القطب الحداثي يؤسس لجبهة تقدمية شاملة لمنافسة النهضة في الانتخابات القادمة

يبدو ان القطب الديمقراطي الحداثي بدا في وضع مخطط عام وشامل للمرحلة السياسية المقبلة خاصة وان الانتخابات البرلمانية والبلدية لا يفصلنا عنها سوى سنة فقط وهي فترة قصيرة بالنسبة للأحزاب التي تريد الوصول إلى قبة البرلمان والمنافسة على مقاعده.
القطب الديمقراطي الحداثي أعلن في بيان أصدره يوم الأحد انه سيتم تحويل القطب من ائتلاف انتخابي الى "جبهة سياسية مفتوحة" والعمل على تشكيل لجنة تتولى الاتصال بالأحزاب والفعاليات السياسية الديمقراطية والتقدمية قصد وضع خريطة طريق تضبط مراحل بناء حزب ديمقراطي موحد يجمع شتات القوى الديمقراطية والتقدمية بما يمكن من مواجهة الرهانات السياسية في المرحلة القادمة.
القطب الديمقراطي الحداثي أعلن في بيان أصدره يوم الأحد انه سيتم تحويل القطب من ائتلاف انتخابي الى "جبهة سياسية مفتوحة" والعمل على تشكيل لجنة تتولى الاتصال بالأحزاب والفعاليات السياسية الديمقراطية والتقدمية قصد وضع خريطة طريق تضبط مراحل بناء حزب ديمقراطي موحد يجمع شتات القوى الديمقراطية والتقدمية بما يمكن من مواجهة الرهانات السياسية في المرحلة القادمة.
الخطوة التي قام بها القطب تعطي انطباعا بان هنالك مشاورات مكثفة لتشكيل جبهة تقدمية حقيقية غايتها إرساء منافسة قوية ضد حركة النهضة التي حققت نتائج جيدة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وأبرزت قوة وشعبية التيار الإسلامي في تونس.
ونظن ان هذه الخطوة جاءت تدعيما لتصريحات السيد احمد نجيب الشابي زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي الذي تحدث كذلك على ضرورة تشكيل جبهة تضم كل القوى التقدمية الحداثية لمواجهة حركة النهضة.
ولكن السؤال المطروح هنا كيف سيتم تشكيل هذه الجبهة الحداثية وهل يستطيع القائمون على تشكيل هذه الجبهة ضم كل الأحزاب التقدمية التي تعيش على واقع حب الزعامة والتفرد بالرأي وهل يستطيع هذا الائتلاف استقطاب حزبي التكتل من اجل العمل والحريات والمؤتمر من اجل الجمهورية الذين يعتبران ضمن العائلة الحداثية أم ان هذين الحزبين سيختاران إبقاء تحالفهما المؤقت مع حركة النهضة وبالتالي الإبقاء على مصالحهما السياسية.

كل هذه الأسئلة طبيعية خاصة وان التيار الحداثي يعيش تشرذما كبيرا فرضته التطورات السياسية السابقة ومحاولات النظام السابق تشتيت المعارضة وضربها من الداخل مما اثر على الأحزاب اليسارية والتقدمية.
لكن عديد المحللين يعتبرون ان تشكيل هذا التحالف لن يغير من الواقع السياسي شيئا مادام الخطاب السياسي للحداثيين والتقدميين لم يتغير بدوره فخطاب الهوية والدين وعلاقة السياسي بالديني أضرت بصورة الأحزاب اليسارية وأظهرتها في صورة معادية لمعتقدات ومقدسات التونسيين مما افقدها نسبة كبيرة من أصوات التونسيين وهذا أمر نعتقد انه سيكون حاسما في مصيرهذه الجبهة ومدى شعبيته في المرحلة القادمة ونظن ان اليساريين سيعتبرون من أخطائهم.
نتمنى ان تأخذ التيارات التقدمية موقعا جيدا في المرحلة السياسية المقبلة حتى تكون هنالك حياة سياسية متطورة تؤدي الى تداول سلمي على السلطة فالتعددية جيدة وهي صمام آمان حتى لا تعود الدكتاتورية والحزب الواحد حتى ولو بثوب الديمقراطية والانتخابات النزيهة.
محمد خليل قموار
Comments
68 de 68 commentaires pour l'article 42108