجاجات التي تنتشر في أوساط واسعة من القطاع الاقتصادي و لغة الحكومة التي تدعو إلى هدنة اجتماعيّة و سياسيّة لمدّة 6 أشهر على الأقلّ، نراقب جدلا هو أشبه بحوار الصمّ و البكم تتخلّله معارك كلاميّة تعقب تصريحا لمسؤول أو صحفيّ. فيغضب أعوان الأمن لأنّ الرئيس شكر الجيش و تجاهلهم أو نسيهم، و يغضب أهالي تلك المنطقة لأنّ تصريحا لم يعجبهم أو سخر منهم و يحتجّ صحفيّ على آخر لأنّه اعتبر الشعب غبيّا، ثمّ تتطوّر تلك الخلافات إلى حملات كلاميّة لا تخلو من بذاءة في مختلف المواقع الاجتماعيّة، ينقسم فيها التونسيّون إلى فريقين مهاجم مسعور و مدافع مقهور.

و كلّ هذه الأمثلة تدلّ على أزمة ثقة بين الأفراد و النخب و المؤسّسات، و تؤكّد أنّ لغة التخاطب فيما بيننا تحتاج إلى وقفة تأمّل و تحتاج إلى خبراء ينصحون الجميع بقواعد التواصل و فنونه.

بدأ الجدل و التراشق بالتهم قبل تشكيل حكومة الجبالي حول أسماء من سيتولّى الحقائب، و كيفيّة توزيع المناصب بين الأحزاب الثلاثة المتحالفة و نصيب المستقلّين و أعضاء الحكومة السابقة منها، و مع ظهور بعض التسريبات حول الأسماء المرشّحة لتلك الحقائب، اشتدّت وتيرة النقاشات التي تطوّرت بعد مدّة قصيرة إلى تحفّظات و احتجاجات. ثمّ نالت الحكومة ثقة أعضاء المجلس التأسيسيّ، فتطوّر الجدل ليشمل الخوض في البرنامج المعلن و ما ظهر فيه من قصور و يتساءل عن كفاءات بعض الوزراء و يشكك في قدرتهم على تولّي تلك الخطط.




و قد تعرّض وزير الخارجيّة رفيق عبد السلام في الأيام الأخيرة إلى النصيب الأوفر من الانتقاد و يمكن إجمال الموانع التي أثيرت عنه في ثلاث نقاط و هي علاقة المصاهرة التي تجمعه برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، و علاقة العمل من خلال المهامّ التي شغلها في قطر أو في مؤسّسات بحثيّة تتصل بقناة الجزيرة، و علاقة أخرى مع اللغة الفرنسيّة أسالت الكثير من الحبر حول ما قيل إنّه جهل الرجل بلغة موليار، الأمر الذي اعتبره البعض عائقا لا يستقيم مع طبيعة المنصب الذي كلّف به. و قد تضخّم الأمر إلى تنظيم وقفة احتجاجيّة أمام وزارة الخارجيّة احتجّ فيها عدد قليل من المواطنين على ذلك التعيين، و قد أوضح الوزير أنّ دراسته التي حملته إلى الجامعات البريطانيّة جعلته أقرب إلى لغة شكسبير منه إلى لغة موليار. و أضاف في تصريحه لنشرة أخبار الثامنة أنّ " لغة التخاطب في الداخل و الخارج هي اللغة العربيّة، و هي الأهمّ باعتبار انتمائنا إلى بلد عربيّ."

