الرئيس منصف المرزوقي ونظرية الهدنة

طرحت خطب وتصريحات المنصف المرزوقي بعد تعيينه رئيسا جدلا واسعا في الرأي العام فالمرزوقي أثار فئة من التيار الحداثي العلماني عندما قال في خطاب عام أنه سيدافع عن المنقبة والمحجبة والسافرة وقد تعالت الصيحات منددة بكلمة سافرة باعتبار أن البعض يعتبرها رديفا لمعنى "المرأة غير الصالحة" أو هكذا خيل إليهم.
لكن هذا المصطلح لم يثر جدلا كما أثارته تصريحات المرزوقي الأخيرة التي طالب فيها بهدنة إجتماعية وسياسية لمدة 6 أشهر.
لكن هذا المصطلح لم يثر جدلا كما أثارته تصريحات المرزوقي الأخيرة التي طالب فيها بهدنة إجتماعية وسياسية لمدة 6 أشهر.
طبعا استعمال المرزوقي لكلمة هدنة لم يكن يقصد منه أنه تخوف من المرحلة القادمة أو تنصل من المسؤولية الملقاة على عاتقه فالرجل أعلن منذ بداية ترشحه للمجلس الوطني التأسيسي ثم لنيل منصب الرئيس أنه عازم على قيادة البلاد نحو بر الأمان وأنه لن يتراجع عن قراره وعن سعيه.
لقد أراد المرزوقي في استعماله كلمة "هدنة" أن على الشعب ونخبه أن تصبر 6 أشهر حتى يعود الاقتصاد الوطني إلى حالته الطبيعية وأن يستعيد عافيته ثم يحق لكل الفئات الشعبية بعد ذلك أن تطالب بتحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية.

الهدنة إذا ليست حربية كما اعتقد البعض بل هي دعوة للوعي بالمخاطر الاقتصادية والاجتماعية المتنامية التي تهدد مستقبل الشعب التونسي وقوت يومه قبل مستقبل الرئيس نفسه.
إذا فهي دعوة للوعي والتدقيق في الخطوات القادمة لا غير وتأويلها تأويلا سيئا على غرار كلمة "سافرة" يدل دون أدنى شك على مدى الاستقطاب السياسي والفكري في تونس ما بعد الثورة.
المرزوقي وحلفاءه السياسيين أمامهم مشوار طويل كي يعيدوا الطمأنينة والأمل لهذه البلاد والتزامهم بفترة 6 أشهر يكرس هذا الأمل في نفوس الشعب ولا يهم عندئذ عبارة "الهدنة" أكانت مصطلحا حربيا أو سياسيا أو حتى اقتصاديا فالجميع مشترك في نفس المحنة شعبا وحكومة ورئاسة.
منصف المرزوقي أصبح اليوم نجم السهرات السياسية ويبدو أنه اختطف الأضواء من حركة النهضة التي أيدت مساره وخطابه وعلى صاحب النضالات الكبيرة والنظارات الغريبة أن ينظر ويحدق جيدا في المرحلة القادمة كي يجد لنا الحلول لأن خصومه السياسيين ينتظرون زلاته وهفواته ولن تقنعهم نظرية الهدنة.
كريم بن منصور
Comments
21 de 21 commentaires pour l'article 42643