وجود المستقلين والتكنوقراط في حكومة الجبالي بين التأييد والمعارضة

بعد الخطاب الذي توجه به رئيس الحكومة التونسية السيد حمادي الجبالي إلى الشعب التونسي من منبر المجلس الوطني التأسيسي وبعد التشكيلة التي عرضها على أعضاء التأسيسي سيبدأ وزراء الحكومة الجديدة العمل بكل جد لحل مشاكل المواطن العادي وأولها مشكلة البطالة والفقر وغياب التوازن الاجتماعي.
ولكن علينا قبل كل شيء ان ننظر مليا في حكومة الجبالي ووزراءه المعينين وأول ما نلاحظه في هذه الحكومة الوليدة هو الهيمنة النهضوية عليها فهي بالفعل حكومة حركة النهضة بامتياز رغم اننا لا ننكر وجود وزراء فاعلين من حزب التكتل من اجل العمل والحريات ومن حزب المؤتمر من اجل الجمهورية وهذه التشكيلية الوزارية يعتبرها البعض طبيعية بحكم المعادلة الانتخابية التي أفرزت أغلبية للحركة الإسلامية.
ولكن علينا قبل كل شيء ان ننظر مليا في حكومة الجبالي ووزراءه المعينين وأول ما نلاحظه في هذه الحكومة الوليدة هو الهيمنة النهضوية عليها فهي بالفعل حكومة حركة النهضة بامتياز رغم اننا لا ننكر وجود وزراء فاعلين من حزب التكتل من اجل العمل والحريات ومن حزب المؤتمر من اجل الجمهورية وهذه التشكيلية الوزارية يعتبرها البعض طبيعية بحكم المعادلة الانتخابية التي أفرزت أغلبية للحركة الإسلامية.
لكن ما نلاحظه كذلك وجود ملفت للنظر للمستقلين وللتكنوقراط في الحكومة الجديدة فقد وضل عدد الوزراء المستقلين إلى 7 هم السيد حسين الديماسي وزير المالية والسيد عبد الكريم الزبيدي الذي أبقته حكومة الجبالي لإعطاء رسالة للشارع بان وزارة الدفاع ستبقى مستقلة وكذلك وزير الثقافة السيد مهدي مبروك ووزيرة البيئة السيدة ماميا البية وهي كذلك مستقلة ووزير الشباب و الرياضة السيد طارق ذياب ووزير الشؤون الدينية السيد نور الدين الخادمي والوزير المعتمد لدى الوزير الأول المكلف بالعلاقة مع المجلس التاسيسي وهو السيد عبد الرزاق الكيلاني إضافة إلى بعض كتاب الدولة الذين يعتبرون من التكنوقراط.
طبعا المساحة التي منحتها الحكومة للمستقلين والتكنوقراط اعتبرها المعارضون للحكومة تهربا من قبل الائتلاف الثلاثي من تحمل المسؤولية والاعتماد على كفاءات معينة بعد ان أحس هذا الائتلاف انه لا يملك رصيدا بشريا حقيقيا لمجابهة الصعوبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية القادمة.

البعض رفض هذا الطرح تماما واعتبر ان استعانة حكومة الجبالي بوجوه مستقلة وبأشخاص تكنوقراط يملكون كفاءة وقدرة على العمل يحسب لها وليس عليها باعتبار ان الترويكا تريد ان ترسل رسالة إلى الطبقة السياسية مفادها ان حركة النهضة والمؤتمر والتكتل لا يريدون التغول على الحكومة وهم مستعدون للتعامل مع من يستطيع إفادة تونس باعتبار ان الحكومة المقبلة هي حكومة إنقاذ وطني تجمع كل من يريد مصلحة تونس العليا وليس المصلحة الحزبية الضيقة.
طبعا الرأيين المتفائل والمتشائم من استعانة الحكومة بمستقلين وتكنوقراط يفهمان من منطلقهما الفكري والسياسي لكن هذا الأمر لن يلغي العزيمة الوطنية حكومة كانت او معارضة او مستقلين او مجتمع مدني او حتى المواطن البسيط على إنقاذ تونس من أزمتها التي لن تحل إلا بتضافر جهود كل أبنائها بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم.
كريم بن منصور
Comments
9 de 9 commentaires pour l'article 42985