و اللافت أنّ هذا الرأي يعطي مؤشّرا واضحا عن الخلفيّة الفكريّة التي تريد الحكومة الجديدة أن تعيد لها الاعتبار من خلال الاعتزاز بلغة هذا الوطن و التمسّك بهويّته العربيّة الإسلامية. و ما يؤكّد قناعتنا بهذا الاستنتاج أنّ الرئيس المنصف المرزوقي نفسه عبّر عن إيمانه العميق بقدسيّة اللغة العربيّة واعتبارها عمودا فقريّا للوطن و الأمّة :" العربية هي العمود الفقري للأمة، ولا وجود لها إلا بوجوده، فأمتنا خلافا لكل الأمم، لا تسكن أرضا وإنما تسكن لغتها." و قد عبّر عن ذلك الموقف في مقالة تحليليّة نشرها على موقع الجزيرة نت قبل توليّه الرئاسة ما يؤكّد أنّ المرزوقي مفكّرا كان ينظّر للمرزوقي سياسيّا إذ يضيف بلغة يقينيّة و كأنّه يكشف عن برنامجه السياسيّ و موقفه المبدئيّ من المسألة فيدعو إلى: " إقرار اللغة العربية لغة رسمية للدولة يعني أن مهمة الدولة حماية وتطوير هذه اللغة. و إدراج حصرية استعمال اللغة العربية الفصحى والدارجة المهذبة على رأس قائمة النظم والقوانين التي تخضع لها الإذاعات ومحطات التلفزيون." و يختم رؤيته تلك بالتعبير عن أمله في تنظيم "المؤتمر العام للغة العربية، يدعى له السياسيون وأهل الذكر من كامل الوطن العربي، كي نتدارس الإستراتيجيات لتنمية لغتنا والدفاع عنها، والشعار لا إفراط ولا تفريط حتى نكون أخيرا جديرين بلغة شرفتنا كثيرا ولم نشرفها إلا نادرا".



فهل هي نهاية القدسيّة للغة الفرنسيّة في تونس ما بعد الثورة ؟ و هل سنشهد قريبا حراكا إصلاحيّا يعيد الاعتبار للعربيّة لغة و ثقافة و مشروعا حضاريّا يمسّ المجالات التعليميّة و الثقافيّة ؟
تلك هي أسئلة المرحلة و أجوبتها ستتشكّل قريبا و لكنّ بعض المؤشّرات عن الرؤى المستقبليّة باتت واضحة من خلال المواقف التي أبرزناها في هذه المقالة و التي يمكن تلخيصها في ذلك القول الحكيم الذي عبّر عنه المفكّر المصريّ مصطفى صادق الرافعي في كتابه وحي القلم:" ما ذلّت لغة شعب إلا ذلّ ، ولا انحطّت إلا كان أمرها في ذهاب وإدبار ، ومن هنا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضاً على الأمة التي يستعمرها ، ويركبهم بها ، ويشعرهم عظمته فيها".
و لأنّ ثورة الشعب التونسيّ قامت من أجل العزّة و الكرامة فإنّه لن يسمح بإذلال لغته بل سيعمل على تنزيلها المقام الذي يعيد لها كلّ الاعتبار، فيعود الاحترام و التبجيل للغة الضاد بعد عقود من تقديس لغة المستعمر و إعلاء شأنها.

عبد الرزاق قيراط




Comments


20 de 20 commentaires pour l'article 43153

Wild el bled  (United States)  |Vendredi 30 Decembre 2011 à 17:46           
Finalement et apres combien de jours de bloquage de babnet , et je ne sais pas pourquoi , j'arrive a mettre mes commentaires.
mr guirat vous presentez toujours les sujets les plus censibles ou les plus interessants et avec un stylo special et une style uniquement excellent.
la langue arabe doit etre la langue officielle administrativement , et sans aucun doute.
mais la j'encourage tous lea jeunes a apprendre le maximum de langues , c'est avec les langues qu'on peux communiquer au monde, et surtout les langues ou on peux avoir une meilleure educations dans des domaines qui nous servirons pour le future de notre pays.
cordialement et patriotiquement
wild el bled
usa.

Je suis debile  (Germany)  |Mercredi 28 Decembre 2011 à 22:06           
Bourguiba a parlé au peuple en arabe et en dialecte. alors pourquoi on se pose une telle question?

il faut plutôt demander au peuple de maîtriser l´arabe et le français et avant le français l´anglais. l´élite doit maîtriser un peu d´espagnole et du chinois. et pour le développement de l´intelligence la jeunesse doit maîtriser au moins un instrument musical.

