موعد الانتخابات بين الحكومة والهيئة المستقلة
مازال الجدل قائما بين الحكومة المؤقتة والهيئة المستقلة للانتخابات حول الموعد النهائي لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي فالحكومة أقرت يوم 24 جويلية كموعد نهائي لتنظيم الانتخابات إلا أن الهيئة أصرت على موقفها بان يكون يوم 16 أكتوبر هو الموعد لإجراء الانتخابات لأسباب في اغلبها تنظيمية وأمنية.
السيد كمال الجندوبي رئيس الهيئة المستقلة أكد أن الموافقة المبدئية كان على أساس إجراء انتخابات رئاسية وهو أمر أسهل بكثير، من انتخابات مجلس تأسيسي تحتاج إلى أكثر وقت وتنظيم حسب رأيه .
السيد كمال الجندوبي رئيس الهيئة المستقلة أكد أن الموافقة المبدئية كان على أساس إجراء انتخابات رئاسية وهو أمر أسهل بكثير، من انتخابات مجلس تأسيسي تحتاج إلى أكثر وقت وتنظيم حسب رأيه .
كلام السيد كمال الجندوبي و إصراره على موعد 16 أكتوبر سيحدث دون شك أزمة سياسية مجانية مع الحكومة ومع بعض الأطياف الشعبية والحزبية التي قررت ان تتظاهر يوم السبت المقبل ضد تأجيل الانتخابات و حتى المطالبة بإقالة السيد كمال الجندوبي.
لكن ما تردد مؤخرا ولم يثبت بعد بان الوزير الأول المؤقت السيد الباجي القائد السبسي يفكر في تأجيل الانتخابات بسبب مشاكل تقنية يمكنه أن يخفف من حدة هذا التوتر ويجعل مساحة للتفاهم حول موعد وسط يختلف عن 24 جويلية و16 أكتوبر لكنه يرضي الطرفين ويرضي الأحزاب المعنية بالأمر.
السيد كمال الجندوبي أكد انه تشاور مع العديد من الأحزاب المؤيدة والمعارضة لتأجيل الانتخابات وانه جاوب على كثير من تساؤلات السياسيين الرافضين لموعد 16 أكتوبر باعتبارها نوعا من حرية التعبير لكنه رفض التشكيك في نزاهة وشفافية الهيئة او أفرادها.
هذه التجاذبات من شانها ان تحدث بلبلة في صفوف الأحزاب نفسها وتعرقل نشاطها في استقطاب اكبر نسبة من المؤيدين وتوضيح برامجها للناس لان كثير من هذه الأحزاب تبني تصوراتها وتنظم حملاتها الانتخابية على أساس يوم 24 جويلية.

هذه البلبلة بدات تعصف كذلك بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي التي تعيش صراعا محتدما بين أعضائها الذين يعبرون في معظمهم على آراء أحزاب معينة ولا يعبرون عن نبض الشارع.
ودعنا نكن صريحين ولنقل بان التخوفات التي أبداها السيد كمال الجندوبي لن تقنع الكثيرين داخليا او خارجيا خاصة وان كثيرا من الدول تمكنت من تنظيم انتخابات تشريعية في اقل من مدة شهرين وهي تعيش حالة من العنف غير مسبوقة ولنأخذ العراق وفلسطين مثالا على ذلك ونحن والحمد لله لا نعيش هذا التوتر الأمني الكبير كما أن التنظيم لن يكون أكثر سوءا من تلك الدول التي نجحت في تجاربها الديمقراطية بشهادة الأمم المتحدة والمنظمات المختصة.
نرجو ان يكون هنالك نوع من الحل التوافقي وسيتحقق ذلك ان جلست الحكومة والهيئة المستقلة للانتخابات على طاولة واحدة لإزالة كل الشكوك وطمأنة الشارع الذي يعيش حالة من الضبابية الكبيرة والى أن يحين ذلك الوقت سيبقى موعد الانتخابات رهين الحكومة من جهة والهيئة المستقلة من ناحية أخرى.
كريــــــم بن منصور












Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 35838