Power  (Germany)  |Mercredi 28 Decembre 2011 à 19:27           
ستتكلم بالعربية بالطبع ,آن الأوان لرفع رؤوسنا و لنعمل حتى تصبح العربية لغة العالم كما كانت,نعم أحلم و لم لا؟ و قد كانت, لماذا قدرنا على أنفسنا أن نتكلم دائما لغة العبيد,اللغة ثقافة و حضارة و تاريخ و أصل و مستقبل, و أمكم فرنسا و من بعدها ألمانيا وضعوا قوانين يحرمون فيه استعمال مصطلحات أجنبية,لو فعلناها نحن لاتهمنا أقرب الناس بالتحجر و الرجعية و الخوف على لغة موليير الغبي,و عندما علم أن وزير الخارجية لا يتكلم الفرنسية قامت الدنيا و لم تقعد, (ألا
تتحدثون عن المساوات و التوازن و أعنى هنا كل من يقدم أو يظن نفسه متقدما أو متحضرا بمفهومه هو) لماذا لا يتكلم جوبيه أو ساركوزي العربية؟ أم ترون أنفسكم دائما عبيد؟نعم نحن أفضل منهم لأننا نفهمهم و لا يفهمننا و لكن الأمر أعمق من ذلك,إذا عليكم بقتل العبودية التي في داخلكم نحن أحرار, إن شئنا نكلمهم بلغتهم و إن شئنا بلغتنا, و لكن في بلادنا بلغتنا و انشاء الله تكون بالدارجة إذا لزم الأمر, الشعب التونسي إذا جمعته يتحدث بلغة الكرة الأرضية قاطبة و بدون
استثناء و ليس عندهم ذلك و من تكلم منهم بلغة أجنبية تكلم بركاكة قل نظيرها إلا الخبراء منهم و هم قليل , و هذا فضلنا عليهم, إذا نحن نختار و نختار العربية وهي كاملة وافية مستوفاة تتطور و تتمدن و لا يتغير جوهرها, محفوظة بالقرآن الكريم و هي اللغة الوحيدة على وجه الأرض التي بقيت محفوظة كما هي منذ أكثر من 1400 عام تقرأ و تفهم وتكتب كما هي,من يأتيني بمثلها,لن تجد, و لقد يؤسفني أن أسمع في البرامج التونسية بالعربي أكثر فرنسية من العربي و يوما قال تلك
الخبيثة بن حميدة(موش سفيان الركيك) في قناة نقمة...هخ هخ هخ...,نحب نعبر بالسوري علخاطر العربي ما يعبرش,جاهلة و قبيحة فوق ذلك و تدعي العلم,مسكينة اللغة العربية آش تعاني

L.de vip  (France)  |Mercredi 28 Decembre 2011 à 18:22           
Il existe déjà une langue en tunisie qui fonctionne bien,c. les langues des vipères.

Tun  (Tunisia)  |Mercredi 28 Decembre 2011 à 14:51           
ساعات ما نفهمش علاش العقدة اللي عند التوانسة من لغتهم العربية ...كي يلزم نستعملوا الفرنسية ميسالش نستعملوها اما لازمنا نتكلموا بلغتنا ...علاش زعما الناس لخرى تطبق في حاجات غالطة ؟اليابانيين والصينيين والروسيين الكلهم متشبثين بلغتهم كان التوانسة قالك "الفرنسية تعبر خير "

حتى في اعلى مستويات التمثيل السياسي تلقى عباد تعمل في حاجات غريبة ..هيا يا سيدي نعطوكم مثال... سي الباجي قائد السبسي كي مشا لامريكا يتكلم مع الامريكان بالفرنسية وهما يترجموا ..عاد هما باش يترجموا خلي يترجموا من العربية للانقليزية علاش ها الحقرة للغتنا ؟
كان حقرنا لغتنا رانا حقرنا رواحنا

مواطن  (Tunisia)  |Mercredi 28 Decembre 2011 à 11:48           
ساروي لكم قصة قصيرة وللقارىء استخلاص العبرة... حضر وفد صيني الى تونس في زيارة رسمية...و كان المسؤول التونسي يتحدث بالفرنسية و المترجم التونسي يترجم الى اللغة الصينية...و حين انتهاء الاجتماع الرسمي استدعى المسؤول التونسي الوفد الصيني الى الغداء و لكن المترجم لم يحضر على المائدة..ارتبك المسؤول التونسي ولم يفتح فمه بكلمة واحدة فبادره رئيس الوفد مخاطبا اياه باللغة الفرنسية فتعجب المسؤول التونسي لذلك و قال له لمذا تركت المترجم يترجم و انت متمكن من
اللغة الفرنسية فاجابه انا اتقن اربعة لكني وقت الاجتماع كنت في مهمة رسمية و كنت امثل دولة الصين و لذلك لا استطيع التحدث الا باللغة الصينية و الان انا في مادبة غداء و استطيع التحدث باي لغة اشاء

@ Français  (Morocco)  |Mercredi 28 Decembre 2011 à 10:56           
Vous êtes des rigolos vous écrivez avec la langue que vous critiquez pourquoi vous n'avez pas écrit vos commentaires en arabe.
apprendre une langue étrangère est un acquis c'est un trésor alors arrêtez vos complexes l'arabe est notre langue mère certes mais 99% des tunisiens ne maitrise pas,le français est une belle langue qui nous a beaucoup donné et l'anglais c'est la langue que tout le monde doit maitriser s'il veut communiquer a l'international.
et notre belle darija qui le mélange de plusieurs langues est la preuve que le tunisien a été ouvert a plusieurs civilisations et cultures et que ce débat est stériles.
si j'ai un conseil au gens apprenez le maximum de langues que vous pouvez .

Amir  (Germany)  |Mercredi 28 Decembre 2011 à 10:20           
Il y a les franco-arabes qui ont vote nahdha ou cpr mais ne maitrisent pas la langue arabe.

soyons plus serieux! comme vous voyez je ne maitrise ni l´arabe ni le francais.

Français  (Tunisia)  |Mercredi 28 Decembre 2011 à 10:15           
Mes sincères condoléances aux francophones et aux nostalgiques du colonialismes de chez nous, ces derniers qui pleurent la perte de la langue de leurs identité, oublient que la langue française est en perte et lâché partout dans le monde et même la france en tant que ancienne puissance et pays colonisateur est en déclin depuis surtout l’événement de son président actuel.

تونسي  (Tunisia)  |Mercredi 28 Decembre 2011 à 10:15           
Trés bien dit

Tun  (Tunisia)  |Mercredi 28 Decembre 2011 à 10:14           
نستطيع استشارة مختص في اللغات فيعطينا ترتيبا لاكثر اللغات انتشارا في العالم اكثر اللغات المستعملة في العلم وتقييم مدى ضعف وقوة اللغة في حد ذاتها ..سوف تكتشفون ان اللغة الفرنسية من اضعف اللغات لكننا متمسكون بها لانها لغة البلد الذي احتلنا فقط ...


Tounsii  (Tunisia)  |Mardi 27 Decembre 2011 à 21:14           
Une seule issue pour notre développement, pour sortir du tiers monde, focaliser notre attention sur le développement de l'industrie, avoir la volonté qu'un jour on aura notre mot à dire à l'échelle mondiale. d'ici là travaillons . ...

Macherki  (Tunisia)  |Mardi 27 Decembre 2011 à 20:56           
Pour ceux qui veulent faire de la langue arabe leur projet de société je leur dis que:
1- la langue est un moyen pour communiquer et non une fin en elle même.
2-notre langue arabe est plus soutenue que celle d'autres pays arabes.
3-nos ancêtres ne parlaient que l'arabe et portant la tunisie est entrée, avant tous les pays arabes et de plein pied dans la modernité: abolition de l'esclavage,constitution, reforme de l'enseignement...

Najm  (France)  |Mardi 27 Decembre 2011 à 20:53           
Moi je propose le c# car c'est un langage moderne et facile à utiliser

Mng  (France)  |Mardi 27 Decembre 2011 à 20:46           
La langue qui doit être utiliser c'est le bâton et la carotte !!!!
puisque la majorité de la population sont des ignorant elas ! donc je pense que le mieux pour gouverner ses peuple arrières c'est la dictature (!!!)

Chahid  (Tunisia)  |Mardi 27 Decembre 2011 à 20:01           
ستتكلم يلغة قطرية

KAROUI  (Tunisia)  |Mardi 27 Decembre 2011 à 18:03           
Elle va parler millouta et wahda wahda.

Zineddine  (Tunisia)  |Mardi 27 Decembre 2011 à 18:03           
Le peuple chome, les gens n'ont pas de gaz, la vie devient de plus en plus chère, la pauvreté atteint des sommets historiques et mr marzouki nommé président provisoire ainsi que le nouveau gouvernement provisoire ont pour principal soucis la langue arabe et comment la promouvoir! bellehi sincèrement c'est normal?

Popo  (France)  |Mardi 27 Decembre 2011 à 17:57           
Le meilleur langage c. le bâton déjà pour faire une mise au point, pour calmer les esprits et tout le monde au travail.
((((yezi metbourib))))

NNAOUS  (Denmark)  |Mardi 27 Decembre 2011 à 17:57           
Article pro rafik bouchlaka


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female